Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أبناء الوطن يرهنون أرواحهم للوطن وأهالي الشهداء يعلنونها: أبناء الوطن يرهنون أرواحهم للوطن وأهالي الشهداء يعلنونها:
لله ما أخذ ولله ما أبقى ولن نوفي حق الوطن بدمائنا

  * عنيزة - متابعة - بندر الحمودي -محمد العبيد:
أطبقت على منطقة القصيم فجر أمس الثلاثاء موجة قاتمة وتوتر أمني استشهد على إثر ذلك وبعد اطلاق النار من المعتدين أربعة من رجال أمن الطرق وهم النقيب طلال بن عبد الرحمن المانع ووكيل رقيب تركي بن محمد بن غراف العتيبي والعريف سالم بن رشيد الموسى وجميعهم من إدارة أمن الطرق.
وعلى إثر هذا الحادث الأليم قامت (الجزيرة) بزيارة الى ذوي الشهداء لتقديم واجب العزاء.
النقيب طلال عند باب منزله: أتمنى أن تدعوا لي
وكان لقاؤنا الأول في منزل ذوي الشهيد النقيب طلال بن عبد الرحمن المانع بأخيه الشقيق محمد فقال: إن أخي استلم قيادة أمن طرق طريق الرياض - ام سدره السريع منذ فترة ويبلغ من العمر واحداً وثلاثين ربيعاً وقد خلف - رحمه الله - من زوجته ابنه نواف والذي يبلغ من العمر خمس سنوات، كما ان زوجته الآن على وشك ولاة المولود الثاني للبطل.
وقد افاد محمد بأن النقيب طلال قد تخرج منذ عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت وهو في تفانٍ واخلاص وهذا ما جعله من المتميزين وفي رقي مستمر - رحمه الله تعالى - وقد حصل ولله الحمد على ثلاثة اوسمة من وزارة الداخلية نظير جهده وتميزه في مجال عمله وله مشاركات مشرفة.
وقد ورد عليه اتصال طارئ ليلة البارحة حيث كان في إجازة فقال قبل ان يخرج (أتمنى أن تدعوا لي) وهذه آخر كلمة سمعتها منه - رحمه الله -.
والتقت (الجزيرة) بأخيه الاصغر تركي الذي احس أنه فقد شيئاً غلياً على نفسه ولسان حاله يقول: إن طلال مازال معنا وقال: إنني لا أنسى طلال وهو يخرج من المنزل تصاحبه تلك الابتسامة التي مازالت ولن تزول من مخيلتي وقد كلمني بعد خروجه من المنزل بساعة واحدة وطمأنني لما لاحظ عليّ الارتباك حال خروجه.
في الإطار ذاته التقت (الجزيرة) غراف بن محمد بن غراف العتيبي الاخ الشقيق للشهيد وكيل رقيب تركي بن محمد بن غراف العتيبي والذي يبلغ من العمر كما أفاد شقيقه سبعة وثلاثين عاماً.
العتيبي: تعددت الأسباب والموت واحد
وقد قال العتيبي ان تركي قد ارتحل من هذه الدنيا رافعاً رأسه ورأس كل مواطن يحمل هم الوطن بين جوانحه.. رحل وترك زوجته وثلاثة أبناء نعدهم ليحذوا حذوه ويرووا ثرى هذه البلاد بدمائهم كما روّاها والدهم إن استدعى الأمر.
وقد كان ينوي أخي تركي بعد تسليم دوريته هذا اليوم بتقديم ابنه الاكبر وتسجيله مبكراً في إحدى المدارس الابتدائية للعام الجديد إلا ان مشيئة الله فوق كل شيء.
وحول ابرز المواقف التي شهدها غراف من اخيه تركي قال غراف: انه كان في الكثير من الأوقات عندما نحذّره من أخطار الطرق خصوصاً في هذه الأحداث كان يقول وبكل انشراح صدر (أني ميت ميت) عن طريق هؤلاء أم في فراشي.. واعلم يا أخي ان تركي كان في اجازة مرضية اصر إلا ان يقطعها وكأنه على موعد مع استشهاده في هذا اليوم.
وقد تحدث ل(الجزيرة) اخو الشهيد تركي لأمه صالح بن زبن الدغماني فقال: ان الجندي على ثغر من ثغور هذه البلاد.. فلابد ان يحصن الجندي ولاسيما هذه الأوقات بتحصين أكبر وأكثر.
وجاء الحديث ذو شجون مع الاخ الشقيق الأصغر لتركي نادر العتيبي الذي تطرق لبعض من صفاته الحميدة وتمسكه بالاواصر والروابط الأسرية.. فقال وعيناه تغرقان بالدموع انني قبل أيام قليلة طلبت منه اعانتي في مبلغ من المال احتاجه بعد أسبوع فلم تمضِ اثنتا عشرة ساعة حتى جاءني يحمل المبلغ فكان رحيماً عطوفاً دائماً ما يحث نفسه ويحثنا على ما فيه خير لنا ولبلادنا، حيث اشهد بإخلاصه لمهنته وولائه لوطنه رغم شهادتي المجروحة فيه رحمه الله.
الموسى: بالأحمر القاني يروي ثرى وطنه الغالي
ثم التقت (الجزيرة) بالمواطن صالح بن حمد الدليقان زوج اخت الشهيد عريف سالم بن رشيد بن يحيى الموسى الذي افاد بأن الشهيد يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً يعمل في إدارة أمن طرق عنيزة وله ثلاث بنات وولدان ويعول والدته وله ست أخوات متزوجات.
وقد ذكر الدليقان بحكم أواصر القرابة طيبة قلب الفقيد وحرصه على عمله في استلاماته العسكرية وتفانيه في مجال عمله وتقديره للزي العسكري الذي تشرف به وتحدث ابن أخيه نبيل يحيى رشيد الموسى والذي فجع بوفاة عمه فاجعة لم يكد يصدقها حتى الآن كما قال.
وقد أفاد نبيل والذي يعمل في الشرطة العسكرية بالحرس الملكي بالقصيم انه على اتم الاستعداد للدفاع عن حياض هذا الوطن ولو روى ترابه بالأحمر القاني كما فعل ذلك عمه ومن شرفوا الوطن في هذا اليوم.
الجدير ذكره سوف تقام ظهر هذا اليوم الاربعاء في جامع الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - الصلاة على شهداء الواجب الذين بذلوا انفسم في سبيل صد المعتدين من الدخول والعبث بأمن المواطن ودحر كل من سولت له نفسه في ترويع الآمنين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved