* الطائف - هاتفياً (القاهرة) فهد سالم الثبيتي:
أكد معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن الجامعة مازالت تواصل القيام بمشاورات مكثفة مع جميع القادة ووزراء الخارجية العرب للتعجيل في عملية عقد القمة العربية في إطار التوافق على جدول الأعمال والتوقيت والمضمون والمكان الذي سيعقد فيه القمة من أجل التسني وبشكل سريع للتعامل مع المشكلة المواجهة حاليا من خلال ما حدث حول إرجاء القمة وتعطيلها.
وقال عمرو موسى من خلال حديثه الخاص ل(الجزيرة): قرار الإرجاء تونسي وتتحمل مسؤوليته بالطبع تونس فبعد الاجتماعات المكثفة التي أجريت في الأيام السابقة مع وزراء الاقتصاد والخارجية وبعد تقييم الأمور رأت تونس من وجهة نظرها أنه من الأفضل إرجاؤها بحيث خروجها بالصورة التي تراها.
وفي سؤال عن وجود أسباب للتأجيل غير ما أعلن.. مثلا قضية الإجماع في اتخاذ القرارات ومسألة تساوي الأعضاء في التأثير على صغر حجم بعض الدول قال:
لا أعتقد إلغاء القمة من أجل أسلوب اتخاذ القرار فجميع الاقتراحات الخاصة بالتطوير تضمن تعديل آليات اتخاذ القرار مؤكدا الاختلاف بين قدرات الدول واهتماماتها وأنه أمر طبيعي ويسري على جميع التجمعات الاقليمية بحيث انه لا توجد مساواة كاملة في العالم.
مشيرا إلى أن ذلك لا يعد سببا من الأسباب وقال: ليس من المصلحة أن نخوض في هذه الأسباب ونزيد في الاتهامات حول من المسؤول فالمهم هو كيف نتجاوز هذه المشكلة كون التحديات التي تواجه الدول العربية كثيرة فلابد من التركيز على الخطوات التي يمكن أن تدفع بالمصالح العربية للأفضل في الفترة القادمة بالإضافة إلى الاهتمام بموضوع إصلاح الجامعة ومستقبلها الأمر الذي يحتم التشاور حول المضمون وما يمكن أن تخرج به القمة خلال الأيام القادمة ويتسنى الإعداد الجيد لها.
وأكد بأن الأمانة العامة للجامعة العربية تلقت رسميا ما يفيد بتمسك تونس بعقد القمة على أراضيها والتزامها بذلك.
وفي سؤال عما إذا أصرت تونس على عقد القمة المؤجلة على أرضها مقابل العرض المصري.. وهل هذا يعني بروز انقسام جديد في الجامعة قال معالي الأمين العام للجامعة العربية:
نأمل ألا يحدث انقسامات جديدة فنحن في غنى عنها كون حجم التحديات ضخم للغاية فهناك مستقبل المنطقة العربية ودولة فلسطين والعراق والصومال تواجه تحديات ضخمة جدا ولا يمكن أن نتصور مطلقا بأن يكون التركيز على مكان انعقاد القمة بل الأفضل والواجب بحث كيفية اتخاف المواقف والقرارات التي تساهم في دفع المصالح العربية.
وحول الاتهامات المتزايدة بأن أمريكا هي وراء نسف القمة العربية قال السيد عمرو موسى: لو أن أمريكا تريد نسف هذه القمة معناه أن أمريكا يمكن أن تمثل تهديدا لها ولا أتصور مطلقا بأن نتائج القمة تمثل تهديداً لأي طرف بل إن التضامن العربي قد يؤدي إلى موقف أفضل تجاه إسرائيل مشيرا إلى أن الكاسب الأول من عدم تمكن الدول العربية من تحقيق مصالحها هي إسرائيل وينبغي ألا نعطي إسرائيل هذه الفرصة والدليل ما ذكرته وكالات الأنباء العالمية بأن إسرائيل رأت جانباً إيجابياً من وراء ما حدث بالقمة ويجب ألا نسمح بهذا على الإطلاق وذكر بأن العرض الليبي يتبنى مواقفها الأخيرة من علاقاتها مع أمريكا والغرب وتخليها عن أسلحة الدمار الشامل من الموضوعات التي يمكن أن تكون محل بحث بالقمة أو قد ينعكس موقف بشأنها من خلال البيان الختامي للقمة.
وعما ذكر وتردد حول استقالته من منصب الأمين العام قال: هذا وقت دقيق جدا تمر فيه الدول العربية والمنطقة بخطر قادم هو غاية في الصعوبة وعندما تمر المنطقة بهذه الفترة من الصعوبات والأزمات المطلوب من كل سياسي عربي أن يخدم المصلحة القومية والعربية على كل ما عدا من مسائل بما في ذلك المسائل الشخصية.
وحول الإحباط الذي يسيطر على الشارع العربي من جراء هذه الخلافات والنزاعات التي تحدث عادة أثناء القمة قال الأمين العام للجامعة العربية: سيظل الشعور بالإحباط إلى أن تتمكن الدول العربية من الحصول على مواطن القوة وطالما نحن ضعفاء لن نتمكن من اتخاذ المواقف والقرارات التي تحقق مصالحنا وهذه هي المشكلة الحقيقية فنحن ضعفاء والواقع العربي سيئ ومن هذا المنطلق لا يمكن ويصعب جدا أن يؤدي هذا الضعف إلى اتخاذ خطوات وقرارات تحقق المصلحة العربية فحن نحتاج إلى إصلاح وتطوير وتحديث حتى نتمكن من الحصول على مواطن القوة التي تعكس قدرتنا الحقيقية التي هي أعلى من مستوى الضعف الذي نعاني منه ثم إذا تمكنا من التضامن وكذلك تمكنا من التغلب على الضعف يمكن أن تحقق المصالح العربية ولا يمكن تحقيقها على المستوى القصير بل على المستوى المتوسط والطويل.
وعن التصور فيما يريده وتريده الشعوب العربية من هذه القمة ومدى امكانية تحققها قال: أنا مواطن عربي وتطلعاتي وطموحاتي لا تختلف عن تطلعات وطموحات أي مواطن عربي.. في تقديري للأمور هل ستصل النتائج إلى ما يطمح إليه العالم العربي بالطبع لا فالمواقف والقرارات تعكس واقعاً عربياً ضعيفاً وبالتالي لن يتحقق الملطوب وإذا كان الواقع العربي أفضل ستكون النتائج والخطوات والقرارات أفضل. وأعرب معالي الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في ختام حديثه ل(الجزيرة) عن أمله في التوصل لاتفاق سريع من أجل عقد القمة في وقت قريب مؤكدا عزمه على التوجه إلى دولة تونس يوم الجمعة وبعض الدول العربية الأخرى من خلال جولة تهدف إلى كسب العديد من الرؤى والتأكيدات على عقد القمة دون تأخيرها في سبيل المسارعة في دفع المصالح العربية كافة.
|