Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

(الجزيرة ) في منزل شهيد الواجب الجارالله ببريدة (الجزيرة ) في منزل شهيد الواجب الجارالله ببريدة
والده: ابني ذهب شهيداً وهو يؤدي واجبه على يد الغدر والخيانة

  * بريدة - عبدالرحمن التويجري :
اكتظ منزل والد فقيد الواجب وكيل الرقيب - جارالله بن علي الجارالله الواقع بحي سلطانة الشرقي بمدينة بريدة بالمعزين فور سماع خبر وفاته (رحمه الله).
حيث انتقلت (الجزيرة) لتقديم واجب العزاء لوالد وإخوان الشهيد، وكان المجلس يترحم على الفقيد وسيرته العطرة، ويتذكرون جميل محاسنه وطيب خصاله.
الوكيل الرقيب - جارالله هو أكبر اخوانه يبلغ من العمر (32) سنة، له من الأشقاء سليمان - في كلية العلوم الصحية بالرس، وخالد بالصف الخامس الابتدائي، وابراهيم بالصف الثاني الابتدائي، وكذلك عدد من الشقيقات، أما ابناؤه نواف 3 سنوات، وجمانة في المهد.
والده المكلوم - تحدث ل(الجزيرة) بكل ألم وحسرة على فقد فلذة كبده دون أدنى سبب، بل بغدر وخيانة من قبل أشخاص لم يكن عندهم ذرة من إيمان او خوف وخجل من خالقهم سبحانه وتعالى - وقال وهو يمسح الدمع عن عينيه: ابني ذهب ضحية، واحتسبه عند الله تعالى في عداد الشهداء، ان شاء الله، ذهب وهو يؤدي عمله المنوط به على أكمل وجه، وهو مرابط في حراسة دينه، ثم مليكه ووطنه.
وتلقى الأب النبأ في هذا الصباح (أمس الثلاثاء) عن طريق احد الأقارب الذي قام بنفسه بمشاهدة جارالله في موقع الحدث مساء وقد فارق الحياة - رحمه الله.
وعلق والد جارالله على مثل هذه الحادثة بأنها والله مصيبة أن يقتل المسلم بيد أخيه وهو آمن، وهذا من إثارة الزعزعة وإظهار البلبلة والمشاكل، فهذا لا يليق بمجتمع آمن ومسالم ومحافظ.
ومن المواقف التي ذكرها والده قائلاً: إنني دعوته لتناول العشاء في وليمة بالمنزل في الليلة التي استشهد فيها، ولكن لم يستطع الحضور لانه آثر العمل وأداء الواجب على حضوره معنا، ولم يدرِ ما يخبئه القدر له، ولكن هذا قضاء الله وقدره، ولا رادّ لقضاء الله، وهو حسبنا ونعم الوكيل. ومضى يقول: وكان - رحمه الله - يزورنا يومياً، حيث انه يسكن في منزل مستقل قريب منا، نتناول جميعاً القهوة ويستأنس مع اخوانه واخواته، ويسلم على جده وجدته باستمرار دون انقطاع، وفي عصر الاثنين الذي انتقل فيه إلى رحمة الله زار جده وجدته لامه، وكأنه يودعهم لانه منذ وقت ليس بالقصير لم يَرَهُم، قائلاً: لا ادري ما يحصل لي في خضم الايام، كما أنه أحضر ابنه نواف لمنزلنا قبل يوم واحد طالباً من أمة أن تعوده على الاستئناس في منزلهم حتى يتعود المجيء دائماً حال غياب أبيه..!؟
وأشار والده في ختام حديثه ل(الجزيرة) بالمعاملة الحسنة والوقار والخلق الرفيع الذي يجده في ابنه الفقيد جارالله، قائلاً: أبداً لم أعهد منه - رحمه الله - أي كلمة نابية او تلفظ بأي شيء علي او على أمه. وسألناه: هل كان عليه اي مستلزمات خاصة او ديون مالية؟ فقال: نعم، كان عليه دين حوالي (120) مائة وعشرين ألف ريال تقريباً، ومسكنة بالإيجار.
من جهته عبر اخوه سليمان، عشرون سنة، بألم الفراق وتلك المصيبة التي نزلت عليه كالصاعقة.
فقال: كان أخي جارالله نعم الأخ، فكان دائماً هاشاً باشاً مرحاً معنا، يعلمنا على الخلق الحسن والتربية الفاضلة، ودائماً ذو صلة لارحامه واقاربه، فأكن له كل تقدير خاص واحترام، واتمنى أن يكون من عداد الشهداء.
بينما كان مجلس والد الشهيد الفقيد يتدفق بالمعزين من الصغار قبل الكبار وكلهم تذرف عيونهم بفقد أخ عزيز وصديق للجميع، حتى قال زملاؤه ومحبوه: اننا نعزي انفسنا قبل ان نعزيكم أنتم بفقد ابنكم، ولكن نسأل الله ان يجبر مصاب الجميع، وأن يسكنه وجميع زملائه الشهداء الفردوس الأعلى في الجنة.
{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved