Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القلق مرض العصر فاحذروه القلق مرض العصر فاحذروه
مطيران علي النمس / عرعر

قال الدكتور (الكسبين كاريل) الحائز على جائزة نوبل في الطب: إن رجال الاعمال الذين لا يعرفون مجابهة القلق، يموتون باكراً.
يساورني الألم وأنا أرى بعض رجال الأعمال وهم يغرقون في أعمالهم وتجارتهم الحرة، فهم يعملون لساعات طويلة تحت ضغط نفسي ومالي رهيب، وكأن ليس لديهم عمالة مبنية على جيل الثقة بالعمل مما يعرض الكثير منهم إلى الولوج إلى دائرة القلق والتوتر دون ارادة منه، بل بسبب ضغط العمل وبالتالي يؤثر ذلك عليه صحياً وأسرياً، فعليهم الاحتراس والهدوء والطمأنينة من خلال الاتصال بكتاب الله والايمان بالقدر والقضاء، وتذكر رحمة الله وعفوه.
والبحث عن العمل الجاد المثمر النافع دون تكليف النفس فوق طاقتها.
ويقول دايل كارنيجي: (إن الزنوج الذين يعيشون في جنوب البلاد والصينيين نادراً ما يصابون بأمراض القلب الناتجة عن القلق، لأنهم يتناولون الأمور بهدوء). وهذا لا بد أن يطبقه رجال الأعمال وغيرهم، وهو تدبير الأمور بهدوء دون غضب أو عصبية أو عجالة لكي يبعدوا المرض عن قلوبهم ويطردوا شبح القلق اللعين، هذا المرض الفتاك بالنفس البشرية.
وقال الشيخ الدكتور عايض القرني: إن الشجاعة في اتخاذ القرار انقاذ لك من القلق والاضطراب.
قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ}، وقد قال الشاعر المتنبي:


والهمُّ يخترمُ الجسيمَ نحافةً
وتشيبُ ناصيةُ الغلامِ ويهرمُ

بالفعل إن الهم والقلق عندما يلتف حول حياة الناس يحلل جسده ويجلعه ينحف جسمه ويهلك صحته ويحل الشيب في ناصيته ان لم يكن بكامل شعره، وهذا المرض الخطير يجعل الشاب أو الغلام في ارذل العمر وكأنه شيخ وكهل كبير هرم، وذلك لقوة فتكه وقوة تمكنه، ولكن تكون السيطرة عليه بسلاح الايمان الذي يدحره ويجعله رماداً تذروه الرياح.
وقد اطلعت على حادثة قريباً جداً ان هناك شابا يافعاً اصيب بمرض غريب جداً حيث بدأ لا يتقبل الطعام نهائياً، حتى بدا هزيلاً تعصف به رياح الأمراض من كل حدب وصوب، وقد طرق به أهله وذووه أبواب الأطباء الشعبيين وغيرهم، ولم يستطع أحد تحديد مشكلة هذا الشاب، وبعد فترة من الزمن وبعد علاجات امتدت من شمال المملكة إلى جنوبها اتضح أنه في النهاية مصاب بمرض القلق الشديد من الحياة وكيف يتعايش معها وبها، وهو لا يملك وظيفة يستطيع من خلالها توفير قوت ابنائه وسداد ايجار منزله، تألمت كثيراً لهذا الشاب الذي بدأ يترنح مؤخراً بسبب المسكنات النفسية بالفعل انه القلق تمكن من نفسية هذا الشاب حتى خلخل عظامه واعدم جسر الثقة الذي كان يسير عليه للوصول إلى الحياة الكريمة، ولو كان هناك لي عليه مأخذ وهو خضوعه للقلق ولم يبذل حتى الوسيلة لتشجيع نفسه للوقوف بوجه هذا المرض الخطير، فما هي إلا ظروف قد تمر بكثير من البشر وسرعان ما تزول لدى الإنسان الذي يقاوم والإنسان الفعال قوي الإرادة.
فان الأرزاق مقسمها رب العباد على البشر وليس للانسان أي دور في ذلك، وربما الانسان يسعى لشيء لا يستطيع الحصول عليه ويأتيه شيء آخر هو لم يسع إليه نهائيا، فهذا كله بأمر الله جل شأنه، فعلى الانسان التحلي بالصبر وعدم الجزع من حوادث الليالي، فالدنيا لا تدوم على حال، ان مع العسر يسرا، قال الامام الشافعي:


ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الاهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء

وقال ايضا:


ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء

وقد قال الشيخ الدكتور عايض القرني:
إن الكوخ الخشبي، وخيمة الشعر، وخبز الشعير أعز واشرف - مع حفظ ماء الوجه وكرامة العرض وصون النفس - من قصر منيف وحديقة غناء مع التعكير والكدر.
فالصبر على المبتلى: الصبر وانتظار الفرج ومداومة الدعاء.
ALNEMS33@HOTMAIL.COM


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved