في مثل هذا اليوم من عام 1951، تم في نهاية قضية التجسس الشهيرة، الحكم بالإعدام على الزوجين يوليوس وايثيل روزنبرج، وذلك بعد أسبوع واحد من اتهامهما بنقل أسرار نووية إلى الاتحاد السوفيتي.
وبدأت قضية روزنبرج بالقبض على كلاوس فوشس، وهو عالم ألماني المولد وموظف لدى الولايات المتحدة، الذي اعترف بالكشف عن معلومات سرية تتعلق بالبرنامج النووي الأمريكي إلى السوفيت. بعد اتهامه في عام 1950، وبدأت السلطات الأمريكية حملة تحقيق واسعة في لوس الاموس، نيو مكسيكو، وهي المقر الرئيسي للتطوير النووي الذي يعتبر بالغ السرية في أمريكا حيث عمل فوشس أثناء الحرب، كما تم القبض على هاري جولد، وهو كيميائي من فلادلفيا بسبب مشاركته فوشس في المؤامرة، وبعد ذلك تم القبض على دافيد جرينجلاس، الذي كان يعمل بالقرب من موقع الاختبار الذري في لوس الاموس أثناء الحرب.
وفي يوليو 1950، تم القبض على ايثيل روزنبرج، شقيقة جرينجلاس، مع زوجها يوليوس، وهو مهندس كهربائي عمل بقوات الإشارة بالجيش الأمريكي أثناء الحرب، واتهم الزوجان بإقناع جرينجلاس بتزويد هاري جولد بالأسرار النووية.وأثناء محاكمتهما، أصر الزوجان روزنبرج على براءتهما بالرغم من أن جرينجلاس الذي تم اتهامه، وافق على الشهادة ضدهما. وفي نهاية المحاكمة في عام 1951، تم الحكم على دافيد جرينجلاس بالسجن لمدة 15 سنة، وهاري جولد 40 سنة، والحكم على الزوجين روزنبرج بالإعدام. وبالرغم من استئناف المحكمة والتماس الرأفة، إلا أن الزوجين روزنبرج كانا أول مدنيين أمريكيين ينالا عقوبة الإعدام في محاكمة تجسس، وتم إعدامهما بالصدمة الكهربائية في 19 يونيو 1953م.
وتمت المحاكمة أثناء ذروة (الخوف الأحمر) في أوائل الخمسينيات، وقال البعض إن الجو السياسي في هذه الفترة جعل المحاكمة العادلة مستحيلة، فيما تساءل آخرون ما إذا كان الزوجان روزنبرج استحقا الإعدام!، خاصة أن الاتهام الوحيد جاء من جاسوس قام بالاعتراف وتم تخفيف عقوبته لكي يشهد ضدهما.
وفي إحدى رسائلها قبل وفاتها، قالت ايثيل روزنبرج (يجب أن يبرئنا التاريخ، أنا وزوجي، لأننا أول ضحايا الفاشية الأمريكية).
|