* فلسطين المحتلة - الجزيرة - خاص :
تظاهر في تل أبيب عشرات من نشطاء حركة رافضي الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي احتجاجا على عمليات الجيش في قطاع غزة.
وكان (يونتان شابيرا) أحد الطيارين الإسرائيليين الذين وقعوا قبل عدة اشهر على عريضة لرفض أداء الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة، وصف عملية قصف الطائرات الحربية الاسرائيلية لمواقع في قطاع غزة مؤخرا -التي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى- بعملية انتقام من اجل الانتقام.
وأكد الطيار الإسرائيلي في حديث خاص لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، رصدته الجزيرة: أن جيش الاحتلال ينفذ عمليات انتقام تصب في خدمة الأهداف السياسية الضيقة للحكومة الاسرائيلية برئاسة أريئل شارون.
مشيرا إلى أن هدف غارات الطيران الحربي الاحتلالي على قطاع غزة هو الانتقام من أهالي القطاع على قيام مسلحين فلسطينيين من القطاع بتنفيذ عملية ميناء اسدود الأحد الماضي.
وأضاف الطيار الرافض لقصف المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة: أن الجيش الإسرائيلي ليس مافيا أو منظمة إرهابية ولذلك يحظر عليه الانهماك في أعمال انتقامية لخدمة مصالح ضيقة لدى حكومة اسرائيل، خاصة أن الهجمات الصاروخية الاسرائيلية على غزة لن تضع حدا لنشاط المقاتلين الفلسطينيين، بل ستصعده، مضيفا: إن قصف أهداف في قلب تجمعات سكنية مدنية في غزة هو تنفيذ لأمر عسكري غير قانوني بالتأكيد. وكان على الطيارين الذين أطلقوا الصواريخ رفض تنفيذ هذا الأمر.
ويؤكد هذا الطيار في حديثه أنه لن تنتهي دائرة الانتقام وسفك الدماء إذا لم نرفض تنفيذ مثل هذه الأوامر. ومضى يقول: إن غارات كهذه لن تساهم بتاتا في إحباط تنفيذ عمليات فدائية تفجيرية في المستقبل، وما هي سوى رغبة لارضاء شعب يشعر بخيبة الأمل في أعقاب وقوع عمليات تفجيرية كثيرة.
وأشار الطيار الرافض لقتل الأبرياء الفلسطينيين إلى أن الغارات الاسرائيلية على الفلسطينيين تزرع الخوف والجنون في قلوبهم، وسيتم التعبير عن هذا الخوف بتنفيذ عمليات أخرى ضد أهداف إسرائيلية.
وبدلا من تنفيذ غارات كهذه علينا الانسحاب من المناطق وحماية المواطنين الإسرائيليين من خارجها. إننا نملك القوة لتنفيذ هذه الخطوة.
وتابع الطيار يقول: لقد استمعنا في الماضي نحن الطيارين لاقوال قائد سلاح الطيران الإسرائيلي بان أهداف الغارات الاسرائيلية هي مواقع يتم فيها إعداد عبوات ناسفة، وتبين لنا لاحقا أن كلامه غير دقيق. ماذا لدى قادة الجيش الإسرائيلي ليقولون للطفلة التي أصيبت في غارة جوية إسرائيلية؟!، إنها ستكبر وتنضم في المستقبل إلى حركة حماس.
مضيفا: لا يمكن رفع راية الديمقراطية من جهة والتصرف مثل منظمة إرهابية من جهة أخرى. تصر اسرائيل على إرسال شبان إلى السجن لا ذنب لهم إلا إطاعة ضميرهم..!!
وفي ذات السياق غادر وفد يمثل رافضي الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا اسرائيل متوجها إلى أوروبا، بهدف عرض قضية رافضي الخدمة أمام البرلمان الأوروبي في شتراسبورغ الفرنسية. وقالت مصادر في حركة الرفض الإسرائيلية: إن الوفد -الذي يضم رافضي الخدمة في المناطق المحتلة، والذين تم تسريحهم من الجيش وسجن بعضهم لاسباب ضميرية- سيعمل في إطار حملة دولية تستهدف شرح قضية رفض الخدمة العسكرية وأسبابها وتجنيد التأييد الدولي لها.
وقال أعضاء الوفد في بيان أصدروه عشية مغادرتهم إسرائيل: إن إسرائيل التي تزعم أنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، تدوس أبسط الحقوق الديموقراطية لمواطنيها.
إلى ذلك رفض مؤخرا وزير الأمن الإسرائيلي (تساحي هنغبي) السماح لعضو البرلمان الأوروبي (يان ديهان) بزيارة الشبان الخمسة الذين رفضوا الخدمة في جيش الاحتلال، ونقلوا مؤخرا لقضاء فترة عقوبتهم في سجن مدني (في سجن معسياهو) بناء على طلب الجيش الذي تخوف من قيام الشبان بتحريض الجنود المعتقلين في السجن العسكري على رفض الخدمة.
وأبدى (ديهان) الذي هو نائب رئيس اللجنة الأوروبية التي أقامها البرلمان الأوروبي لتوثيق العلاقات مع إسرائيل اهتمامه بقضية أسرى الضمير الإسرائيليين بعد قيام وفد رافضي الخدمة بزيارة البرلمان الأوروبي وطرح القضية عليه. وبعد اجتماعه بعائلات المعتقلين قرر طلب زيارتهم في السجن.
فقدم طلبا بهذا الخصوص إلى مفوض خدمات السجون الاسرائيلية، الذي حوله إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (هنغبي) الذي أعلن بدوره رفضه السماح بالزيارة.
وفي تعقيب له على قرار رفض الزيارة، أعرب عضو البرلمان الأوروبي عن اعتقاده بأن تكرار محاكمة أصحاب الضمير بسبب المخالفة ذاتها يمس المبادئ الأساسية لسلطة القانون.
في حين قال عضو في حركة ميرتس الاسرائيلية اليسارية، معقبا على قرار رفض الزيارة: من الواضح أن اسرائيل تستصعب التفسير للعالم، لماذا تصر على إرسال شبان إلى السجن لا ذنب لهم إلا إطاعة ضميرهم.
|