Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
جامعاتنا القادمة - كيف! (1-2)
عبدالفتاح أبومدين

* قرأت في إحدى صحفنا المحلية يوم الخميس 28-12-1424هـ حديث الدكتور محمد بن عبدالعزيز الصالح، أمين مجلس التعليم العالي، حول إنشاء جامعة في المدينة المنورة، وأخرى في القصيم، وهاتان الجامعتان من سبع جامعات، في مشروعات وزارة التعليم العالي، وتناول حديث الأخ الصالح كذلك ما أسماه بالحد من القبول في تخصصات لا يحتاج إليها، وكذلك إنشاء تخصصات تحتاج إليها سوق العمل، وسوق الحياة اليوم وغدا.!
* ومع الاعتذار لوزارة التعليم العالي، وانطلاقاً من طموحاتنا في مشروعاتنا العامة، رأينا ومازلنا نرى، أن الكثير من تلك المشروعات لاتواكب المستقبل القريب والبعيد، وإنما هي تنطلق مما عملنا بالأمس، منذ إنشاء جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز وما لحقهما من جامعات، وأستثني فقط جامعة البترول والمعادن، لأن قاعدتها التي انطلقت منها مواكبة للحياة وتغيراتها.. وما أكثر ما يسأل أحدنا نفسه: لماذا لم يكن مسار جامعاتنا السبع على نمط جامعة البترول والمعادن؟! من المؤكد أنني لن أجد جوابا يقول كل الحقيقة.!
* انطلاقا من حديثي وتساؤلاتي، فإني مضطر إلى التوقف أمام أحاديث بعض المسؤولين عن كثرة الأجانب في البلاد، بجانب مايسمى -بطالة- عندنا، وعبر تلقائية طبيعية، تصدمنا معادلة مختلة، وحق لها ان تنداح في ساحة حياتنا بدون تحفظ، والجواب البدهي التلقائي، أن جامعاتنا يتخرج فيها أفواج من أبنائنا وبناتنا غير مهيئين لكي يشغلوا ما يشغله غيرهم من المتقدمين، ومرجعية ذلك الخلل الباذخ في مناهجنا، فهي ان صلحت لمرحلة قبل نصف قرن، لكنها لم تعد صالحة اليوم، لأن طبيعتها الجمود.. وكان ينبغي لو كنا نساير حركة الحياة من حولنا، ان نطور مناهجنا ومقررات الدراسة، بدءاً من مطلع القرن الخامس عشر الهجري، أي قبل خمسة وعشرين عاما، وقبل ان يكون في تعليمنا العام والجامعي كما هي الحال اليوم خمسة ملايين طالب وطالبة.!
* والتعليم الجامعي مع جموده وركوده، يعتمد على ما يصدر إليه من التعليم العام، والحال هي الحال نفسها، انطباق في التوجه والنتائج ثم إن المحصلة ماهو أمامنا! وكم سألت نفسي حين علمت بذلك الكم المخيف الذي يتلقى التعليم، لو أن عشر العدد، أي نصف مليون يحتاج إلى فرص عمل، كيف ومتى يتحقق ذلك!؟
* أنا مع الإحصاء، ان عندنا نحو خمسة ملايين على ساحة واقعنا العملي، وإننا نريد ان يحل محلهم السعوديون، غير أن الكلام وحده لايحقق إحلالاً ولا نتائج ايجابية، وإنما أصفاراً وسلبيات ليس لها حدود! ولعل قدري، أنني منذ كنت أشارك في صحافة الأفراد، ثم صاحب مجلة، كنت أضرب على وتر الارتقاء بالتعليم، وأن التهميش لاينهض بحياتنا التعليمية والعملية، وكان المسؤولون عن التعليم بالأمس واليوم، لأني دائب التتبع والمناداة بالارتقاء بالتعليم، والأخذ مما عند اليابان وألمانيا ودول آسيوية مثل تايلاند وسنغافورة وتايوان والصين، وغيرها، ولو أنا سلكنا مثلهم في مجال الثقافة، لكانت حالنا غير حالنا اليوم، ولما كان في البلاد خمسة ملايين، وعلى أرضنا ما يسمى بطالة! اليابان انتهت وكادت تمسح من خارطة الكرة الأرضية في الحرب العالمية الثانية عام 1945م، غير أنها قبلت التحدي، وهي اليوم من هي في عالم التقانة والاقتصاد والقوة! المسؤولون غضبوا مني بالأمس واليوم وربما غدا لأني أريد الخير لوطني بالارتقاء بالتعليم، وهم أنفسهم في تقديري يريدون ما أريد، إذا لنعمل معا نحو هدف سام يحقق طموحاتنا جميعاً!
* متى نغير أسلوبنا في التعليم، لنرتقي به ويرتقي بنا، ونأخذ من غيرنا ما ينفعنا ويوائم حياتنا!؟ إن بناء المستقبل يتطلب نظاما تعليميا جديدا ووضوح رؤية إلى الهدف، وبناء قاعدة علمية وتعليمية، وليس مباني وهياكل.! إننا نحتاج إلى الالكترونيات الدقيقة، وبناء معاهد علمية على أسس متطورة نافعة لغدنا، ومن خلال أبحاث.. في سنغافورة رصدت أربعون مليار دولار من أجل بناء المستقبل!
* إن بناء الإنسان الناجح يتطلب تعليما علميا قويا، وتكنولوجيا معاصرة وعلى أحدث طراز، ومراكز أبحاث.. وينبغي أن تعلم المدرسة أشياء جديدة، وان تعلم كل المتطلبات الأولية والأساسية، إذ لا يكون في أي بلد نهضة اقتصادية، إلا إذا كان فيه نهضة علمية راقية، والاقتصاد اليوم القلب النابض في حياة الأمم والشعوب، كما ينبغي التعامل مع الأسواق العالمية الجديدة في العالم المتقدم..!؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved