Wednesday 2nd June,200411570العددالاربعاء 14 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

المحامون العرب بين القبول والرفض.. لماذا يدافعون عن صدام حسين ؟!! المحامون العرب بين القبول والرفض.. لماذا يدافعون عن صدام حسين ؟!!
( الجزيرة ) تستطلع آراء المحامين المصريين في لجنة الدفاع عن الرئيس العراقي المعتقل

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محيى الدين سعيد - علي البلهاسي :
عاد الحديث يتجدد مرة أخرى على الساحة السياسية حول الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والسبب مناسبتان مهمتان ... الاولى الفضيحة السياسية التي لحقت بالولايات المتحدة بعد نشر صور التعذيب والانتهاكات ضد السجناء والاسرى العراقيين في سجن ابو غريب وهو ما جعل كثيراً من المحللين والمراقبين يقارن بين الممارسات البشعة للاحتلال الامريكي وتلك الجرائم التي كان يرتكبها نظام صدام حسين ضد العراقيين .. والثانية هي اعلان سالم الجلبي المحامي المسؤول عن محاكمة اعضاء النظام العراقي السابق ان امريكا ستسلم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ونحو 100 من اعضاء نظامه إلى العراقيين قبل 30 يونيو المقبل موعد تسليم السلطة إلى الشعب العراقي وكشف ان العقوبات ستشمل احكاما بالاعدام في حالة التأكد من الاتهامات الموجهة سواء لصدام او اعضاء نظامه وترافق هذا الاعلان مع اعلان آخر على لسان المحامي الاردني محمد الرشدان انه تم اختيار لجنة من 20 محاميا عربيا واجنبيا للدفاع عن صدام حسين بموجب كتاب رسمي من زوجته ساجدة وقال ان لجنة الدفاع عن صدام تشعر بقلق كبير على حياته بعدما نشر حول تعرض المعتقلين في المعتقلات الامريكية والبريطانية في العراق لممارسات مهينة ومذلة ومع تجدد الحديث حول صدام حسين تجددت التساؤلات حول ما اذا كان سيحاكم حقا وهل سيتم تسليمه للعراقيين؟.. وهل هو ضحية لمؤامرة امريكية ويستحق الدفاع عنه ام انه جزء من هذه المؤامرة ولا يستحق أن يفلت من العقاب ؟!! جدل قانوني في شهر يناير الماضي وبعد اعتقال صدام حسين باسابيع قليلة عقد اتحاد المحامين العرب في مقره بالقاهرة ما يشبه الاجتماع الطارئ حضره اكثر من 20 من خبراء واساتذة القانون الدولي ورؤساء واعضاء نقابات المحامين بالدول العربية حول محاكمة صدام حسين ودور اتحاد المحامين العرب في هذه القضية وشهدت المناقشات اختلافا واسعا حول ملف المحاكمة وفيما اتفق المجتمعون حول ضرورة توفير محاكمة عادلة لصدام حسين شهدت المناقشات اختلافا واسعا حول الطريقة التي يجب ان يحاكم بها والجهة المختصة صاحبة الحق في محاكمته وتنوعت الآراء القانونية حول الوضع القانوني لصدام حسين والتهم التي يمكن ان توجه اليه. وذهب البعض إلى تصنيف صدام كأسير او مجرم حرب بينما ذهبت آراء اخرى إلى اعتباره رهينة او مخطوفاً لدى القوات الانجلو أمريكية وانه يجب اطلاق سراحه فورا ومحاكمة مختطفيه واعتبره البعض ومنهم حسين مجلي نقيب المحامين الاردنيين وعضو لجنة الدفاع عن صدام التي اعلن عنها مؤخرا انه مازال الرئيس الشرعي للعراق ولابد من توفير الحماية القانونية له وطالب بتسليمه إلى جهة محايدة او إلى منظمة الصليب الاحمر الدولية وألا يظل تحت سيطرة قوات الاحتلال داعيا اتحاد المحامين العرب ان يكون مظلة قانونية لضمان محاكمة عادلة لصدام ومتابعة ما يحدث له وكل الاسرى العرب لضمان تلقيهم كل حقوق الاسرى التي يكفلها القانون الدولي واذا كان هناك من دافعوا عن صدام باعتباره كان ضحية لمؤامرة أمريكية استهدفت المنطقة ككل فهناك من كال له الاتهامات بارتكاب جرائم بحق شعبه وبحق ايران والكويت والامة العربية كلها وانه السبب فيما آلت إليه المنطقة الآن من ضعف أمام المؤامرات الامريكية والصهيونية.
الحق في محاكمة عادلة ويبدو أن هذا الاختلاف حول صدام ومحاكمته ما يزال قائما حتى الان وهو ما اظهرته آراء المحامين المصريين الذين تم اختيارهم ضمن لجنة الدفاع عن صدام حسين وهم سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين والدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية السابق وصابر عمار عضو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب والدكتور يحيى الجمل استاذ القانون الدولي أكد سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ان ملف قضية محاكمة صدام حسين ليس هينا او بسيطا مشيرا إلى انه رغم اختلاف وجهات النظر في هذا الموضوع فهناك ثوابت لاتحاد المحامين العرب في تناول هذه القضية اولها ان هناك احتلالاً في العراق لابد ان يزول وهو امر اهم من قضية صدام حسين والثاني ان الشعب العراقي هو صاحب القرار الوحيد في محاكمة صدام ولا يملك احد مسؤولية الادعاء الآن سوى الشعب العراقي وليست امريكا ولا الامم المتحدة ولا خصوم صدام حسين والثالث هو ألا تمنع ادلة الاتهام التي تلاحق صدام حسين من اهدار حقه في محاكمة عادلة بضمانات يكفلها القانون وقال ان صدام حسين يحتاج كأي سجين عربي لمؤازرته والدفاع عنه طبقا للقوانين الدولية لحفظ حقه في محاكمة عادلة ولاشك ان دفاع اتحاد المحامين العرب ليس لشخص صدام حسين وانما لإنصاف الشرعية والقانون الدولي ونحن نتعامل معه كأي سجين او معتقل سياسي عربي كما اننا ضد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة واستبدال الظلم بظلم آخر ولابد لاتحاد المحامين العرب من ان يكون مستعدا لكل الاحتمالات استعدادا قانونيا وسياسيا وان يضع في اعتباره ما يمس الشارع العربي من احساس بالمهانة بعد الاحداث المؤسفة الاخيرة لا يستحق الدفاع عنه من ناحيته اكد الدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية السابق انه اعتذر عن عدم الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقال ان المحامي الاردني محمد الرشدان الوكيل الرسمي من جانب زوجة الرئيس صدام حسين اجرى اتصالات ومحاولات معه ومع عدد من المحامين طوال الأشهر الماضية للانضمام إلى لجنة الدفاع عن صدام ولكنه اعتذر عن ذلك وقال: يسعدني ان اكون عضوا في اي لجنة للدفاع عن اي عربي يعاني من الظلم لكن صدام لا يستحق الدفاع عنه لانه اضر بالمنطقة كلها وليس بحق شعبه فقط وكذلك لانه سيحاكم عن جرائم ارتكبها في حق امريكا وليس في حق اي احد آخر ولذلك فان كانت هناك محاكمة فسيكون لها اهداف اخرى لا أريد التورط فيها .
واضاف انه حدد ثلاثة اسباب لاعتذاره عن الانضمام للجنة الدفاع عن صدام اولها دور صدام في هدم آمال الامة العربية وادخال العراق والامة العربية في دوامة ومأساة بدأت بتولي صدام السلطة في العراق والقبض عليه لم يكن نهاية لهذه المأساة بل ستظل فصولها مستمرة لفترة طويلة خاصة وان غزو صدام للكويت كان مقدمة طبيعية لغزو العراق وللهوان الذي تعرضت له المنطقة والسبب الثاني ان القبول بالانضمام إلى هذه اللجنة سيدفعني إلى الدفاع عن المنطقة العربية ككل ضد جرائم امريكا التي كان صدام أحد اطرافها والسبب الثالث هو عدم اعتقادي بان هناك محاكمة ستجري بالفعل فلا اتوقع ان تحاكم امريكا صدام او تسلمه للعراقيين فاذا انسحبت امريكا من العراق ستأخذ صدام معها واذا بقيت ستماطل في محاكمته لأن هذه المحاكمة تعني الكشف عن جرائم امريكية كثيرة هدد صدام بعرضها على العالم خطرة على حياته واكد صابر عمار عضو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب ان قبوله وقبول عدد كبير من المحامين الدفاع عن الاسير العراقي صدام حسين هو جزء من رفض الاحتلال الامريكي للعراق وممارساته ضد الشعب العراقي واوضح عمار ان اختياره ضمن هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين جاء عن طريق مجموعة من المحامين المعنيين بالامر في الاردن والذين عرضوا عليه الامر فقبله على الفور وحول توقعه لما يمكن الاخذ به من دفوع عن صدام حسين قال عمار انه لو توافرت محاكمة عادلة وجميع الظروف المحيطة تقول انها لن تتوافر فان صدام هو رئيس دولة ولا يجوز محاكمته الا طبقا لاحكام القانون السائد في دولته وليس بقوانين تضعها جهات الاحتلال او جهات غير منتخبة في بلاده وقال عمار ان هناك مجموعة من المحامين الفرنسيين والاوربيين سوف تشارك في الدفاع عن صدام موضحا انه حتى هذه اللحظة لم يتم تحديد ملامح عن امكانية السماح لهيئة الدفاع بلقاء صدام وتحديد توقيت المحاكمة وغيرها من الملامح التي يمكن الحديث عنها ورغم ان عمار يرى ان الفضائح التي تكشفت اخيرا للاحتلال الامريكي للعراق سوف تجعل واشنطن حريصة على التعجيل بمحاكمة صدام لتبييض وجهها امام العالم الا انه يؤكد انه ليس من مصلحة احد ان يحاكم صدام حسين بالفعل مفسرا ذلك بأن هذه المحاكمة ستفتح ملفات ماضية أليمة ومعتبرا ان هذا من الامور التي تدعو للتخوف على حياة صدام حسين في الفترة المقبلة حيث تمثل هذه الامور خطورة على حياته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved