العلاقات الدولية ليست مادة دراسية وعلوماً وثقافات يُتخصص بها في الجامعات، ويُقرأ عنها في الكتب والمراجع والإصدارات الأخرى فحسب..
ولا هي شهادات عليا يتباهى بها حاملها والحاصل عليها دون أن يكون لها أو له ذلك الأثر الإيجابي في ترسيخ العلاقات بين الدول والشعوب..
وعلاقات الدول تكون أكثر تميزاً ولها صفة الديمومة حين تتسامى قياداتها عن كل ما يخدشها أو يسيء إليها..
وفي المقابل، ووفق هذا التصور المبني على الحالة التي يمر بها العالم، فإن أي توتر بين دولة وأخرى سوف ينعكس ويلقي بظلاله سلباً على مستوى التعاون والتفاهم، ليس بين أي دولتين فقط، وإنما مع دول أخرى كثيرة..
وحين يقوم الأمير عبد الله بن عبد العزيز بزيارة إلى النمسا مع ما تتميز به العلاقات السعودية - النمساوية من أخوة صادقة، فهو بذلك إنما يرسم صورة الملامح، لذلك الوجه الجميل للعلاقات الدولية..
بخبرته..
وصدقه..
وبالامتداد التاريخي الطويل للتآخي السعودي مع العالم..
وبنظرة متجردة وموضوعية..
ومن خلال قراءة لمواقف المملكة في مسرح العلاقات الدولية..
يمكنني أن أقول: إن على أولئك الذين يفتعلون المواقف الخلافية، دون وعي لخطورة التمادي والتلاعب بمصالح الشعوب، أن يراجعوا مواقفهم..
ويمكنني أن أقول أيضاً: عليهم أن يقتدوا بالمملكة وبخطها المعتدل، وأن يتعلموا أن التسامح هو أقرب الطرق للوصول إلى ما يرضي الجميع..
وإذا كان من الطبيعي أن تتناول الزيارة (الأميرية) العلاقات الثنائية بين بلدينا عبر العهود السعودية الثلاثة، بغرض تجسيرها وإضفاء المستجدات عليها، وبما يخدم أغراض الزيارة والهدف النبيل من الدعوة لها والاستجابة لها..
فإن من الطبيعي أيضاً - وفي مقابل ذلك - أن يستثمر مثل هذا اللقاء في لفت نظر العالم وتذكيره والتنبيه عليه إلى خطورة ما يموج به من أحداث جسام تتمثل في إرهاب الدول، وبخاصة إرهاب إسرائيل بغطائه الدولي المكشوف وتلك الحماية الدولية التي يتمتع بها..
إنها فرصة للعالم لأن يستمع إلى صوت المملكة من النمسا وهو البلد الصغير الذي يقع في أجمل بقاع العالم بوسط أوروبا..
وبخاصة أن النمسا قد قاست من آثار الاحتلال البغيض..
وعانت كثيراً من الحروب المدمرة..
ومن تقلبات أنظمة الحكم..
وقد نأت بنفسها عن الأحلاف والتحالفات المضرّة بأمم ودول العالم..
بما يجعلها أقرب ما تكون مكاناً مناسباً إلى العمل العاقل، وبخاصة حين تكون الرسالة من خلال قيادي بحجم سمو ولي عهد المملكة الأمير عبد الله بن عبد العزيز.
إن الصراع الدولي بمجمله..
والإرهاب بأشكاله وألوانه..
وعدم الاستقرار في العالم..
سببه وحين نفتش عن منابعه، فسوف نجد أن إسرائيل من يقود إليه، وأنها لا غيرها من يستثمره لصالحها، فيما أن العالم - ودون استثناء - قد لحق به الضرر ونال نصيبه من العدوان والإرهاب.
|