* القاهرة -مكتب الجزيرة - صابر حمد:
بمشاركة خمسة مفكرين وأساتذة الجامعات السعودية عقدت كلية دار العلوم بجامعة القاهر مؤتمرها السنوي الثاني حول اللغة العربية في التعليم، وشارك في المؤتمر إلى جانب المملكة العربية السعودية خمسون عالما من 6 دول عربية هي: مصر والأردن والمغرب وسوريا والسودان والكويت، ناقش المؤتمر العديد من القضايا الهامة، منها سياسة التعليم في الوطن العربي ولماذا أصبحت غير منتجة، وكذلك مشاكل تعلم اللغة العربية مثل الكتاب المدرسي بشكله ومادته، وأهداف تعليم اللغة العربية ومقرراتها، والإعداد العملي والمهني لمعلم اللغة العربية، والتدريبات والامتحانات.
قدم الدكتور عبد الكريم بن صالح الزهراني بجامعة الملك فهد كلية العلوم ورقة بحثيه حول أهداف تدريس قواعد اللغة العربية في المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية بين التنظير والتطبيق، أشار فيها الى أن هناك تحولا ملحوظا وتغييرا بارزا في مناهج المواد العربية في السعودية بناء على التوجه العام في الأهداف، فقد أدركت وزارة التربية والتعليم الهدف الحقيقي من تدريس قواعد اللغة العربية، حيث بدأ البعد عن التقليد المجرد وشحذ أذهان الطلاب بحفظ الأحكام فقط، وجاءت المواد الجديدة تركز على التدريب والتطبيق وإشراك الطالب في تدريبات.
وقد أثبت التغيير المتلاحق في المملكة العربية السعودية لمواد قواعد اللغة في المرحلة الابتدائية أن هناك حاجة ملحة للتغيير سعيا إلى تحقيق الأهداف المرسومة لها.
أشار الباحث إلى الدور الكبير الملقى على عاتق المعلم الذي يعتبر الركن المهم في العملية التعليمية، فلا يمكن أن تترجم هذه الأهداف إلا بمعلم يستطيع تفسيرها وتقديمها لتلاميذه في وحدات وجزئيات بيني بها في كيان الأهداف العامة طويلة الأمد، ويستخدم الطرق الجيدة بجميع الوسائل التعليمية في أداء وتوصيل هذه اللغة إلى تلاميذه.
ويؤيد الباحث أن اللغة بحاجة إلى الوحدة المتكاملة في تدريسها، فالمهارات اللغوية تشكل شبكة متداخلة لا يمكن فصل بعضها عن بعض، وبالتالي لا يمكن تقديمها بتحليلاتها لطالب المرحلة الابتدائية في وقت واحد، فالتدرج مطلوب في اكتساب اللغة التي تعتبر أداة التعليم، كما أن المرحلة الابتدائية مرحلة اكتساب للغة وممارسة لها، لا مرحلة تقعيد وتنظير، فتدريب الطالب عليها وممارستها من خلال المواد الدراسية بكاملها يعين على تحقيق الأهداف، خاصة في هذه المرحلة، فهي مرحلة اكتساب وتشكيل للغة التلميذ.
وعن مناهج النحو العربي الالية الانية والرؤى المستقبلية (دراسة تقويمية لواقع تعليم النحو العربي في كليات المعلمين في المملكة العربية السعودية ) قدم سعيد بن محمد بن عبد الله آل يزيد ورقته البحثية التي قال عنها أنها صدرت عن ثلاثة اعتبارات رئيسية، أولها: إجماع التربويين والمربيين على أهمية تعلم النحو العربي للمعلمين كافة ومعلمي اللغة العربية خاصة، وثانيها: استقراء الواقع من خلال العمل بكلية المعلمين ( لائحة وطلابا ) والتعامل القريب مع القائمين على التعليم في وزارة التربية والتعليم، مما شعر بوجود فجوة في المدخلات، ثالثها: حاجة أي منهج أو نظام إلى التقويم المستمر للتأكد من تحقق الأهداف واستبانة مواطئ الأقدام واستشراف المستقبل.
وتوصلت الورقة إلى مجموعة توصيات منها :
-أن تقوم الوزارة بمراجعة الخطة الدراسية لسنوات الدراسة، بحيث لا تقل عن خمس سنوات.
-إجراء دراسة تقويمية مستمرة لمستوى الطلاب.
-اتاحة مجال لأساتذة النحو في تقويم الطلاب شفويا وتحريريا، مع مراعاة مستويات المعلمين في الكتاب المقرر.
-زيادة عدد الساعات لمقرري النحو والصرف، وتوزيع ذلك توزيعا يحقق التدرج والتكامل، ويسمح بالتدريب العملي.
وأخيرا الربط بين مقررات النحو في الكلية ومقررات النحو في التعليم الأساسي.
وحول واقع الكتاب المدرسي للغة العربية في المرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ( قواعد اللغة العربية نموذجا) تناول د. عبد الرحمن بن حسن العارف (جامعة أم القرى - معهد اللغة العربية - السعودية) في ورقته أهداف تعليم اللغة العربية في كافة مراحل التعليم العام، وذكر أهم المرتكزات الأساسية التي أقيم عليها منهج تعليم العربية في هذه المرحلة الحيوية من مراحل التعليم.
كما قام بتفصيل القول في مادة كتاب قواعد اللغة العربية من حيث أهدافها وغايتها، والوسائل المتبعة لتنفيذ ذلك، مع تناول محتويات هذه المادة في ضوء سنوات الدراسة والفصول الدراسية المخصصة لهذا المقرر.
وخلص إلى تحديد ملامح الكتاب المدرسي وواقعه، وبيان الملحوظات المنهجية والعلمية التي خرج بها الباحث من خلال استعراض مواد هذا الكتاب، وقدم تصورات عدة لتطوير الكتاب المدرسي مادة علمية وإخراجا فنيا.
وعن اللغة العربية في التعليم العام ( أهدافها وسبل تفعيلها ) قال د. عبد الله بن عمر الحاج إبراهيم - جامعة الملك فهد:
ان العملية التعليمية قائمة على أسس ثلاثة لا تفضل أحدها عن الآخر في تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم بشكل عام، وفي مراحله الأساسية بشكل خاص، تلك الجوانب هي: المعلم، والطالب، والمنهج الدراسي.
فان أي خلل في أحد هذه الأركان الثلاثة سيؤدي حتما إلى فشل العملية التعليمية، وسيبقى الضعف اللغوي ملازما للطلبة طوال فترات دراستهم.
وقد اختتم المؤتمر بعدة توصيات منها: بناء أهداف تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام على نحو محدد قابل للتطبيق مع مراعاة النظر المستقبلي في إعداد هذه الأهداف، وجعل العربية لغة التعليم الجامعي والعام في جميع التخصصات في البلاد العربية حفاظا على الهوية العربية والإسلامية وتفعيلا لإبداع العقلية العربية، وبناء مناهج اللغة العربية في التعليم العام على أسس علمية مرتكزة على المنهج التواصلي في تعليم اللغة، والاهتمام بتدريس المهارات اللغوية الأربعة وهى: المحادثة، والاستماع، والقراءة، والكتابة، وان يجعلوها على عناية واهتمام عند بناء مناهج اللغة العربية وتصميم كتبها، بالإضافة إلى ضرورة تعليم اللغة العربية من خلال نصوص شائعة جذابة وفي مقدمتها القرآن الكريم والسنة النبوية والشعر والنثر العربيين، كذلك الدعوة الملحة إلى تكامل الجهود العلمية في البلاد العربية في سبيل إنشاء مركز لعلم اللغة التطبيقي حيث يقوم هذا المركز بمهام البحوث التطبيقية، كما يعمل على الإفادة من بعض المعطيات التي تتوافق مع لغتنا الشريفة، وطالب المؤتمر بدعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لأن تتبنى إصدار مجلة علمية لنشر الأبحاث التي تتناول تطويع بعض النظريات والعلوم اللغوية التي تجد في ميدان تعليم اللغات وتخصيص بعض المدارس، خاصة في المراحل التعليمية المختلفة، لتجريب طرق التدريس الجديدة، والمطالبة ببناء مناهج اللغة العربية على أساس الحصيلة اللغوية، أو التشجيع على إجراء بحوث مشتركة بين أقسام اللغة العربية وكليات التربية، وأخيرا الاهتمام بتعليم اللغة العربية ومهاراتها في مرحلة التعليم الأساسي.
|