Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
غيمة الأمن مطرك!!
خيرية إبراهيم السَّقاف

تتقاطر وتتكاتف الأخبار المقروءة والمسموعة عمَّا يرصده مسئولو (الأمن) على اختلاف أدوارهم في الكشف، والقبض، والإبطال، لعمليات: السرقات، التزوير، الترويج، الشبهات السلوكية، اقتناء السلاح على غير تصريح أو استخدامه بأساليب غير مشروعة، والاستدلال إلى مخابئ الفسدة، من الضالين أو المشعوذين...، ورصد المتخلِّفين، المتنقلين بين منافذ المناطق والمحافظات في المدن والقرى بل الصحراء، وأولئك من الراشين والمرتشين، وفي هذه الأخبار والتقارير والتحاليل، ما يكشف عن مقارنة بين ما كان ينشر منها قبل احتدام الأوضاع العالمية وانتشار الفوضى الأمنية وتعرُّض مجتمعنا إلى شيء منها، بما في ذلك معرفة ضلوع أفراد من المواطنين في شأنها... كلُّ ذلك يؤكد لنا أنَّ (حسن النِّية) الذي كان يغلب على سلوك التعامل الأمني في أداءاته التفصيلية الصغيرة قد زادته (الأحداث) يقظة نحو تغليف هذه النَّوايا الحسنة بشيء من الحذر والانتباه وإعمال المدارك والحواس جميعها في أداء العملية الأمنية. ذلك لأنَّ العمل الأمني في الوقت الرَّاهن ليس مهمته فقط الحفاظ على المدينة بل ما في المدينة من المقدرات والبشر وما يرتبط بذلك من النظام والأمان لسيرورة حياة في ظل اطمئنان...
من هنا تتكاتف وتتضاعف مهمة مسؤولي الأمن...
غير أنَّ السؤال: هل الأمن الداخلي في المجتمع الإنساني هو مسؤولية رجل الأمن في أعلى مراتبه إلى أدناها فقط؟... بمثل لو أنَّ السؤال يكون كالتالي: هل الطبيب مسؤول عن صحة الإنسان الذي يعالجه وحده؟ أم هل التعليم مسؤولية المعلم وحده؟... إن لم يكن المريض صاحب قدرة على اتباع تعاليم ووصايا الطبيب فإنَّه لن يبرأ، كما أنَّ المتعلم إن لم يشارك معلمه في عملية الأخذ والفهم والتفاعل فإنَّ الخبرة لن تنقل إليه.
وكما للطبيب ما يهيئ له أداء عمله من صيدلية وصيادلة يعرفون قراءة وصفته دون الخطأ، وبيئة صحية جيدة، ومسئولي تغذية مهرة، وطاقم تمريض متدرب، ومصحة مهيأة فإنَّ الطبيب لن يستطيع بلوغ غايته من العلاج فمريضه لن يشفى، وكذلك المتعلم لن يحقق للمعلم طموحه ولا مردوده في نتائج تشير إلى نجاحه ما لم يكن معه المنزل والمدرسة بمفهومي التبادل تفاعلاً موجَّهاً وعودة مقنَّنة كي يتم للخبرات أن تنقل انتقالاً إيجابياً فاعلاً منه إلى مريده...
وعلى ذلك فإنَّ مسؤولي الأمن جميعهم لن يضربوا في عمق البلوغ لغايات مسؤولياتهم وحدهم إن لم يفعل الآخر معهم دور المعين والمساعد والفاهم والراضي والمشارك والملتزم والمنفِّذ ومن يدرك أنَّ النجاح نحو تطهير المجتمع لن يتم بإسقاط غيمة على سطوح المجتمع بيد رجل المرور أو الشرطة أو الأمن العام أو الخاص ما لم تفتح لقطراتها منافذ الأبواب والنوافذ وتدعها تنفذ إلى التفاصيل التي تتيح لها أن تغسلها أو ترويها.
بمعنى: حان الوقت كي يعي الفرد أنَّ أمنه مناط به، وأنَّ عمل رجال الأمن لن يبلغ غايته دون أن يكون صدره الدرع، ويده السند، وعقله البوتقة... ونفسه مليئة بحسن النيَّة، ولكن بذكاء المؤمن وفطنته اللازمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved