Sunday 21st March,200411497العددالأحد 30 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
هل أخطأ سامي فعلاً ؟
عبد العزيز الهدلق

تسبب التصريح الشهير الذي أطلقه الكابتن سامي الجابر بعد خروج فريقه من مسابقة كأس ولي العهد في حدوث اهتزازات عنيفة على الساحة الزرقاء فلم يستطع المدرب آدديموس ومساعده من الثبات فسقطا سريعاً لوقوفهما على أرض هشة.
ويبقى السؤال الذي يتجادل حوله الكثير يبحث عن إجابة.. هل أخطأ سامي بتصريحه ذلك ضد المدرب أم أصاب؟
فمن حيث المبدأ لا شك أن سامي قد ارتكب خطأ كبيراً، انطلاقاً من قاعدة العلاقات التي تربك اللاعب بمدربه والتي تؤكَِّد على أن اللاعب دوره في الملعب فقط ولا يجب عليه تخطي هذا الدور إلى الحديث عن أمور تقييمية لمدربه لأن هذه من مهام إدارة النادي.
وسامي الجابر ليس استثناء من اللاعبين ليحق له ما لا يحق لغيره. ولكن الاستثناء الذي تسقط من أجله كل القواعد وتتلاشى الخطوط الحمراء أمامه كان الحالة التي يعيشها الفريق الهلالي مع مدربه (الراحل) آدديموس والتي كانت أقرب إلى البؤس والضياع، حيث كان كل من يشاهد الهلال أثناءها يجزم بأن ذلك الهولندي قد قطع عهداً على نفسه ألا ينال الزعيم أي بطولة هذا الموسم. والأغرب من وضع الفريق مع مدربه كان موقف الإدارة الداعم والمؤيِّد للمدرب وهو موقف كان يخالف كل آراء المحللين الكرويين من المتخصصين كالمدربين عبد المجيد الشتالي وعبد العزيز الخالد وغيرهما فضلاً عن آراء مجموعة كبيرة من أعضاء الشرف والنقاد من الإعلاميين وكذلك الجماهير (وأيَّدهم فيما بعد اللاعبون بعد انقشاع غمة آدديموس) والذين كانوا يقولون بصوت واحد بأن تواضع مستوى الفريق الهلالي يعود لعدم قدرة مدربه على توظيف لاعبيه بالشكل الأمثل وأخطائه المتكررة في التشكيل والتغيير ورسم طريقة اللعب. ومما زاد في التأكيد على إفلاس هذا المدرب أنه أمضى أكثر من عام مع الفريق ولم يثبت على تشكيلة واحدة حتى آخر مباراة.
والحال هكذا فكان لا بد من تحرك ما لإصلاح وضع الفريق وتصحيح مساره، فأخذ سامي الجابر هذه المهمة على عاتقه استشعاراً منه بمسؤوليته ككابتن للفريق وأكبر لاعب فيه وقربه تماماً من أوضاعه وما يدور في أروقته وبما له أيضاً من خبرة ودراية فنية، علاوة على ما يتمتع به من وعي وثقافة وحضور ذهني متقد. فقال سامي ما قاله، فأحدث ذلك الزلزال التصحيحي الذي أزال المدرب (المقلب) واستأصل شأفته من الفريق فأشرقت شمس الأمل من جديد على البيت الهلالي مبشِّرةً بنشر دفء الإنجازات والبطولات.وكثير ممن انتقد سامي على فعلته حمدوا له صنيعه فيما بعد. أما من واصل انتقاده وحمل عليه بعنف وهاجمه بشراسة فلا يعدو واحداً من اثنين إما حاقد على اللاعب ووجد في خروجه عن المألوف فرصة للنيل منه، أو حاقد على ناديه ومؤملاً أن يستمر الزعيم في سدرته وضياعه فأغاظه موقف سامي الريادي في تصحيح أوضاع فريقه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved