Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسط حضور كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وسط حضور كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين
أدبي الرياض يكرم الشيخ ابن عقيل الظاهري
قصائد وكلمات عديدة ألقيت احتفاءً بالعلامة ابن عقيل

* تغطية - سعيد الدحية الزهراني:
بحضور جمع غفير من المثقفين والأدباء والإعلاميين كرم نادي الرياض الأدبي الشيخ العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حيث يأتي ذلك التكريم ضمن برنامج مدته يومان اليوم الأول الاثنين ويقام فيه حفل التكريم والثلاثاء الذي ستعد فيه ندوة عن المحتفى به الشيخ الظاهري ويشارك فيها عدد من الأكاديميين والمتخصصين.
وقد قدم برنامج الحفل الدكتور عبدالله الحيدري حيث بدئ بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة نادي الرياض الأدبي وألقاها رئيس النادي الدكتور محمد الربيع مرحباً بالشيخ الظاهري والحضور ذاكراً أن النادي عندما يكرم الشيخ الظاهري فإنه يعتز بعطائه وإبداعه ومؤلفاته مشيراً إلى النهج الذي اختطه النادي لتكريم الرواد والإعلام حيث كرم العام المنصرم الشيخ عبدالله بن إدريس وهاهو هذا العام يكرم الشيخ الظاهري وسيتواصل التكريم في الأعوام القادمة إن شاء الله.
متطرقا بعد ذلك إلى أبرز السمات والميزات التي تميز بها الشيخ الظاهري ذاكرا من بينها أصالة الثقافة فهو يمثل الثقافة العربية الأصيلة وهو رجل متعدد الإبداعات والثقافات فكأنه مجموعة من المثقفين في رجل واحد فهو يعد من الموسوعيين إلى جانب اتصافه بتعدد الثقافات والانفتاح عليها إضافة إلى اتصافه بالوضوح والصراحة في التعامل مع الآخر ومع نفسه عندما ينقد ذاته بالإضافة إلى اتصافه بعشق الكتاب قارئاً ومعلماً ومؤلفاً.
مشيرا إلى الكثير مما اتصف به الشيخ في جوانب عدة.
واختتم كلمته بالتنويه عن الندوة التي ستقام في اليوم التالي (الثلاثاء 23-2-1425هـ) عن الشيخ بمقر النادي.
ثم ألقى مدير عام الأندية الأدبية المكلف الأستاذ إبراهيم الوزان كلمة تحدث فيها عن عدد من الأمور ذات العلاقة بالمحتفى به وبالأندية الأدبية في المملكة وبالدعم الذي تقده الحكومة للثقافة والمثقفين والشباب عامة.
تلا ذلك عدد من القصائد والكلمات منها ما يلي:
قصيدة إبراهيم المفدى وكانت بعنوان (الظاهري على الأقران نافلة) وجاء فيها:


يا أيها العالمُ المضني رواحله
يا مدلج الليل. هل ما زلت ظمآنا؟
هذي وفود رجال العلم قد حضرت
وأقسمت - أنك المعنُّي - أيمانا
تعد للشيخ منثوراً والحانا
في يوم تكريمه حباً وعرفانا
للعلم عند ذوي الأبصار منزلة
ما غيرها رجّحوا في الكون ميزانا
يا كوكب الشمس والأجواء صافية
كل يراك منيراً حيثما كانا
غيث على الفكر ما وبل السحاب له
مماثلٌ إن جود السحب أحيانا
محيط علمٍ بعيدات سواحله
وثورة العِلمِ إن ثارت فبركانا

ثم ألقى د. حسن الهويمل كلمة قال فيها:
لقد كان حقاً عليَّ المجيء لهذه المناسبة السعيدة راجلاً أو راكباً، لأنها تكريمٌ لكل الأدباء.
وأبو عبدالرحمن الذي يحتفي فيه أدباءُ المملكة ممثلين بنادي الرياض الأدبي حقيقٌ بالتكريم، لا لأنه واكب نادي الرياض حتى استوى على سوقه، وإنما لأنه الأديبُ والعالمُ والمفكرُ الذي واكب الحركة الفكرية والأدبية في البلاد، ولم تأخذه في الحقِّ لومةُ لائم، ولما يزل المجادل المجاهد.
فكانَ أن تصدى لظواهر فكريةٍ وأدبيةٍ.
وفند اتجاهات متباينة.
وحرر مسائل معقدة.
وأصّل لنوازل مركبةً.
وفتق أذهاناً كليلةً.
وثبت أقداماً مضطربةً.
وخلق لغة جديدة عرف بها.
وكان الرائد الذي لا يكذب أهله.
عاش حضوراً فاعلاً عبر كل المشاهد.
ونادي الرياض كعادته منعم متفضل يوم أن ناب عنا وجمجم عما في نفوسنا.
وتكريم الأدباء والمفكرين بادرةٌ طيبةٌ، اثاقلنا عنها إلى الأرض.
فأربابُ الكلمة وصناع الفكر زراعٌ لا يأخذون حقهم يوم حصاده.
وإذا قَدِر البعضُ على احتساب الأجرِ عند الله فإن طائفةً أخرى بحاجةٍ إلى من يشدُّ عضدها.
لقد كانت علائقي بأبي عبدالرحمن ضاربةً في جذور الزمان والمكان، منذ النظرات اللاهية واللاهثة.
كنت يومها حبيس الأدب لا تعدو عيني إلى ما متعهُ الله به من معارف. وما أن اقتربتُ منه حتى وصل حبالي بمختلفِ الثقافاتِ والفنون.
لقد حبب إلى الضرب في فجاج الفنون والمعارف.
ثم ألقى د. عبدالرحمن الشبيلي كلمة قال فيها: لقد كان يعز على نفسي أن تعقد ليلة تكريم النادي لرمز رفيع من رموز الثقافة السعودية المعاصرة، وهو الأستاذ الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل، دون أن أحظى بشرف الإسهام في تكريمه والاحتفاء بموقعه العالي بين حملة العلم، وصانعي الفكر في عالمنا اليوم، فضلاً عن الحضور والمشاركة بالمشاعر له، وبالتقدير للنادي على خطوته.
ولعلكم تعلمون، أننا قد التزمنا، ومنذ أشهر، بوعد إحياء ليلة تكريم مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي في إثنينية عبدالمقصود خوجة هذه الليلة بجدة، وأشعر بصدق أن المشاركة في إحدى المناسبتين مشاركة في الثانية، فهما علمان قمتان نفخر بهما يتوجان تاريخنا الثقافي المزدهر.
فحيا الله أبا عبدالرحمن نجماً يضيء سماء العاصمة، و أستاذنا الشيخ الجاسر منارة متألقة مشعة في الجزيرة العربية، والله يحفظكم والسلام.
تلا كلمات الحفل والأشعار والقصائد التي ألقيت من عدد من الشعراء كلمة المحتفى به الشيخ العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حيث ألقى كلمة تطرق فيها إلى أهمية وقدر وعلو منزلة تكريم طالب العلم شرعياً كان أم غير ذلك ذاكراً أن ذلك من أرقى أنواع التواصل الإنساني.
كما تحدث عن العلم وأثره وطلبه وتكريم أصحابه على مدى التاريخ متطرقاً إلى مستجدات العصر والحياة على مختلف الأصعدة ومركزاً على الجانب السياسي محلياً وعالمياً.
بعدها ألقى قصيدة شكا فيها غربته التي يعيشها وقد كانت بعنوان (غريب على الرغم منه) جاء فيها:


مَنَنْتُمْ بفضلٍ وامتناني مجدَّدُ
وزدتم فَلَلْحسنى بكم تتأيَّدُ
على أن في قلبي أسىً ومرارةً
وفي الموق نَزْفُ الدمع لا يتجمَّدُ
فلا تنكروا منِّي حطاماً مهشماً
ولا وجْنةً مثل الغصونِ تَخَدَّد
مللتُ طروسي بل تبلَّد خاطري
وأنكرني عضْبٌ تلاعبه اليد
فكم ألهبتْ أشجانُه شوق مُجْهَدٍ
فإيقاعه التطريبُ والقيلُ خُرَّدُ
يُداعب مفؤوداً برى الهمُّ جسمَهُ
وينفخ في أشلائه فيغرِّد
جسورٌ على مُعْصَوْصِبِ الفكرِ فَتْقُهُ
فينفي أغاليط الفِرَى وَيُفنِّدُ
فعدتُّ كما قد باء بالعيِّ باقِلُ
وكنتُ حليفاً للكتاب أُقيِّدُ
ولا غرْوَ فالمصباحُ ينْداحُ ضوؤهُ
ويُخفيه من بعدِ التوهُّجِ رِمْدَدُ
وأنكرني عصري وأنكرتُ زَيْفَه
وأوحشني مَنْ بالمقابِر مُلْحَدُ
شيوخُ زماني نوَّر الله تُرْبهمْ
يَلُمُّ خطاهم ذو البصيرة أَرْشَدُ
حفيدُ إمام الخالفين محمَّدٍ
فذاك ابن إبراهيم حَبْرٌ مُسَدَّد
قويُّ فؤادٍ إن تأزَّم موقفٌ
سديدُ حلولِ إن عرى متعقِّدُ
ومن نَبْعِهِ مَنْ لستُ أُحصي فَعالهمْ
ولم يتركوا ذا حيرةٍ يتلدَّدُ
أعدُّ ابن بازٍ نافلاً أهلَ جِيلهِ
بكلِّ خصالِ الخيرِ والناسُ شُهَّدُ
كذا ابنُ حميدٍ ألمعيٌّ على تُقىً
يحوكُ كريمَ الرأيِ لا يتأوَّدُ
ولابن غصونٍ فَضْلُ حنكةِ عالمٍ
غيورٌ على الإسلام شهمٌ مَصُمَّدُ

وعقب كلمة الشيخ الظاهري وقصديته، سلم رئيس النادي الأدبي الدكتور الربيع درع التكريم للشيخ الظاهري وقد أقيمت مأدبة عشاء تكريماً للشيخ الظاهري في ختام الحفل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved