Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يومان في رحاب جازان يومان في رحاب جازان
عبدالله بن حمد الحقيل

بدعوة كريمة من رئيس نادي جازان الأدبي، في إطار نشاطه الثقافي والمعرفي لهذا العام 1424هـ بإحياء أمسية ثقافية في النادي، وحيث إن هذا النادي صاحب نشاطات حافلة من محاضرات وحوارات وأمسيات ماتعة وإصدارات نافعة وبحوث هادفة؛ فقد استجبت للدعوة، وجرى تحديد موعد المحاضرة يوم الأربعاء 19-1-1425هـ؛ حيث غادرتُ الرياض إلى جازان، وهي منطقة من مناطق بلادي الغالية -المملكة العربية السعودية- وتغطي هذه المنطقة مساحة كبيرة من المملكة، ومن أزخر مناطق المملكة قرى وسكَّاناً وعمراناً، ذات نهضة أدبية واجتماعية وزراعية وأصالة وتاريخ عريق. ولقد كان يطلق على هذه المنطقة قبل الإسلام وإلى القرن الرابع الهجري اسمان: مخلاف حكم ومخلاف عشر، حتى توحد المخلافان باسم المخلاف السليماني؛ نسبة الى موحده سليمان بن طرف الحكمي. والمخلاف كما كان يحدثنا صديقنا المرحوم الأديب محمد بن أحمد العقيلي مؤرخ جازان هو مصطلح جغرافي معروف متداول في الجزيرة العربية لا ينحصر في الجنوب وحده. وبعد رحلة من الرياض دامت ساعتين وصلنا جازان، وكان في الاستقبال مجموعة من الإخوان من النادي الأدبي. وبعد استراحة قصيرة دعونا إلى الذهاب هذه الليلة إلى حفل جائزة سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز. وتوجهنا إلى حفل جائزة التفوق العلمي، وقد دُعي لهذا الحفل عدد كبير من أدباء المملكة وشعرائها ورجال الأعمال؛ حيث كان هذا الحفل هو الحفل الأول لجائزة سموه للتفوق العلمي، واستمتعنا بالكلمات الهادفة والقصائد العذبة، ولا غرو فنحن في بلد الشعر ومواطن الشعراء والإبداع، وقد تشرَّفتُ بالسلام على سموه خلال دعوتي في الحفل لمنحي درع التفوق ضمن مجموعة من الإعلاميين والأدباء. والواقع أن جائزة التفوق العلمي تشكل منعطفاً جديداً في مجال العلم والثقافة، وهي كأول بادرة من نوعها تضيف إلى المسيرة العلمية والثقافية لمنطقة جازان زخماً جديداً يشجع السائرين في ركب العلم والمعرفة والثقافة على المضي قدماً، وخاصة الشباب، ودفع عجلة النمو في هذه المنطقة؛ لتتواكب النهضة الشاملة في بلادنا الزاهرة. ولكم سعدت وابتهجت خلال اللقاء بسمو أمير المنطقة ورجال جازان خلال الحفل الذي يدل على ما تشهده المنطقة من خطوات تنموية وتطويرية. كما أن هذه الجائزة تنطلق بسبعة حقول في حفظ كتاب الله والسنة النبوية والتفوق الدراسي وتشجيع المواهب الأدبية. ولا شك أن تكريم العاملين والمبرزين هو حفز للهمم والعطاء وبذل الجهد لما فيه مصلحة الوطن والتقدم نحو الأفضل. فتهنئة لسمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على هذا الاهتمام بالتفوق العلمي والأداء المميز، كما أهنئ أبناءنا الشباب المتفوقين الذين شملتهم هذه الجائزة، راجياً للجميع دوام التقدم والتوفيق، وأن تكون عوناً للجميع على الاستمرار، وحافزاً على بذل المزيد لهذا الوطن الغالي. كما أحيي بهذه المناسبة كافة اللجان العاملة في هذه الجائزة على جهودهم وحفاوتهم بالمدعوين.
وفي اليوم الثاني قمت برفقة الصديق العزيز الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي رئيس النادي الأدبي في جازان بجولة في رحاب هذه المنطقة ورؤية معالمها الحضارية والتاريخية، مردداً قول الشاعر العربي القديم أبي دهبل الجمحي؛ من شعراء العصر الأموي:


سقى الله جازان ومن حل وليه
وكل فسيل من سهام وسردد

وقول الشاعر عيسى جرابا:


لك في القلوب مشاعر تتدفق
وعلى الشفاه قلائد لا تخلق
نظر الجمال إلى جمالك فانحنى
عشقاً ومثلك يا مليحة يعشق
يا دوحة الإبداع حسبك ليلة
تسمو بها لغة الوفاء وتسمق

وتوجَّهت بصحبة الصديق الشاعر حجاب الحازمي إلى ضمد وأبو عريش وصبيا ومجموعة من القرى والبلدان، ثم إلى جبل (فيفا) المشهور بجماله وبرودته وارتفاعه. وتذكرت وأنا أصعد إلى قمته قول الشاعر:


لست فيفا أنت جنة
تلهم الشاعر فنه

لقد كان منظر جبل فيفا رائعاً؛ حيث شاهدنا الخضرة والنضرة والجمال؛ مما يدخل على النفس البهجة والسرور. إن هذا الجبل يستهوي الكثير من الزائرين بجماله وبهائه. وكم قرأنا من أشعار وقصائد حول هذا الجبل ومناظره ونسيمه العليل ومناظره الخلابة ومناخه الجميل. وبعد جولة في رحاب هذا الجبل الأشم قفلنا راجعين. ولقد كان الأستاذ حجاب على جانب من دماثة الخلق والثقافة وحفظ قصائد الشعراء؛ حيث أمتعني بالكثير من ذلك، وأخذ يشرح لي كل ما نمر به من الأماكن والقرى والبلدان. وبعد سبع ساعات من التجوال عُدْنا للفندق. وفي المساء توجَّهتُ للنادي الأدبي الذي احتشد فيه جمع كبير من الشعراء والأدباء والشباب، وأمضيتُ معهم وقتاً ممتعاً وأحاديث أدبية مفيدة.وبعد زيارة حافلة لهذه المنطقة غادرتُ هذه المنطقة الجميلة والنفس مفعمة بتلك المشاهد والمناظر، ومليئة بالذكريات؛ حيث كانت رحلة ممتعة مفيدة في منطقة من مناطق بلادي الحافلة بالنشاط والنهضة والنمو والتقدم والآثار والمعالم التاريخية. وودَّعتُ أولئك الإخوة الأفاضل وأنا أكثر ما أكون شوقاً لها، مُردِّداً مع الشاعر العربي قوله:


بنفسي تلك الأرض ما أجمل الربا
وما أحسن المصطاف والمتربعا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved