Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

استشاري الطب النفسي الدكتور خالد بن سعد لـ(الجزيرة): استشاري الطب النفسي الدكتور خالد بن سعد لـ(الجزيرة):
الإرهابي (وحش) تجرَّد من كل القيم والمثل وينبغي علينا التعاون لاجتثاثه

* الرياض - محمد المناع:
نفى الدكتور خالد بن سعد استشاري الطب النفسي بمستشفى الملك فهد الوطني أن يكون هناك تشابه بين الانتحار والإرهاب، وعلل ذلك بأنه لا يوجد مقارنة بين شخص يعاني من ضغوطات وأمراض نفسية شديدة، وبين مجرم هدفه إزهاق الأرواح، بعكس المنتحر الذي لا يزهق سوى روحه. وقال: من الظلم أن نقارن بين هذا الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية وبين مَن لديه معتقدات إجرامية وتعطش للقتل والتدمير وإزهاق أرواح الناس.
ويضيف د. خالد: والإرهاب يعدُّ من أبشع الجرائم؛ لأنه لا يقف عند حد معين ولا ثوابت ولا مُثُل لمرتكبه، فالإرهابي وحش قد تجرد من كل القيم والمثل، خلاصة هذا الفعل هو الدمار والدماء والهلاك والبكاء، تبدأ مرحلة التجنيد الشيطانية تقريباً من سن الثامنة عشرة عندما ينشأ المراهق تنشئة غير سليمة، ففي هذا السن يكون الغرس من الصعب جداً استئصاله أو تغييره في المستقبل، لهذا بدأ المجرمون عملهم، يكبر هذا الشاب وتكبر معه هذه الافكار وتتطور او يقوم هو بتطويرها، وكلما زاد في العمر وتقدم زاد الحقد والكراهية والنظرة السوداء لكل ما حوله. ويقول: للأسف إن كل الاحداث التي تحدث الآن وهي ضد مصالح المسلمين يستغلها هؤلاء المجرمون في خدمة رسالتهم الهدامة، فربطوا ما يحصل في فلسطين وفي افغانستان والعراق الآن برسالتهم، وكل هذا كذب وافتراء، فمن الظلم حقيقة أن نشبه من يفجر نفسه وسط اليهود في فلسطين بمَن يفجر نفسه بين أبناء المسلمين ويزرع الخوف بداخلهم، فمن يفجر نفسه بين أبناء المسلمين يزيد من حسرتهم ويعمق من جراحهم، فهم كغيرهم يؤلمهم ما يحصل في الأمة من هوان وذل، ولكن هذا الشيطان زاد الاوجاع وعمَّق الجروح. ويضيف الدكتور: أحب ان أوجه سؤالاً لهذه الفئة الضالة، وهو: لماذا لا يقوم مَن يزرع بداخلهم هذه الافكار بتفجير نفسه؟ لماذا هم فقط مَن يقوم بهذه الأعمال؟ أليس فعله كما يزعمون صحيح وليس بباطل إذن لماذا لا يقومون بعمل هذا الشيء؟ أليس أولى بهم هم القيام بمثل هذا الفعل؟ ولكن الجواب يكمن في أنهم غير مقتنعين بما يفعلون، وسيأتي اليوم الذي يعدلون فيه عن هذا التوجه الأرعن والسلوك الإجرامي، ولكن مَن هم الضحية؟! أليس هم هؤلاء الذين غُرِّر بهم ووعدوا بالجنة والحور العين؟ حقيقة شيء يضحك، أناس لم يضمنوا لأنفسهم الجنة يعدون بها غيرهم!! كيف يمكن لعاقل تصديق هذا، إنهم مجرمون وأدوات للشيطان. ويقول الدكتور: إن هؤلاء هم امتداد لطائفة الحشاشين الذين ظهروا من زمن بعيد، وتعجب فيهم الناس؛ حيث كانوا يصحبون عدوهم فترة من الزمن قد تصل بهم الى سنوات، وفي نهاية المطاف يقتلونه، وهي طائفة ضالة بعيدة كل البعد عن الحق.
وشدد الدكتور على أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين رجال المجتمع، وخصوصاً بين الجانب الديني والنفسي، لفهم ومعرفة كيف تفكر هذه الفئة الضالة، وكيف يمكن مخاطبتها ومعالجتها وإرشادها، ولفت الانتباه الى القول بأن ينظر هؤلاء الى اهلهم وذويهم كيف يعيشون من ألم وحسرة من جراء أفعال هؤلاء الضالين. وأقول لهم: الرجوع للحق خير من التمادي في الباطل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved