حادثة تدمير مسجد ايوديا لا تزال تثير المخاوف
تخلي الهندوس عن خطابهم المتشدد يقربهم من مسلمي الهند

  * بومباي - رويترز:
يبذل حزب بهاراتيا جاناتا في حملته للانتخابات الهندية التي تجري هذا الشهر جهداً دؤوباً من أجل تحقيق وسطية سياسية وتعزيز تحالفات مع أحزاب علمانية معتدلة وقد تخلى عن الخطاب الهندوسي القديم.
ولا يزال معظم المسلمين في الهند البالغ عددهم 120 مليون مسلم لا يشعرون بالثقة إلى حدٍ بعيد في حزب ارتبط اسمه بتدمير مسجد يعود الى القرن 16 في مدينة ايوديا عام 1992 والحملة المثيرة للجدل لبناء معبد هندوسي على موقع المسجد، ولكن يبدو أن البعض بدءوا التفكير في الأمر الذي لم يكن قابلاً للتفكير.
وقال محمد محفوظ وقد انحنى فوق ماكينة للحياكة في وقت متأخر من الليل في منزل صغير من حجرة واحدة في بومباي العاصمة الاقتصادية والسينمائية للهند حزب بهاراتيا جاناتا جلب الرخاء الى الهند خلال خمسة أعوام فقط وسيفعل نفس الشيء لنا أيضاً، أدركنا أن الحزب ليس حزباً شريراً في نهاية الأمر، لابد أن نضع الماضي خلفنا وأن نصوت لهم.
ونجح حزب بهاراتيا جاناتا في تحسين العلاقات مع باكستان الجارة المسلمة للهند فجعل من هذا الأمر منطلقاً أساسياً لحملة انتخابه مرة أخرى ويصر على أنه يريد للأقليات الدينية في الهند الانضمام إليه في بناء أمة هندية جديدة تتمتع بالثقة. وكسبت هذه المجادلة بضعة مؤيدين لكنها أيضاً تلقى تشككاً ليس بالقليل من جانب منتقدين يقولون إن الحزب لا يزال يحتفظ بانحياز متأصل ضد المسلمين. وقال ظفر الإسلام خان الصحفي بجريدة ميلي جازيت وهي صحيفة نصف شهرية مسلمة لا تزال غالبية مسلمي الهند مناهضة لحزب بهاراتيا جاناتا، عشرة في المئة منهم فقط هم الذين خدعوا بالكلام الذي يحمل أكثر من معنى والدعاية النشطة التي يقوم بها حزب بهاراتيا جاناتا يريدون شراء السلام عنوة، ويصوت المسلمون في الهند منذ عقود لحزب المؤتمر وهو الحزب الذي جعل من العلمانية مبدأً أساسياً للسياسة الهندية، غير أن المسلمين بدءوا يعزفون عن حزب المؤتمر منذ أكثر من عشر سنوات مضت لشعورهم بأنه يتم تضليلهم.
وقام كثيرون بالتصويت للأحزاب الأصغر حجماً التي تتخذ من الأقاليم مقار لها، ويسعى قلة حالياً مثل بابلو شيخ وهو تاجر أقمشة في بومباي الى انتخاب حزب بهاراتيا جاناتا ويقول صوتنا لحزب المؤتمر لخمسين عاماً لكنه لم يفعل أي شيء لنا... مجتمع المسلمين هو أكثر المجتمعات تراجعاً في الهند فهم أميون وعاطلون عن العمل وفقراء. وكانت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية جوجارات قد اتهمت بالاشتراك في مذبحة راح ضحيتها مئات المسلمين انتقاماً للحرق العمد لقطار كان يقل هندوسيين من قِبل من يشتبه أنهم متشددون.
وينفي حزب بهاراتيا جاناتا تورطه في مذبحة جوجارات لكن حنيف لاكداوالا الناشط المسلم البارز في الولاية قال إن مسلمي جوجارات لن ينضموا أبداً إلى هذا الحزب وانهم لا يستطيعون نسيان المذابح والوحشية التي جرت عام 2002م. وفي بومباي تعهد أكثر من خمسة آلاف مسلم بدعم حزب بهاراتيا جاناتا في اجتماع حاشد عُقد في الجزء الذي يغلب عليه المسلمون من البلدة فيما يستعد المئات في بنجالور للانضمام إلى الحملة الانتخابية للحزب.