Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعض من الأخطاء والممارسات السلبية في الإدارة التربوية «6 - 10» بعض من الأخطاء والممارسات السلبية في الإدارة التربوية «6 - 10»
عبدالرحمن بن صالح المشيقح /مدير إدارة التطوير التربوي بالقصيم

استوقفتني عبارة في غاية الأهمية لأحد كتّاب الإدارة المعاصرين نصها (إن عدم رؤية الأخطاء والأخطار لا تعني عدم وجودها) ولذا نرى البعض من المديرين - عند الحديث عن تقييم جهد الإدارة التربوية والتعليمية التي يشرف عليها - ينفي وجود أي نقص أو خطأ، بل ويراهن على ذلك، ويتهم كل من يناقش هذا الأمر دون أن يتيح فرصة لتشخيص مواطن الخلل في دائرته التي قد تبدو جلية للآخرين ممن لا يدورون في فلكه.
مواصلة للحديث عن بعض مواطن الخلل في الإدارة التربوية والتعليمية نتناول طبيعة الفريق العامل داخل منظومة الإدارة التربوية والتعليمية فنقول: عندما تتوغل في عقلية الشخص فإنك ستتمكن بلا شك من كسب ثقته ومواقفه واستثارة جهده واستثمار قدراته وتخصصه، وكلما استطعنا التوغل في أركان العمل والعاملين كلما ذللنا المعوقات وقضينا على جملة من السلبيات والمشكلات، وحفظنا أسرار العمل، وحلنا دون المصادمات، وتفرغنا للإبداع والتطوير، واستفدنا من الدروس والمواقف، وهنا يثار سؤال:
كيف يتم تحقيق ذلك؟
والجواب أن أولى الخطوات تتمثل في عدم الاقتصار على فئة واحدة في مسار العمل، كما ذكرنا سابقاً، لأن ذلك يضعف من استثمار الكفاءات الإبداعية داخل الإدارة، ويحدث التضجر والإحباط لدى الآخرين، ويعزز من أسلوب التسلط كحالة دفاع لدى المسؤول الإداري، كما تتسامى لديه حالة التشكك من كل فكرة تقترح ومن كل كلام يطرح، بل إنه حينئذ لا يستطيع فتح المجال للحوار، فيحرص على استحواذ كامل الوقت في اللقاءات والاجتماعات خوفاً من النقد والمقاطعة - كما سنتناوله في مقال خاص بذلك - ولعل أبرز ناتج سلبي لتلك الحالة التي تشاهد في بعض الإدارات التربوية والتعليمية المتشنجة يتمثل في الحساسية المفرطة والموقف الانفعالي تجاه النقد الهادف مهما كان مصدره ومبرره، وفي غياب الصف الثاني في منظومة الإدارة الذي يقوم عليه أسلوب الإشراف والتنفيذ، وقطع الخط على التغذية الراجعة بين المسؤول والمنفذ، وهذا الأمر لا يمكن تجاهله والتقليل من أهميته، فهو أحد مصادر الضعف في الإنتاجية والخلل والتسيب الإداري، كما ينتج عن هذا الأمر إغفال القضايا الهامة والانصراف عنها تجاه قضايا شكلية تستهلك الوقت وتضعف الجهد، كل ذلك نتيجة ضعف الرصد وغياب السواد الأعظم من الآراء الواقعية.
ومن بعض الممارسات الخاطئة في عمل بعض الإدارات التربوية. تضييق الخناق على مبادئ وأخلاقيات العمل والالتفات عن دلالاتها جهلاً أو تعسفاً، وأول ما يلاحظ لدى بعض الإدارات المهزوزة من بتر لرواسخ القيم والمبادئ، وعدم الاهتمام بممتلكات الإدارة العامة، بحيث تتبنى الإدارة التربوية بعض البرامج والأنشطة ذات التكلفة العالية ولا تمت لرسالة الإدارة التربوية والتعليمية بصلة، ولا تحقق للتربية ولا للمتعلمين المستهدفين عائداً مثمراً يرتجى سوى الوجاهة الإعلامية، وهذا مما تعانيه بعض المواقع التربوية ويتطلب الرصد والتوجيه والمحاسبة، وكذا أسلوب تعالي المسؤول الإداري على بقية الموظفين، وعدم ترك مفاتيح الحل والاقتراحات للآخرين.
يقول أحد كتاب الإدارة إن (القيادة لا تعني المناصب والألقاب، ولكن تعني مقدرة التأثير في الآخرين) ويقترب عمل وأسلوب المدير ويبتعد عن هذا المنهج والالتزام به حسب عقليته وأهدافه وتطلعاته ومستوى تأهيله.
ومن السمات السلبية للإدارة التربوية والتعليمية التشبث الحرفي بالشكل الهرمي التقليدي في النمط الإداري وفي توزيع المهام. وما ينتج عن ذلك من ممارسات للاستبداد بأساليب غير تقليدية. فالبعض لا يزال يخلط بين أنماط الإدارة ومفاهيمها ويجهل تطوراتها ومستجداتها، وقد يشيد بأهمية التجديد ومعرفته بالمفاهيم وتطبيقه لها، لكنه من خلال الممارسة يقطع الخط على كل خطوة تجاه التجديد والتفويض.
ومن السمات السلبية الشائعة في المجتمع الوظيفي التي تعتبر من موروثات الإدارة البيروقراطية وتأصلها تحويل الآراء والمقترحات والملاحظات إلى عامل ومسبب للمصادمة مع الآخر وإثارة للضغينة، بل وإشعال الحرب تجاه هذا الناقد، فتجد أن هذا المدير مهتماً بشغل المواقع الوظيفية وفق انتماءات العاملين لمنهجه، لا وفق القدرات، فيُسقط من قائمته مع كل موقف جملة من الموظفين الخارجين عن طوعه ويضعهم في دائرة المحظورين، فينشغل في حرب دفاعية مع جملة من الموظفين في منظومة إدارته، وللحديث بقية في المقالات القادمة بإذن الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved