سألتني: هل سمعت بآخر خبر؟
أجبت : أي منها؟ فما أكثر الأخبار الأخيرة!
قالت: تأجيل مؤتمر القمة العربية.. وواصلت: فما رأيك وما الأسباب التي وقفت وراء هذا التأجيل؟
قالت: كمواطن عربي يستحيل عليّ أن أعرف سبب التأجيل، لأننا مغيبون في أمور أقل أهمية من هذه، فما بالك وأنت تخاطبين امرأة عربية؟! لكنني أستطيع- بحكم كوني عربية أن أخمن أسباباً لذلك خاصة وأننا معشر الشعوب العربية نقضي حياتنا في ميادين التخمين، ولم يصدف مرة أن وقفنا على حقيقة. ولك أن تختاري لما سأورده من الأسباب ما يناسب طموحاتك ومزاجك، ولا من خسارة!
أولاً: قد يكون الإفلاس السياسي العربي هو السبب في هذا التأجيل، خاصة وأن مقررات القمم السابقة تكاد تكون صورة طبق الأصل عن بعضها، خاصة وأن كل توصية أو قرار تتصدره كلمة (سوف أو السين).
ثانياً: لعل هواء الأطلسي لم يناسب بعض المسؤولين، فآثروا أن ترحل القمة إلى حوض البحر المتوسط، أو الخليج العربي، حيث رياح الغزو والاحتلال، والبعد عن الجو المحموم للانتخابات التي جرت مؤخراً في اسبانيا بالقرب من تلك الأصقاع النائية!
ثالثاً: قد يكون للتصريح الأمريكي الأخير، الذي جاء أثناء الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب، الذي أفاد بأن الرئيس بوش- سوف يجتمع خلال الأسبوعين القادمين مع عدد من رؤساء العرب المجاورين لإسرائيل، إضافة إلى شارون.. والهدف (حلحلة) الصراع العربي الإسرائيلي!.
رابعاً: ربما يكون مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته أمريكا في الذاكرة الشرق أوسطية أكبر من الأوراق العربية المخصصة لجدول أعمال القيادات، ولذلك تم تأجيل القمة لتوفير المزيد من ساحات النقاش، والأخذ والرد، والورق أيضاً.
خامساً: ربما لم يتوقع القادة العرب أن يقوم شارون بفعلته النكراء في اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وهو ما القى بظلال أكبر من القمة العربية- أقصد من القامة العربية- وعليه فإن مثل هذه المفاجأة التي فجرها ذلك السفاح، الذي اعتدى على الإنسانية كلها، وفجر بصواريخه الهمجية كراسي الصمت العربي والعالمي قبل أن يفجر ذلك الجسد النحيل المشلول فوق ذلك الكرسي القديم.. فكيف سيجتمع الزعماء العرب؟ وماذا سيقولون؟
سادساً: قد يكون كل ما سبق ليس صحيحاً لأنها مجرد تخمينات.. لكن الذي لا يستطيع أحد التشكيك فيه، هو أن هذا الفشل في هذه القمة، وبهذه الطريقة، إنما يأتي في باب التجديد.. والإصلاح الداخلي للبيت العربي!! وتاليتها...
فاكس:2051900 |