Tuesday 30th March,200411506العددالثلاثاء 9 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إضاءة إضاءة
الياسين شهيداً!!
شاكر سليمان شكوري

تستطيع آلة العدوان الجهنمية أن تحصد الأجساد، وأن تنزع الأرواح من عالم الفناء إلى عالم البقاء، لكنها لا قبل لها بقتل الفكر المتوهج الفاعل الصادق، الصامد على المبادئ السامية، وهذا ما سوف يدركه الإسرائيليون - وغيرهم -، غداً بعد أن نجحت محاولتهم (الثالثة) بقيادة كبير الإرهابيين شارون - شخصياً - في اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين في حادث مأساوي مروع استنكره العالم بشدة، وقد تبدو علامات التعجب حول رد فعل الشارع العربي والعالم - الذي لم يتحرك - بذات القدر الذي يتحرك به الآن - عقب المحاولة الأولى لاغتيال الشيخ، ولا في المحاولة الثانية التي طال الشيخ منها بعض الإصابات، على مبدأ أن الناس لا تتحرك إلا إذا قضي الأمر، مع أنه إذا قضي الأمر فلا فائدة من البكاء على رأس الميت! لاسيما بعد أن خرجت أمريكا على - إجماع - العالم مرتين في خلال أيام قلائل، الأولى عندما أعلنت شبه مباركتها لحادث اغتيال الشيخ، والثانية عند استعمالها الفيتو ضد إدانة حليفتها.
لكن المهم أن الإسرائيليين الذين صوت أكثر من ستين بالمائة منهم قبل أيام مع قرار شارون الغاشم باغتيال الشيخ ثم الإعلان عن (أوراق اللعب) كتلك الأمريكية في العراق، تضم المطلوبين الفلسطينيين وعلى رأسهم الحاكم الشرعي! عليهم أن يدركوا أنهم إنما نجحوا - فقط - في منح الشيخ القعيد أمنية طال انتظاره لها والعمل من أجلها ألا وهي الشهادة، صامداً أمام احتلالهم وجرائمهم، وأنهم - على عكس ما خططوا - قد أذكوا روح المقاومة الباسلة في جموع الشعب الفلسطيني، الذين رهنوا حياتهم ثمناً لما دعا إليه الشيخ وهو لم يزل فيهم حياً بغرسه ودرسه!
وإذا كانت مزامير الشعر هي آلة الفرح والترح، فإننا لا بد من أن نقف في محطة الشاعر الحزين الدكتور عبد الرحمن العشماوي، وهو ينعي على العالم (المتحضر) صمته المريب على تلك الجرائم الإسرائيلية التي طالت بعض الرموز ولا تزال تتهدد البعض الآخر.


إني لتسألني العدالة بعدما
لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللظى
أم أنَّها لا تملك الأجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ
في غفلة لا تبصر الطغيانا

ثم ينثني شاعرنا ناعياً على أمته الإسلامية:


يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا
فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على
مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتات لأمتي
أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرُ أن أرى
في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا

ويختتم مزيداً ما أسلفته من أن الشهيد لا يزال - في بطن الأرض - حياً، يواصل مهامه النبيلة عبر حوارييه ومريديه الذين يسترخصون كل بذل في سبيل الله.. والوطن:


دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي
تسقي الجذور وتنعش الأغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباء بدفقه
ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماء جهادنا
يا مُقْعَدا جعل العدوَّ جبانا

ملحوظة في الصميم
* وسط دياجير الظلام، لا يزال الأمل معقوداً على القمة العربية التي أرجئت في صدمة شعورية عربية، فليقدر الجميع دقة الظرف، ومدى الهوان العربي إذا لم تنعقد القمة عاجلاً، وإذا لم تخرج بالحد الأدنى - على الأقل - مما هو معوَّل عليها!!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved