Saturday 3rd April,200411510العددالسبت 13 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في مكة المكرمة ..أصداء الذات وهموم الأمة في مكة المكرمة ..أصداء الذات وهموم الأمة

* مكة المكرمة - أحمد الأحمدي:
نظَّم (منتدى الشباب) في (نادي مكة الثقافي الأدبي) أمسية شعرية، شارك فيها ثلاثة من المربِّين من أعضاء المنتدى، وهم: المشرف التربوي الأستاذ علي عبدالله الزبيدي، والمعلمان الأستاذ عبدالعزيز صالح الزهراني، والأستاذ علي مبارك الزهراني. وأدار الأمسية الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني رئيس (قسم الأدب) في (جامعة أم القرى) والمشرف على منتدى الشباب في (نادي مكة الثقافي الأدبي)، الذي نوَّه بدايةً بدور المنتدى في رعاية مواهب الشباب وصقلها.
الجولات
بعد ذلك بدأت جولات هذه الأمسية؛ حيث قدَّم الشعراء باقة من قصائدهم المختارة، التي تناولت الشأن العام والخاص، وحظيت بإعجاب الحاضرين..وكان من قصائد شاعر الأمسية الأول الأستاذ علي الزبيدي قصيدة أصداء نفسي، ومطلعها:


صدى نفسي وما يطوي الضمير
وما يشدو به القلب الكسير
أتتك وفي ملامحها حياء
وفي إيمائها معنى كبير
إليك تقل وجداناً وحسًّا
وإن لم يكسها الحُسْنُ الجدير
إليك ولا تسل من أي بحرٍ
فبحرُ الشعر أغزره الشعور

كما خاطب مَن يعذلون شاعر القضية بقوله:


أيها العاذلون كفُّوا ملاماً
مَن يطيق الغناء في خلجاته؟
إنما الشعر نفثة من فؤاد
وصدى القلب فاسمعوا خفقاته
إنما الشعر صورة النفس تجلَّى
في البيان الأصيل عند دعاته
فارسٌ يمتطي جواداً أصيلاً
مَن يلومُ الأصيل في كرَّاته؟

وقد تميزت قصائد الشاعر الزبيدي بالرجاء رغم ظلمة الواقع:


لا تقولوا كثرت أعداؤنا
نحن بالله وبالله الغلاب

أما فارس الأمسية الثاني الأستاذ عبدالعزيز الزهراني، فكان للحزن مساحة أكبر في قصائده، وذلك ما تبدى في عبارات ألم لم تخلُ منها قصيدة، فهو يقول: (نرى الأحزان في الأحشاء تترى)، ويقول في قصيدة أخرى: (أصيخي يا همومي واستجيبي)، ويرى (شقاء كلها الدنيا وبؤس).. وهو يفقد الرجاء، ويضيع في هذه الأجواء:


تائه أول درب كان دربه
وسجين وسط أطياف الأحبة

وكان لهذا الشاعر أيضاً مشاركة نقدية في قصة شعرية تعيب ظاهرة الآباء المهملين:


أي نفع من أب مستهتر
ذاك داء لا ندري له عقار

وتنوَّعت قصائد فارس الأمسية الثالث الأستاذ علي مبارك الزهراني بين قضايا الأمة وهموم الذات.. وقد بدأها بمخاطبة مكة المكرمة بقوله:


يا مكة الغراء جئتك عاشقاً
وإليك تركض أحرفي وقصيدي
يا مكة الغراء أنت إقامتي
بل أنت خارطتي وأنت حدودي
يا مكة الغراء عشتِ عزيزةً
عن كل لصٍّ غادر وحقودِ
خسأ البغاة المرجفون فما لهم
دربٌ إليك.. وربِّنا المعبودِ

وختمها بقصيدة خاطب فيها أمته التي خابت فيها الآمال، وغاب عنها الرجال:


يا أمتي قد سامنا الأعداءُ
سوءَ العذاب فهل يفيد نداءُ؟!
يا أمتي ذهب الرصاص بأسرتي
وتطايرت من حوالي الأشلاءُ
يا أمتي وغدٌ يدنِّس أرضنا
أوليس فيكم عزَّة وإباءُ؟!
أوليس فيكم مصعبٌ ومجاهدٌ
أوليس بين نسائكم أسماءُ؟!

وبين القصيدة الأولى والأخيرة قصائد مختلفة، يفخر في إحداها بعمله معلماً فيقول:


أنا فوق هذا يا مناي معلِّم
أعلى من الجوزاء في مرباها
يحنو على النشء الصغير بعطفه
وغداً يراقب نبتة فسقاها
أنا صيحة في وجه كل رذيلة
أنا لطمة في خدِّ مَن يأباها

التعقيبات
هذا وقد جاءت تعقيبات الحضور تحمل المديح والثناء، بدءاً من تعقيب مدير الأمسية الدكتور عبدالله الزهراني، الذي قال: إن الشعراء أجادوا وأفادوا وبلغوا شأواً لم يكن ليدور في خلد أحد..
في حين وجد الدكتور محمود حسن زيني في شعراء الأمسية مبدعين ناضجين، وليسوا من الشعراء الواعدين، وأشار الى أنهم أعضاء في رابطة الأدب الإسلامي، مبدياً استغرابه من عدم اهتمام الإعلام والصحافة بمثل هؤلاء الشعراء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved