Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الاقتصاد في الاقتصاد
عالمية المؤسسات الاقتصادية
د. سامي الغمري

بعض الناس أحادي النظرة يصرفون معظم وقتهم في تسفيه وجهات نظر الآخرين. والحقيقة أن وجهة نظر أي رجل أعمال مهما كانت صائبة لا تمثل إلا جانباً واحداً لأبعاد مشكلة مالية أو إدارية تعاني منها مؤسسة اقتصادية ما. وفي مجال إمكانية حلها يفترض أن تبحث أبعادها من جميع الجهات باتصالات بناءة مع أولئك الذين يحدقون فيها من الجانب الآخر وعدم تجاهلهم أو تجاهل آرائهم. بعض المديرين يفكرون في تحريك المهام المستقبلية للمؤسسة ومحاولة وضعها في مصاف العالمية أو في موقع جديد أكثر ربحية وازدهارا دون مشاركة أو تعاون مع العاملين في المستويات المختلفة للمؤسسة. إلا أنه مهما أوتي صاحب القرار من قوة فلن يستطيع تحريك تلك المهام منفردا أو حتى ضمن التطور اللازم لها وإن كان محقا في رؤاه مائة في المائة.
فمعظم مؤسسات الأعمال الناجحة تحتاج إلى فريق عمل متكامل يحمل معه خطط المؤسسة من جميع أطرافها، ويعرف تماما ماهية أهدافه، وطرق إنجازه وتنفيذه لتطلعاتها وطموحاتها من ناحية. ومن ناحية أخرى هناك خلط كبير في تطبيق وفهم معنى العالمية لدى البعض منهم، فيظن أنها مجرد تنفيذ أعمال في خارج المملكة وتصدير المنتجات حول العالم، ولا يعطون للمعنى احتمالات أوسع وأعمق وأشمل له. فالعالمية تعد مرحلة من مراحل نمو المؤسسات الاقتصادية محلية كانت أو أجنبية من خلال تطوير هياكلها وثقافتها، ومن خلال تفاعلها المتواصل مع جملة من العوامل سواء إنتاجية لإشباع الأسواق أو البحث عن مصادر التمويل والتقنية والمواد البشرية لفروعها المنتشرة في القارات. وهي تعني كذلك القدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة التي تعتمد على عمقها الثقافي كسلسلة متلاحمة من القرارات الإدارية الجيدة تستطيع بها البقاء في المنافسة، ألغيت فيها المزايا خاصة للمنتجات المحلية لأنها تعيش في عالم متحرك تلاشت فيه الأبعاد الجغرافية واختلطت فيه الأفكار والأذواق.
هذه الثقافات العالمية تحتاج الآن إلى نظرات تخطيطية ورقابية، وأشبه ما تكون فيها بلعبة ذات نهاية مفتوحة تتغير قواعدها باستمرار. وإذا لم يكن متخذو القرارات في المؤسسات الاقتصادية قادرين على تغيير استراتيجيتها وهيكلها التنظيمي، أو نظرتهم الخاصة للأسواق فقد يعتقد بأن البعض منها سوف يقابل بمنافسة غير عادلة، وليس هناك ضمانات يمكن الركون إليها في حال تراجع موقعهم التجاري. إن العالمية تعني تطوير رؤية محفزة للمؤسسات الاقتصادية وتشجيع الآخرين على تطبيقها، ولا تقتصر على التحول المتأخر البطيء بسبب ظروف خارجة عن إرادة صاحب القرار، وما زالت بعض المؤسسات العائلية تنظر إلى العالمية على أنها فكرة مجردة أو أنها رؤية، أنيط فيها الدور التجريدي لوضع التصورات إلى مجلس الإدارة فيها بينما طلب من العاملين في المستويات المتوسطة الالتزام ببنود التنفيذ دون تغير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved