انقضى نحو نصف قرن على ميلاد هذه المؤسسة الطبية البريطانية المندمجة في عداد المؤسسات الخيرية التي ليس لها هدف تجاري، بل تبذل نشاطها في البحث الطبي بلا قصد لربح، وتفرد كل مواردها لتشجيع البحث الطبي.
وتضم أكثر من ألف طبيب وبحاثة وتتعاون مع مؤسسة باستور الفرنسية بباريس.
ومركزها في (بكنهام) في انكلترا ومن اسباب فخرها وفضلها على العالم انها لم تزل منذ أربعين سنة تكتشف أدوية جديدة وعلاجات لشتى الأمراض تقدر بدوائين كل سنة! ولديها مكتبة علمية من أثرى المكاتب ان لم تكن أثراها قاطبة.
دواء جديد لمكافحة الجدري:
ومن اكتشافاتها الحديثة لقاح ضد الجدري أقوى من اللقاح المعروف، وسمته (ميتيسازون) وجربته على 2160 انسانا كانوا قد اختلطوا بمرضى مصابين بداء الجدري وأثبتت المؤسسة أنه لم يصب بالعدوى بعد هذا اللقاح الجديد ولا واحد من الملقحين.
ومن فوائد هذا الدواء انه ناجع لدى الذين اكتسبوا مناعة لا ضد المرض بل ضد اللقاح التقليدي نفسه! وهذه الظاهرة ملحوظة لدى الكثيرين إذ يصبح اللقاح التقليدي لايؤثر عليهم ويقيهم من الجدري.
والدواء الجديد المركب في مخابر مؤسسة (ويلكام) مشتق من عدة عناصر كيميائية ولا يعتبر (لقاحا) بالمعنى الحصري ولكن مفعوله على البدن يشبه مفعول اللقاح.
وفضلا عن مفعول هذا الدواء (الوقائي) فله أيضا مفعول علاجي، بدليل التجربة التي أجراها أطباء المؤسسة على الأطفال المصابين بالجدري فإن هذا الدواء شفاهم من المرض في مدة بضعة أيام.
أما الفائدة الجليلة من هذا الدواء الجديد فإنما تظهر خاصة عند انتشار الجدري بشكل وباء جماعي وأعلنت المؤسسة مؤخرا أنه لديها مقادير ضخمة من هذا المركب الكيميائي وأنه في وسعها توزيعه إلى سائر البلدان.
دواء يفتك بالجاليات الجرثومية فتكا ذريعاً:
ومن الأدوية الأخرى المركبة هذه السنة في مخابر هذه المؤسسة البريطانية دواء مركب من مواد كبريتية وله طاقة بافناء جاليات كثيفة من الجراثيم في مدة بضع ثوان، ولايبقي على اي جنس من أجناس الجراثيم سوى جرثومة الداء الافرنجي أو (سيفيليس) ثم عصيات كوخ (أي جرثومة السل).
ويتبين من التجارب ان هذا الدواء يكبح حمى المستنقعات بنسبة مئة بالمئة! ويكافح التسمم البدني العام بنسبة 95 بالمئة من الاصابات.ويحسم إصابات جهاز البول بنسبة 73 بالمئة من الحالات.
وكذلك ينجح هذا الدواء في معالجة حمى الدماغ المقترنة بقيح (نسبة النجاح: 70بالمئة) ثم حمى الأمعاء أو التيفوئيد (نسبة النجاح: 88بالمئة من الاصابات).
أما اسمه في هذه المرحلة الاختبارية فهو لايزال خشنا طويل القراءة، ونذكره من جانب الدقة العلمية فقط، فإنه يسمى 0تريميتو بريميرو سلفا ميتوكسازون)!..
ومهما يكن من هذه التسمية التي لاشك أنها ستتغير حتى انتشر الدواء في الصيدليات إلا أن نشاط هذه المؤسسة الطبية البريطانية، يدعو إلى التعجب وإلى الاعجاب أيضاً..
|