Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلا السعودية!! إلا السعودية!!
محمد بن سالم السالم

إن الجروح الغائرة التي لم تندمل في قلب كل مواطن إزاء أحداث الحادي عشر من ربيع الأول وتداعياتها المؤلمة لا يمكن بحال أن تعبر عنها الأحرف والأسطر والصفحات، فما حدث لم يكن أمرا هينا حتى ننساه مع تقادم الأيام والأعوام، إذ لم يتصور أي أحد في قلبه مثقال ذرة من إنسانية أن يشاهد وطننا الغالي وهو يستيقظ فزعا في ليلة ليلاء ليجد بعض أبنائه ممن أغواهم الشيطان قد صوبوا طعنة غادرة في ظهره بتلكم الصورة الهمجية المفجعة، لذلك كانت المأساة أشد وأعمق عندما أعلنت وزارة الداخلية لاحقا أن الجناة ليسوا من الخارج بل هم من أبناء هذا الوطن!! وعلى كل حال لست هنا بصدد الإسهاب في هذا الموضوع بعد أن كتب عنه الكثير طوال العالم المنصرم، وإنما المحور الأساس الذي سأنطلق منه عبر هذه المقالة تلك الأصوات النشاز والأبواق المأجورة التي رأت في الأحداث فرصة للمزايدة على المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، فقد دأبت بعض القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت مدفوعة الثمن! على تعمد الإساءة لوطننا الغالي وإثارة كل موضوع يتعلق به بمناسبة وبدون مناسبة، وترويج الشائعات حوله وبث الأخبار الكاذبة ونسج الوقائع الملفقة تحت شعار (الرأي والرأي الآخر) وبدعوى الغيرة والإصلاح! وكل ذلك لتحقيق أهداف وغايات بات الطفل السعودي يعلم أبعادها ومن يقف وراءها، ما جعلني أتساءل: ألم يدرك بعد أولئك المرتزقة طبيعة العلاقة التي تربط الشعب السعودي بقيادته؟! هل يظن أولئك الحثالة أنهم عندما يعزفون على وتر قضايا المواطن السعودي بأسلوبهم الفج وطرحهم الذي لا يمت للموضوعية بسبب أو نسب، وليس له زمام أو خطام، سيؤدي في نهاية المطاف إلى انفلات الأمن وإثارة النعرات وتصدع البيت السعودي؟! إذا كان مستوى تفكيرهم بهذا الانحطاط - وهو كذلك - فهم واهمون ومخطؤون وغير واقعيين، لسبب بسيط وهو أنهم لا يعرفون الشعب السعودي جيدا، هذا الشعب الذي لم تزده الفتن المتلاحقة والأوقات الحاسمة والأحداث المتسارعة على مدى التاريخ إلا تماسكا وترابطا وتلاحماً، هذا الشعب الذي يحمل كل معاني الحب والوفاء والتقدير والولاء لولاة الأمر والعلماء، فجميع السعوديين يتذكرون ما كان يقاسيه جيل الأجداد من شظف العيش وقلة ذات اليد، ما دعاهم إلى مفارقة الوطن والسفر الطويل لأجل كسب العيش الكريم وعدم سؤال الآخرين، ورغم هذه الحالة البائسة التي عاناها ذلك الجيل إلا أنهم لم يتصرفوا بصفاقة وحماقة، ولم يسلكوا الطرق العقيمة في التعاطي مع مشكلاتهم؛ لأنهم يدركون غاية الإدراك قيمة استتباب الأمن، ويعلمون تماما ماذا يعني أن يكون الواحد منهم آمنا في سربه معافى في جسده وعنده قوت يومه، أفنأتي اليوم، بعد أن منّ الله علينا بالأمن والطمأنينة وسعة الرزق ورغد العيش، لنسمع من يتحدث عبر الإنترنت ولسان حاله ومقاله: قد سئمنا حياة الأمن والرخاء، نريد أن تعود أرضنا كما كانت خوفا وجوعا وحروبا؟!! إن مستوى تفكير الغالبية العظمى من شعب المملكة ناضج وراقٍ، فهم يعلمون أن قضاياهم وهمومهم، كالفقر والبطالة وغيرها، يجري الآن بحث السبل والطرق لحلها بروح الأسرة الواحدة المتماسكة، وما مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلا تجسيد وتأكيد على مدى التلاحم والتعاضد والتواصي بالحق بين القيادة والشعب بمختلف أطيافه، وأعتقد أن السعوديين هم أدرى بمشاكلهم الداخلية، وهم كذلك أعلم بطرق حلها وليسوا بحاجة لوصاية من أحد - أي أحد - قريبا كان أم بعيدا، مستمدين العون والتوفيق من القوي العزيز سبحانه وتعالى.
ثم ليعلم الجميع أن بلادنا الطاهرة باتت محسودة بما تتمتع به من مكانة دينية رفيعة، وثقل سياسي فاعل، وحضور اقتصادي لافت، وترابط اجتماعي وثيق؛ الأمر الذي دفع الصغار والنكرات إلى التطاول عليها وابتغاء الشهرة والأضواء على حساب المملكة ورموزها، ناسين، أو متناسين، أن وطن الأمجاد والعزة والشموخ لا يأبه بنباح كلب أو أزيز بعوضة.
حفظ الله السعودية من كل حاقد وحاسد، وأدام عليها نعمة الأمن والإيمان، وحفظ الله لنا الفهد وسمو ولي العهد، والله من وراء القصد.
وميض الحرف
- قد تتباين وجهات النظر بين المواطنين إزاء قضايا معينة، وقد تتسع بعض المواضيع لاختلاف التنوع، لكن الجميع يتفق، بلا استثناء، على حب هذا الوطن وأهله.
- القناة (الحقيرة) تبصر القذى في عيون الآخرين، ولا تبصر الأعواد في عيون مكان بثها!!
- لسان حال السعودية مع ثرثار عاصمة الضباب:


يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طِيبا

نبض المشاعر


يا دار لا هنت ولا هان راعيك
ولا هان شعبٍ كرموا راية الدين
حب وكرامة دارنا اليوم نحميك
نروي ترابك من دمانا مباهين
حنا لابو فيصل دروع لأراضيك
وحنا إذا صاح المنادي ملبين
يا دار لا تخشِ غشيم غلط فيك
حنا لك سنود وجنود وملايين
عليك باسم الله يحرسك ويكفيك
شر الحسود اللي عمامه شياطين
شوفي عيالك بالمحارب توريك
بصدورهم تلمع لحبك نياشين
هم عارفين الموت لأجلك تباريك
وهم مرخصين الروح للموت شارين

الشاعر محمد بن سالم السالم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved