Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
الكشف عن الحوادث
فاطمة العتيبي

** قد نتبرم من نشر صور القتلى أو أخبار الجرائم وصور المجرمين وقد نتأذى نفسياً..
ويرى الأطباء النفسانيون أن ذلك مضر جداً وله مردودات سلبية على الناس المرهفين حسياً.. خاصة الصور الدموية..
ولا ننكر أن كثيراً منا يستنكر على الصحف نشرها لصور جثث ممزقة ومتفحمة.. ولكن الصحف تنظر للموضوع بمنظار آخر.
فالحوادث المرورية وصورها المؤلمة لا بد أن تبقي أثراً في ذاكرة مَن يقود السيارة، فيحتاط كثيراً في سيره ويتأكد من سلامة مركبته.. ويحترم قوانين المرور.. وهذا مردود طبيعي للحملات الإعلامية المرورية الموجهة، وقد جاءت بعض النسب في المناطق متأثرة إيجابياً بذلك..
ومثله في ذلك مثل نشر حوادث تتعلق بالجرائم والسرقات والغش التجاري..
والشفافية في ذلك مطلوبة جداً.. فنحن نريد أن يعرف السارق أو المختلس أو المفسد في المال العام أن هناك مجتمعاً سيقاضيه بخلاف القضاء الشرعي.. فنظرة الناس وقيمته في المجتمع تعني الكثير بالنسبة للفرد الطبيعي..
وكثيرون يردعهم الخوف من المجتمع أكثر بكثير مما يردعهم الخوف من الله.. وهذا مما يؤسف له.. والسرقات والاختلاسات وغش الناس في طعامهم ودوائهم أو انتهاك إنسانية الفرد عبر الضرب والإيذاء والإذلال واستغلال الأطفال واستلاب حق النساء في أموالهن وقرارهن في شؤون حياتهن..
كل هذه تعديات تمثل الأفراد ذاتهم.. والكشف عنها وإحاطة الناس بمثل هذا النوع من التعديات.. لا شك أنه ذو فائدة ومردود إيجابي لإخافة البعض ممن تسول له نفسه اقتراف مثل هذه التعديات..
وكذلك إيضاح تأثير مثل هذه الجرائم على الفرد وعقابها في الدنيا والآخرة..
ومن المهم أن تكون مكاشفة الصحافة أو وسائل الإعلام مكاشفة صادقة تحترم حق الإنسان في العدالة وعدم التجني عليه، ويلزم ناقل الخبر أن يكون أميناً مستنداً على وقائع وحقائق وليس على توقعات وتخمينات..
وحادثة المرأة التي ابتلعت ذهبها وقالت إن أشقاءها حبسوها إحدى عشر سنة، ثم تبين اختلالها.. لا أجد بأساً في نشرها وحتى لو كانت غير صادقة، فالصحفي ناقل الخبر نقل ما هو صحيح عنها وما سمعه فعلياً وهو ليس طبيباً يحدد ما إذا كان المريض صادقاً أو مختلاً.
** نشر الحوادث والحديث عن كل حادثة تحديداً.. يفيد في توجيه الرأي العام للاهتمام بالخدمات المقدمة، ويخدم في سن قوانين وآليات لإصلاح وضع ما..
وهو لا يحمل المجتمع كله تبعات حادثة بعينها.. لأن المجتمع في النهاية مجتمع بشري فيه الخطأ وفيه الصواب..
المهم ألا نقع في المنهي عنه في الآية الكريمة {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved