|
| ||||
ينبع الشعر الشعبي من اعماق المجتمع ويتفاعل الناس معه عقلاً وقلباً وفكراً وتاريخاً وعاطفة ووجداناً ومشاعر فياضة.. تفاعلاً يدفعنا نحو الاهتمام به والاقتراب منه لكشف حجب اسرار ابداعه.
يصور الشاعر في رسم ماهيته الشعورية مجموعة الانفعالات المتباينة ليرسم أبعادا التقت بمختلف احتمالاتها واتجه الى المقابلة، ثم نزع في سائر ابياته من الضد الى الضد، وقرر ذلك منذ البداية ( من كل ضد وضد تلقين فيني). ان وظيفة الشعر الاولى هي التعبير بالانفعال وشاعرنا ذو وجدانيات فياضة وشعره نابع من اعماق النفس وانعكاسات العالم الخارجي بداخله والرؤى والتصورات تقفز الى مركز الوعي عند الشاعر. وعرض لوعي احداث الايام والليالي الى ظلالها واطيافها الوجدانية متجاوزاً ما يرى الى ما يتراءى كما في ابيات قصيدة له:
تأتي كلمات الابيات وصورها في لغة مألوفة مستأنسة، غير منفصلة عن جذورها الشعبية ومستمدة من بيئة الشاعر الصحراوية العربية ليسري عبرها مع جمال الطبيعة. ونجد هذا ايضاً في قصيدة ( سريت):
ان البيئة تلهم الشاعر مفرداته وموضوعه حيث المؤثرات التي تتسرب من البيئة الى نفس الشاعر، عبر مما رآه الى ما شعر به. والفن محاولة شعورية لاحياء العالم الذي لا حياة فيه ويفيض الشاعر بواقعه الوجداني على الطبيعة. محملاً النسمة السلام، جاعلاً النجم معانقاً رموز الغرام،ونجد هذا في قصيدته ( كلما نسنس):
بعد هذه الوقفة مع قصائد في غاية الروعة احببت ان انبه الى انه من المفترض ان يحظى الشعر الشعبي باهتمام الدراسات النقدية، فالشعر الشعبي في منطقة الخليج العربي وفي السعودية على وجه الخصوص مازال بحاجة الى مزيد من الدراسة فكما هو ملاحظ تفتقر المكتبة العربية الى الدراسات والكتب التي تتناول هذا النوع من الادب في المنطقة بالدراسة والبحث. فؤاد احمد البراهيم
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |