حل مجلس الحكم الانتقالي وتولي الحكومة الجديدة مهامها
الياور رئيساً للعراق ويؤكد:نريد الحصول على السيادة الكاملة عبر قرار من مجلس الأمن

* بغداد - الوكالات:
عين عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي غازي عجيل الياور أمس الثلاثاء رئيساً مقبلاً للعراق بعدما اعتذر عضو مجلس الحكم عدنان الباجه جي.
وبعد تجاذب عكس خلافاً بين أعضاء مجلس الحكم وسلطة الائتلاف حول اسم الرئيس، وتم تعيين الياور (46 عاماً) الزعيم العشائري السني الذي كانت غالبية أعضاء الحكم مؤيدة لتسميته، حسبما ذكر أخيراً.
ويفترض أن يتولى الياور الرئاسة بعد تسليم السلطات إلى العراقيين المقرر في 30 حزيران - يونيو. ويرأس الياور حالياً مجلس الحكم الانتقالي.
وأفادت معلومات في الأيام الماضية أن الباجه جي (81 عاماً) السني أيضاً يحظى بمساندة سلطة الاحتلال.
وأعلن مسؤول في الاحتلال صباح الثلاثاء تعيين الباجه جي بينما أعلن أحد المقربين منه بعد نصف ساعة اعتذاره عن تولي هذا المنصب.
وقال وزير التخطيط العراقي مهدي الحافظ الذي يعد من أقرب معاوني الباجه جي: إن الباجه جي (عين في هذا المنصب لكن بعد نصف ساعة على ذلك أعلن أنه يرفضه).
وأوضح مساعد آخر للباجه جي أن هذا الأخير رفض المنصب (لأن بعض أعضاء مجلس الحكم أشاعوا أنه مرشح الأمريكيين لحرقه لكن المرشح الحقيقي للأمريكيين هو غازي الياور).
وأعلن مجلس الحكم فور إعلان الرفض، انه يدعم غازي الياور لرئاسة الدولة.
وقال عضو المجلس نصير الجادرجي إن (الائتلاف ومجلس الحكم اختارا بالإجماع غازي الياور رئيساً) للبلاد.
وقالت هند الشنين إحدى المساعدات الرئيسيات لغازي الياور: إن (الشيخ الياور عين رسمياً رئيساً للجمهورية وبدأ تلقي التهاني من أعضاء مجلس الحكم). والياور مولود في الموصل شمال العراق وهو قريب الشيخ محسن الياور، زعيم قبيلة الشمر التي يبلغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين شخص بين السنًة والشيعة وتنتشر في دول من سوريا في الشمال إلى السعودية في الجنوب مرورا بالعراق والكويت. وقد بقي 15 سنة في المنفى قبل أن يعود إلى العراق في ربيع 2003.
ودعا غازي الياور في أول كلمة له بعد تعيينه رئيساً إلى إعطاء (السيادة الكاملة) للعراقيين في بلادهم عبر قرار جديد يصدر عن مجلس الأمن وتجري مناقشته حالياً في نيويورك.
وقال الياور: (نحن العراقيين نريد الحصول على السيادة الكاملة عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن لنمكن من إعادة بناء وطن حر مستقل ديموقراطي فدرالي وموحد).
وجاء كلام الياور في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة الجديد أياد علاوي وموفد الأمم المتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي.
وقال الإبراهيمي في بيان مؤكداً تعيين الياور: (عرض منصب الرئيس على الدكتور عدنان الباجه جي الذي يحظى بالاحترام والتأييد في العراق بموافقة الشيخ غازي لكنه رفضه لاعتبارات شخصية).
وفيما يعكس الموازنة بين الطوائف والأعراق العراقية عين نائبان للرئيس أحدهما شيعي والآخر كردي يعملان مع الرئيس السنّي.
واختير أياد علاوي رئيساً للوزراء يوم الجمعة الماضي وهو من الشيعة.
وقال سياسي عراقي: إن المجلس يشعر أن الياور يمكنه حشد الطوائف العراقية المتباينة.
ولم يتضح سبب اعتراض واشنطن على الياور.
وكان قد انتقد قراراً للأمم المتحدة أعدت مسودته الولايات المتحدة يضع إطار تسليم السلطة للعراقيين شاكياً من أنه لا يعطي العراقيين سوى القليل من السيطرة على 150 ألف جندي أجنبي أغلبهم من الأمريكيين سيبقون في البلاد.
وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية العراقية: إن الوزير هوشيار زيباري الذي عينته سلطة الاحتلال توجه إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الثلاثاء للضغط من أجل (سيادة كاملة) للعراق.
من جانب آخر أعلن مسؤول في إدارة الاحتلال في العراق أنه تم حل مجلس الحكم الانتقالي الذي شكلته الولايات المتحدة أمس وتولت مهامه الحكومة الجديدة التي أعلنت تشكيلتها برئاسة أياد علاوي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: إنه (تم حل مجلس الحكم هذا الصباح وستتولى الحكومة الانتقالية مسؤولياته ابتداء من اليوم (أمس) بانتظار انتقال السلطة بشكل تام في 30 حزيران - يونيو).