Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محللون: الخلاف داخل أوبك يضع مصداقيتها على المحك محللون: الخلاف داخل أوبك يضع مصداقيتها على المحك

* فيينا - أندرو ميتشل - (رويترز):
من شأن الخلاف الناشئ في أوبك حول الحكمة السياسية لدعم أسعار نفط مرتفعة أن يزيد من التدقيق فيما إذا كان نظام الالتزام بالحصص داخل المنظمة قد بدأ يتصدع.
ومضت أوبك يوم الأربعاء الماضي قدماً في اتفاق على خفض حصص الإنتاج بنسبة 4% رغم تحفظات أبدتها الكويت والإمارات اللتان تعرضتا لضغوط من جانب الولايات المتحدة للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار الوقود. وقال المحللون: إن الخلاف الداخلي يلقي الضوء على عدد من الإشارات قد تدل على أن المنظمة ترهق نفسها مع ضعف الالتزام بقيود الإنتاج وارتفاع الأسعار بما يتجاوز بكثير النطاق السعري الذي تستهدفه ومطالبات العديد من الأعضاء بحصص إنتاج أكبر.والاختبار الذي تواجهه أوبك التي نعمت على مدى أشهر بارتفاع الإنتاج وارتفاع الأسعار معا سيكون تنفيذ القدر الكافي من خفض الإنتاج لضمان احتفاظها بسمعة تماسكها الداخلي التي عززت انتعاش الأسعار على مدى خمس سنوات. والفشل في تقييد الإمدادات قد يدفع إلى تراجع سريع للأسعار بدأه بالفعل انتعاش مخزونات الخام الأمريكية، كما سيحبط خطط أوبك لتحقيق هبوط سلس في الأسعار. وجرى تداول الخام الأمريكي أمس الخميس بسعر 35.34 دولاراً بانخفاض 42 سنتاًَ.
وقال آدم سيمنسكي من دويتشه بنك تمكنت أوبك من الاتفاق على خفض الإنتاج رغم وجهات النظر الكثيرة داخل المنظمة. ويبدو ذلك كافيا لدعم أسعار النفط. لكن الطلب في حالة ضعف موسمي والالتزام بحصص الإنتاج ضعيف.وقال دوج ليجات المحلل في سيتي جروب بنك قرار أوبك.. يجب أن يتبع الآن بالتزام قوي بخفض الإنتاج. نحن نشك فيما إذا كانت أوبك ستنفذ ذلك.وكان تحقيق جبهة موحدة هو حجر الزاوية في نجاح أوبك في إدارة السوق منذ أن دفع انهيار الأسعار في عام 1998 أكبر منتجي المنظمة وهم السعودية وفنزويلا وإيران لتسوية خلافاتهم. لكن يبدو أن هذا التماسك مهدد الآن بالانهيار بعد أن خرجت الكويت والإمارات عن الصف وأعربتا عن عدم ارتياحهما لقيود الإنتاج التي دفعت الشهر الماضي سعر الخام الأمريكي إلى تجاوز مستوى 38 دولاراً للبرميل مسجلاً أعلى مستوى إغلاق في 13 عاماً. وقالت الحكومة الامريكية: إنها طلبت من زعماء الدولتين الخليجيتين عدم خفض الإنتاج بدافع قلقها على التداعيات السياسية لارتفاع الأسعار في محطات البنزين في عام الانتخابات.
ويأتي تركيز واشنطن على الكويت والإمارات باعتبارهما حليفين رئيسيين داخل أوبك وكان لوزير النفط السعودي علي النعيمي تأثيراً كبيراً على الغالبية العظمى من وزراء أوبك الراغبين في المضي قدماً في خفض الإنتاج بهدف الحد من سرعة نمو المخزونات عندما ينخفض الطلب على الوقود بعد انتهاء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وحتى الآن لا تبدو الخلافات داخل أوبك عميقة ومازال القرار السعودي بالابقاء على أسواق النفط منتعشة والمخزونات محدودة يحظى بثقة مسؤولي صناديق الاستثمار الكبرى الذين راهنوا بقوة على ارتفاع الأسعار في الأجل الطويل. وأظهرت أوبك مراراً إن الضغوط النزولية على الأسعار سرعان ما تدفع إلى التركيز وتدعيم نظام الالتزام الداخلي. لكن السعودية قد تتحمل من العبء أكثر مما تريد.
وحتى الآن يساهم الطلب الكبير من جانب الصين في استيعاب فوائض الخام دون أي مشكلة فيما عززت ندرة معروض البنزين في الولايات المتحدة الأسعار في سوق النفط الدولية.
لكن المحللين يقولون: إن أوبك لا يمكنها الاعتماد على ذلك إلى الأبد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved