|
يوجد في الكثير من البلدان العربية حضارة قديمة وآثار عجيبة ومن البلدان العربية التي فيها آثار قديمة الجمهورية العربية السورية ومن مناطقها الأثرية مدينة تدمر والتي تعد من أعرق المدن العربية في الحضارة، ولها تاريخ قديم يصل إلى آلاف السنين، وتقع تدمر على بعد ما يقارب 100كم من مدينة حمص و150كم إلى الشمال الشرقي من دمشق، وتعتبر تدمر موقعاً تجارياً مهماً في الزمن الماضي بين دمشق والعراق.
والبيت الذي يستشهد به من قال أن الذين بنوا آثار تدمر هم الجن العاملون بأمر سليمان -عليه السلام- هو:
بيد أن أهل تدمر ينفون ذلك المزعوم ويقولون ان بناء تدمر قبل عهد سليمان بن داود بكثير، ويؤيد هذا القول ما ذكره ياقوت الحموي أن الناس إذا رأوا بناء عجيبا جهلوا بانيه أضافوه إلى سليمان وإلى الجن. ومن الأعلام التي لابد أن تذكر إذا ذكرت تدمر المملكة زنّوبيا الأسطورة التي لعبت دورا على مسارح الحكم والسياسة. كانت زنّوبيا أعظم ملكة في التاريخ القديم والتي أصبحت تدمر في عصرها قوة عظيمة أرهبت الدول المجاورة لها. وتوجد في تدمر مناظر أثرية قديمة يتعجب منها الناظر والمطالع لها ومن جملة المناظر والآثار الموجودة في تدمر مبان مرتفعة طويلة الأعمدة وتشمل هذه المباني مسارح كبيرة ، يقول خبير الآثار في تدمر الأستاذ سمير بن حمد الأحمد أنها كانت تستخدم في الحفلات والأعياد وتستخدم كذلك في إعدام المحكوم عليهم بالإعدام، وتشمل هذه الآثار القديمة قبورا لأهل تدمر وساكنيها في ذلك الزمن ويسميها أهل الآثار في تدمر مدافن وهي ثلاثة أنواع .. النوع الأول: قبور عميقة تحت الأرض والنوع الثاني قبور تحت الأرض ولكنها قريبة من سطح الأرض، والنوع الثالث قبور بُرجية وهي القبور التي توضع داخل أبراج. وتشمل الآثار كذلك معبد الإله المسمى (بل)، شيد هذا المعبد في القرن الأول الميلادي وهو بطول 250م وعرض 210م يتوسطه هيكل ومذبح وزخرفته ذات طراز شرقي روماني، وكان الساكنون لتدمر في ذلك الزمان يعتقدون أنه إله ينفع ويضر، ويعبدونه من دون الله وقد زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. وتشمل الآثار الموجودة حالياً في تدمر ما يسمى (قوس النصر) ومعبد (نابو) ومعسكر (ديوكلسيان) والكنيسة البيزنطية وتشمل هذه الآثار على صورة جاريتين جميلتين من حجارة وقد جاء ذكر الصورتين على لسان أوس بن ثعلبة شعراً إذ يقول:
ولما علم أبو دلف بما قال أوس بن ثعلبة التميمي أطرق قليلاً ثم أنشد:
وقال محمد بن الحاجب:
وقال أبو الحسن العجلي فيهما:
وجاء ذكر تدمر في الشعر القديم والحديث ومن الشعر القديم ما قاله أبو الطيب المتنبي في القصيدة التي يمدح سيف الدولة والتي يقول في مطلعها:
حتى قال:
وكذلك ذكر المتنبي تدمر في قصيدة أخرى يقول في مطلعها:
إلى أن قال:
وذكر الشاعر الأمير أبو فراس تدمر في شعره ومن ذلك ما قال:
وورد اسم تدمر كذلك في شعر الشريف المرتضى في القصيدة التي يرثي فيها زوجته ويقول فيها:
كما جاء ذكر تدمر في الشعر الحديث ومن الذين قالوا شعرا في تدمر الشاعر عبد اللطيف دالاتي في قصيدته (وحيٌ من تدمر) ويقول فيها:
ومن الشعراء الذين ذكروا تدمر في قصائدهم شاعر تدمر الكبير (ياسين فرجاني) وذلك في أكثر من قصيدة ومن القصائد قصيدته (حبيبتي تدمر) ويقول فيها:
ويقول ياسين فرجاني في قصيدة أخرى عنوانها (تدمر):
ومن الشعراء الذين ذكروا تدمر في قصائدهم الشاعر سليمان العيسى في قصيدته (رسالة) ويقول فيها:
وتغنى كثير من الشعراء بقصائدهم في تدمر والمجال لا يتسع لذكر تلك القصائد. وسكن تدمر أمم متعاقبة وقبائل متفرقة، وقد فتحها الصحابي خالد بن الوليد-رضي الله عنه- صُلحاً عام 634م ويوافق 13هـ في خلافة أبي بكر الصديق- رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكثر السواح الاجانب الزائرون لتدمر والذين تختلف جنسياتهم، ويذكر الأستاذ سمير الأحمد أن السوّاح الفرنسيين هم الأغلبية ويعلل ذلك بقوله إن الفرنسيين سبق لهم احتلال سوريا ولديهم اطلاع على الحضارة في المناطق الاثرية في سوريا، ويذكر أن الجنسيات الأخرى تأتي تباعاً. وتكثر أشجارُ الزيتون في تدمر مما جعل شاعر تدمر ياسين فرجاني يتغنى بها في بعض قصائده ومن القصائد (واحة الزيتون) ويقول فيها:
كما تكثر أشجار النخيل المثمر في تدمر الأمر الذي ربما يخفى على الكثير من الناس. المراجع دراسات في تاريخ العرب القديم تأليف د. محمد بيومي مهران. 2 - دليلك في سوريا تأليف د. علي حسن موسى. 3 - ديوان المتنبي. 4 - كتاب المنجد. 5 - معجم البلدان لياقوت الحموي. 6 - شرح المعلقات العشر للتبريزي. 7 - أغنيات إلى تدمر تأليف برهان شليل. 8 - ديوان واحة الزيتون شعر ياسين فرجاني. * أبو دلف هو: القاسم بن عيسى بن ادريس بن معقل من بني عجل بن لجيم أمير الكرخ وأحد الأمراء الشجعان الأجواد، قائدٌ أديب توفي عام 226هـ. إعداد - سعد بن محمد الموينع
مدرسة السفارات الابتدائية - الرياض
فاكس 4364337
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |