Monday 5th April,200411512العددالأثنين 15 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحكم الدولي البقعاوي يتحدث بجرأة ويكشف أسباب تردي التحكيم لـ « الجزيرة »: الحكم الدولي البقعاوي يتحدث بجرأة ويكشف أسباب تردي التحكيم لـ « الجزيرة »:
المراقبون الفنيون السبب الأول في سقوط التحكيم
لا تطوير بلا حوافز ومكافآت.. وحكم النهائي يمنح 630 ريالاً فقط لا غير!

* لقاء - محمد المصارع:
يقال ان خطوات الحكم الدولي خلف البقعاوي على خطوط التماس طيلة نحو ربع قرن تبلغ أكثر من الدوران على الكرة الأرضية مرتين.. ولا يزال البقعاوي واحداً من أفضل مساعدي الحكام في المملكة وهو الرجل الذي حمل ذات مرة لقب صائد التسلل.. حكم جريء وشجاع.. كشف في حواره معنا عن عدة نواحٍ كفيلة بتطوير التحكيم لدينا، وأوضح للقراء الكرام أموراً عدة ساهمت في انخفاض مستوى الحكام السعوديين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. فتعالوا معنا في هذا الحوار الشيِّق مع أبي نايف.
******
س: سمعنا أنك توقفت عن الركض أخيراً؟
ج: لا.. أنا قدمت اعتذاراً عن تكلمة هذا الموسم فقط نظراً لوجود ظروف شخصية تتطلب بعض التفرغ لها في ظل صعوبة التنقل بين مناطق المملكة.. وأنا ما زلت أعمل كمراقب فني للمباريات.
س: هل تتفق معي في ان هناك هبوطا تدريجيا لمستوى تحكيم كرة القدم منذ موسمين أو ثلاثة.. وبلغ أوجه هذا الموسم؟
ج: أنا معك وهناك ثلاثة عوامل رئيسية لانخفاض مستوى التحكيم في المملكة حسب وجهة نظري:
أولا: ضعف مستوى المراقبين الفنيين للحكام وطريقة توجيههم للحكام لا ترتقي للمستوى المطلوب.. وهناك حكام مستواهم افضل من مستوى المراقبين بكثير.
ثانيا: المكافأة المادية للحكام محبطة جدا وهي غير مجزية أبدا وتخيل لو ان حكم نهائي كأس ولي العهد سعودي لكان قد تقاضى مبلغ 630 ريالاً فقط شاملة المكافأة والإعاشة!!
ثالثا- شبح اختبار الكوبر!!
س: هل اختبار الكوبر يمثِّل شبحاً لكم؟
ج: نعم.. هو شبح لجميع الحكام بسبب الطريقة السيئة التي يتم من خلالها تهيئة الحكم للاختبار وهي طريقة تشكِّل ضغطاً نفسياً على الحكم والدليل ان هناك حكاماً يتمكنون من اجتياز اختبار الكوبر بصعوبة بالغة على الرغم من أن لياقتهم عالية وأنا نفسي جربت ذلك.
س: كيف؟
ج: في العام الماضي تجاوزت اختبار الكوبر بصعوبة كبيرة جداً لكنني هذا الموسم عندما سافرت إلى دولة قطر الشقيقة تجاوزته بكل سهولة بسبب الإعداد والتحضير النفسي الجيد للحكم قبل البدء في اختبار الكوبر.
س: لكن (الكوبر) مهم لتحديد مستوى لياقة الحكم؟
ج: أنا معك لكن الكوبر ليس المقياس الحقيقي لنجاح أي حكم لأن هناك حكاماً ينجحون في اختبارات الكوبر وبدرجة 3000 إلى 3200 لكنهم لا يكلفون بتحكيم المباريات.. وهناك من لا يستطيع تجاوز ما مجموعه 2700 ومع ذلك تسند لهم تحكيم عدد من المباريات.
س: هل يدل ذلك على عدم قناعة لجنة الحكام بأهمية الكوبر؟
ج: بكل تأكيد فكما قلت لك الكوبر ليس المقياس الحقيقي لنجاح الحكم.
س: إذاً ما هي أهم العوامل التي تساهم في نجاح الحكم برأيك؟
ج: أنا أجزم بأن الموهبة التي يملكها الحكم تأتي بالدرجة الأولى قبل أي شيء آخر والحكم مثله مثل اللاعب الموهوب تماماً مستحيل أن تضع لاعباً ما لم تكن لديه الموهبة النظرية أولاً وهذا الحال ينسحب تماماً على الحكم الذي يكمن سر تألقه ونجاحه في موهبته ولجنة الحكام مستحيل أن تصنع حكماً ما لم تكن لديه الموهبة المسبقة.
س: وموهبة الحكم تبرز في أي ناحية؟
ج: تبرز في سرعة بديهته لاتخاذ القرار المناسب في أجزاء من الثانية، وهناك أيضا مسألة توزيع الجهد اللياقي للحكم خلال وقت المباراة.
س: وماذا عن لجنة تطوير التحكيم بالاتحاد السعودي لكرة القدم؟
ج: أتمنى من رئيس وأعضاء لجنة تطوير التحكيم الاهتمام بتطوير مستوى المراقب الفني قبل الحكام فإذا كان مستوى حكم المباراة داخل الملعب أفضل من المراقب. فأنت إذاً لم تفعل شيئاً!!
س: وكيف يتم ذلك؟
ج: أنا أقترح على اللجنة الاستعانة بخبرات الحكام السابقين أمثال الناصر والمعثم والفودة وزيد المهنا وغيرهم مع عقد دورات مكثفة للمراقبين الفنيين مع التركيز على الإكثار من المراقبين الفنيين لأن ذلك من شأنه تطوير التحكيم لدينا مع توفير مبالغ على الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
س: توفير مبالغ؟
ج: نعم، توفير مبالغ، فإذا كان هناك مراقبون فنيون مؤهلون في كل منطقة فهذا يعني أنك لست بحاجة لتكليف أحد المراقبين من خارج المنطقة وتحميل الرئاسة الأعباء المالية المترتبة على هذا التكليف من تذاكر سفر ومكافأة وغيرها.
س: هل يؤثر الهجوم الإعلامي في بعض رؤساء الأندية ومسئوليها على الحكام؟
ج: في رأيي الشخصي ان ذلك لا يؤثر لأننا كحكام تجاوزنا هذه المرحلة بكثير، ورئيس النادي من حقه ان يقول هذا خطأ وهذا صحيح ولا يوجد حكم في العالم لايخطئ أبداً.
س: لكن بعض التصاريح قد تطول (شخص) الحكم؟
ج: هذا أمر مرفوض تماماً.. وهذا ما يؤكِّد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد من أنه لن يسمح بالتطاول الشخصي على الحكم؟
س: رأيك بالحكم السعودي الآن؟
ج: هو من أكفأ الحكام بدليل استعانة الدول الشقيقة بالحكام السعوديين في مناسبات عديدة وكثيرة في الخليج العربي وفي المغرب ومصر ولبنان وغيرها.
س: بصفتك رئيس لجنة الحكام بمنطقة حائل. اللجنة لم تقدِّم حكاماً مميزين من المنطقة لماذا؟
ج: بالعكس اللجنة قدَّمت العديد من الأسماء أمثال: حمود الشمري ونواف العنيزان ومحمد الرديعان ومحمد الزبيد وسعود الراضي لكن المشكلة في أنهم لا يعطون الفرصة للظهور في الممتاز أو الأولى وإلا فهم موجودون في الثانية والشباب والناشئين.
س: في مباراة الفيحاء والعروبة بالجوف تخلفت عن الحضور على الرغم من تكليفك كمراقب فني لها.. لماذا؟
ج: هذا صحيح لكن الإعلام ظلمني كثيراً والبعض منهم تجنى علي في ذلك على الرغم من جهله أسباب عدم حضوري.
س: وما هي الأسباب؟
ج: تعطلت سيارتي الخاصة في الطريق بين رفحاء وعرر ولم يسعفني الوقت لحضور المباراة، كما أن عدم توفر الحجز المسبق بالطائرة قد منعني من السفر جواً لكنني تابعت المباراة بالجوال.
س: إذاً أنت أبلغت المسئولين بالملعب بعدم حضورك؟
ج: نعم، حصل ذلك واتصلت بالحكم الرابع وتابعت معه المباراة بالجوال على الرغم من أن ذلك لا يكفي ولكن ماذا افعل، ثم ان حضوري لم يكن ليمنع الحادثة التي حصلت في المباراة لأن ذلك كان مسئولية رجال الأمن وليست مسئولية الحكم أو المراقب.
س: هل تؤيِّد الأسلوب المتبع في لجنة الحكام الرئيسية والقاضي بمعاقبة الحكام؟
ج: إذا كانت العقوبة هي الإيقاف لفترة محددة.. نعم.
س: وإذا كانت العقوبة تحويله من الدوري الممتاز إلى الأولى كما حصل مع الحكم ممدوح المرداس؟
ج:ممدوح حكم جيد ويخطئ مثله مثل غيره.
س: لكن تحوله إلى دوري الدرجة الأولى هل هي عقوبة له أم عقوبة به لدوري الأولى نفسه؟
ج: كلامك صحيح خاصة ان دوري الدرجة الأولى أصعب من الممتاز لأن الثاني فيه لاعبون محترفون أجانب ومحليون ولاعبون دوليون وتكون أخطاؤهم أقل على عكس الاولى التي يكون فيها غالبية اللاعبين هواة وتكثر أخطاؤهم، والعقوبة يجب أن تكون على الحكم نفسه إذا وقعت منه أخطاء قوية وتكررت هذه الأخطاء وهذا يدل على أن الحكم لا يطور نفسه.
س: برأيك.. هل من طريقة أخرى لمعاقبة الحكم غير التحويل إلى دوري أقل أو الإيقاف؟
ج: الأول فيه ظلم للدوري الأقل.. والثاني قد تؤثِّر في حساسية الحكم بعد عودته من الإيقاف في إنجلترا وهي أم كرة القدم إذا كان هناك حكم دولي لم ينجح في الموسم تتم مصادرة شارته الدولية وتسلَّم إلى حكم آخر جاهز لنيلها وفي حالة استعادة هذا الحكم مستواه السابق يمنح الشارة الدولية في الموسم التالي وهي طريقة ممتازة أرى أن نأخذ بها.
س: كثير من حكام الساحة لا يأخذون بآراء مساعديهم.. رأيك أنت كحكم دولي مساعد؟
ج: في القانون هناك المادة 5 تنص على أنه يجب على مساعد الحكم المساهمة في اتخاذ القرارات في تحقيقاً لمسمى (مساعد حكم) على الأقل.
س: في موسم 1415هـ تدخلت في قرار حكم مباراة الهلال والقادسية الأستاذ حسن البحيري ومنعت ضربة جزاء للقادسية بعد أن احتسبها البحيري؟
ج: مفترض من مساعد الحكم أن يبادر هو لاتخاذ القرار لأن ذلك يساعد حكم الساحة أيضا ويخرج بالمباراة إلى بر الأمان. وبالنسبة لما ذكرته صحيح لأن البحيري اعتقد ان الكرة لامست يد مدافع الهلال خالد الرشيد والصحيح أن الكرة ارتطمت بفخذ اللاعب الخلفية أثناء انزلاقه لإبعادها وهذا حدث أمامي وكانت اللقطة واضحة لي وأذكر وقتها أن تدخلي هذا لاقى هجوماً اعلامياً بسبب الجهل بالقانون والآن كما ترى فإن الاتحاد الدولي قد اعتمد مشاركة مساعد الحكم في اتخاذ قرار احتساب أو إلغاء ضربات الجزاء وهذا فيه تأكيد على كلامي السابق من أن مساعد الحكم يجب أن يبادر هو لاتخاذ قراره حسب زاوية الرؤية لديه وتأكده من الحدث.
س: أيضا أتذكر أنك تدخلت كمراقب فني في قرار حكم الساحة وألغيت ضربة جزاء لمصلحة الجبلين ضد فريق العيون؟
ج: هذه أيضاً صحيحة ولا تنسى أن كل مباراة يحكمها ستة حكام أربعة منهم في الملعب واثنان مراقبان فنياً وإدارياً. وأذكر وقتها أنه قد طلب مني التدخل فأعطيت رأيي بأنها ليست ضربة جزاء ولكن ما المانع في ذلك، ففي نهاية الأمر مطلوب منَّا العدل والمساواة وإعطاء كل ذي حق حقه.
س: يطالب (بعض) رؤساء الأندية بمناظرة تلفزيونية مع الحكم بعد المباراة هل مع أو ضد هذه الفكرة؟
ج: أنا مع هذه الفكرة وأعتقد أن المناظرة لها إيجابيات أكثر، فوجود الحكم ورئيس النادي معاً يفرض نوعاً من الود والمناقشة مهمة للطرفين لإيضاح وجهات النظر وشرح بعض القرارات للوصول إلى نقطة اتفاق.
س: في برنامج (صافرة) تناقش الأخطاء التحكيمية ألا يكفي ذلك؟
ج: ما الفائدة في الاعتراف بالأخطاء دون أخذ رأي الطرفين والأفضل أن يكون حكم المباراة (المعني بالقرار) حاضراً مع رئيس النادي لإعطاء الحكم فرصة لإيضاح وجهة نظره حيال أي قرار يكون محل خلاف بدلاً من أن توكل المهمة لشخص آخر قد لا يستطيع إيصال وجهة نظري على حقيقتها. ثم إن الحكم الواثق من نفسه لا يضيره شيء أبداً.
س: هل تؤيِّد فكرة الاستعانة بحكم أجنبي في بعض مباريات الحسم والنهائيات كما حدث في نهائي كأس ولي العهد؟
ج: هذه فكرة طالب بها الإعلام ونفذها الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد دراسة، وهي جيدة، لكن صدقني المسألة هي أن الحكم السعودي أصبح عقدة الآن!!
س: كيف؟
في نهائي كأس سمو ولي العهد بين الأهلي والاتحاد لاحظ الجميع أن ثمة استقراراً نفسياً للاعبي الفريقين ولم يبادر أي منهم للاعتراض على قرارات الحكم طيلة الـ 90 دقيقة على الرغم من وجود أكثر خطأ بعضها مؤثِّر جداً!! فعقلية اللاعب السعودي جبلت مع الأسف الشديد على الاعتقاد بأن الحكم السعودي تكون أخطاؤه أكثر من غيره وهذه مشكلة يتحملها الجميع من اتحاد كرة وحكام ولجنة وجماهير وإعلام.
س: كلمة أخيرة أبا نايف؟
ج: شكراً للجزيرة الصحيفة الرائدة في كل شيء.. وأحب أن أؤكِّد مرة أخرى على أهمية تطوير المراقب الفني لدينا، يا أخي (بعض) الحكام يرتبك بمجرد معرفته لاسم (بعض) المراقبين مما يؤثِّر سلبياً على قراراته.. هذه النقطة فقط أحب أن أشدِّد عليها.
من اللقاء
- أفضل رئيس نادٍ هو الأمير بندر بن محمد رئيس نادي الهلال الأسبق.
- وأفضل لاعب سعودي هو سامي الجابر.
- أفضل عضو شرف هو الأمير هذلول بن عبد العزيز.
- أبدى إعجابه برجال الأهلي وخاصة الأمير محمد العبد الله وخالد بن عبد الله.
-قال إن تطوير موهبة الحكم مسئولية الحكم نفسه.
- أكَّد أن الإعلام لا يمكن أن يضع نجوماً بلا مواهب.
- معجب بموهبة يوسف الثنيان الكروية.
- بدأ خلف البقعاوي مشواره التحكيمي عام 1402هـ إلى نهاية 1423هـ وتحول بعدها إلى مراقب فني.
- يرأس لجنة الحكام الفرعية بمنطقة حائل.
- حصل على الشارة الدولية 1415هـ.
- له مشاركات دولية عديدة أولها كان 1416هـ في بطولة كأس الكؤوس العربية بالقاهرة.
- آخر مشاركة دولية في بيروت عام 1424هـ بين كوريا ولبنان في تصفيات كأس آسيا 2004.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved