* المدينة المنورة - الجزيرة:
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة - بمشيئة الله تعالى - بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ اليوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر محرم الجاري 1425هـ فعاليات المعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله تحت شعار (كن داعياً) الذي تنظمه الوزارة في مركز المدينة المنورة للمعارض والمؤتمرات الواقع في جنوب مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز ويستمر لمدة عشرة أيام.
وقد عبرمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - في تصريح له بهذه المناسبة - عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، على رعايته أعمال الوزارة بالمنطقة، ودعمه للجهود التي يقوم بها فرع الوزارة فيها، مؤكداً أنها نابعة من الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة للعمل الإسلامي في جميع مجالاته وجوانبه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
وأبان معالي الوزير أن المعرض يهدف إلى تعريف الناس بوسائل الدعوة إلى الله تعالى التي تقوم بها المملكة عبرأجهزتها الرسمية من وزارات، ومؤسسات حكومية وخيرية، وكذلك عبر المكاتب التعاونية والدعوية، وتعريف الناس بما هو موجود من وسائل الدعوة إلى الله تعالى مثل: الكتاب، والشريط، والنشرة، والمطوية، وبرامج الحاسب الآلي، والإنترنت ليستفيدوا منها في إرشاد الناس عبر هذه الوسائل إلى ما ينبغي لهم من الاستقامة على دين الله عز وجل وفق منهج إسلامي صحيح.
وأثنى معاليه على النتائج الطيبة التي حققتها معارض وسائل الدعوة إلى الله تعالى التي نفذتها الوزارة في كل من الدمام وجدة والرياض وبريدة، وستنفذها في المستقبل بصفة دورية في باقي مدن ومحافظات المملكة، مشيراً في هذا السياق إلى أن الوزارة في تنظيمها لهذه المعارض أخذت على عاتقها مراعاة جانب الخصوصية لكل من المرأة والرجل والطفل، والتي كانت من العوامل التي ساعدت على النجاح والانتشار.
وأكد أن رسالة المعرض واضحة وهي أن يتعرف كل من الأفراد والمؤسسات على ما تضمنه المعرض من وسائل للدعوة، وأن بإمكانه أن يكون من الدعاة إلى الله وفي ركبهم - بتوفيق الله - ثم بمعرفة الوسائل الدعوية المتعددة وكيفية استخدامها، مضيفاً أنه بحمد الله وتوفيقه كان لهذه المعارض أثراً طيباً وهو ما دعا إلى الاستمرار والمواصلة في ذلك مع الاهتمام والعناية بجانب التجديد والتطوير، وتحقيق أكبر قدر من الانتشار؛ لتعم الفائدة جميع الأفراد على اختلاف مستوياتهم ومناطقهم.
ولحظ معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن الجميع لمس كثيراً من ثمار هذه المعارض، بداية من عدد الزوار والمشاركين لها مع ما تشهده في دوراتها من ندوات ومحاضرات لعدد من العلماء البارزين، وكذلك دورات متخصصة للعاملين في مجال الدعوة من أفراد ومؤسسات بمشاركة عدد من الباحثين والمتخصصين في هذا المجال، معتبراً معاليه أن تلك المعارض إسهام مهم في تطوير العمل الدعوي وتجديده للعاملين في هذا المجال افراداً ومؤسسات.
وقال معاليه: إن الدعوة إلى الله سمة هذه الأمة لأنها أمة تسعى إلى الخير قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} أي كنتم - يا أمة محمد - خير الأمم، وأنفع الناس للناس؛ لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ولأنكم تدعون إلى الله عز وجل، مشدداً معاليه على أهمية الدعوة إلى الله تعالى ومدى حاجة الأمة الإسلامية إلى تفعيل العمل الدعوي، فقال: إن حكم الدعوة إلى الله هي كما يذكر أهل العلم فرض كفاية، ومعنى ذلك أن الجميع مخاطب بها ابتداء فإذا حصلت الكفاية وإلا أَثِمَ الجميع، كما يجب معرفة الواقع ومدى حاجة الناس إلى الدعوة إلى الله، متسائلاً هل تحققت الكفاية في عدد الدعاة إلى الله؟، لاشك أن الكفاية لم تحصل وكلما تقدم بنا الزمان كلما زادت الحاجة.
وتحدث معالي الشيخ صالح آل الشيخ عن فضل الدعوة والدعاة والحكمة من الدعوة قائلاً: إنه يجب الأخذ في الاعتبار معرفة مكانة الداعية إلى الله وشرف ما يقوم به، ولعله يكفي أن نعلم أنها وظيفة خير خلق الله وهم الأنبياء والمرسلون، وكذا معرفة الحكمة من الدعوة، وهو عبادة الناس لرب العالمين وما في ذلك من النفع العظيم على الفرد والمجتمع، وايضاً معرفة الثمرة وهو الثواب الذي أعده الله لمن قام بهذه المهمة ومن ذلك على المجتمع كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، مؤكداً أن إخلاص العبادة لله ونبذ الشرك بأنواعه لا تتحقق إلا بالدعوة إلى الله وأما الثمرة على الفرد فمن ذلك ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).
وأبرز معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الدعوة إلى الله هي من أعظم الأعمال والقربات، فهي وظيفة الرسل والأنبياء - صلوات الله عليهم أجمعين - وهي ميراث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي حمله علماء السلف وأئمة هذه الأمة، وهي أحسن الكلام، ومن أفضل الأعمال، وقد جاءت النصوص مؤكدة عظم شأنها وأهميتها، ووجوب القيام بأمرها، قال - جل جلاله - {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
وأوضح معاليه أن تبليغ الدعوة واجب كفائي على كل مسلم ومسلمة، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية الآمرة بالدعوة إلى الله - عز وجل - والحاثة على عبادته سبحانه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)، فالدعوة من الجهاد، وهو جهاد الناس بالقرآن الكريم وجهاد البيان ولا خلاف، ولا جدال في أن الدعوة يجب أن تتم باستخدام أفضل الوسائل المتاحة في كل زمان ومكان بما يواكب العصر، ويساير العالم بكل متغيراته وثوابته.
وتناول معاليه - في سياق تصريحه - تطور وسائل الدعوة إلى الله عبر السنين، وقال: إن وسائل الدعوة تشهد تطوراً عبر السنين من الدعوة الشفهية باللسان إلى الكتابة والنسخ، ثم المادة المطبوعة التي كانت أكثر الأدوات انتشاراً وفاعلية من كتاب، ومجلة، أو ملصق وصولاً إلى الوسائل المسموعة والمرئية، وإن الناظر لتاريخ هذه البلاد - حرسها الله - يجد عناية فائقة من حكامها منذ عهودها الأولى بالدعوة إلى الله دعماً وتاييداً وممارسة، وإن الركيزة الأولى لقيام اساس هذه الدولة، كانت ذلك اللقاء المشهود بين الإمامين الجليلين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - ومنذ تلك الانطلاقة المباركة وهذه الدولة في سائر عهودها ترعى الدعوة إلى الله وتمارسها، وتذلل كل عقبة في طريقها، وتعتني بالدعاة والعلماء، وتكرمهم وترعاهم.
وذكر معاليه أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - يبذل الغالي والنفيس في سبيل نشر دعوة الإسلام في مشارق الأرض، ومغاربها داخلياً وخارجياً بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين رحمة للعالمين وسعياً لما فيه تلاحمهم في الدنيا والآخرة، كما أن جهود سمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهما الله - في هذا السبيل جهود مباركة مشكورة، معرباً معاليه عن شكره للجميع، سائلاً الله تعالى أن يبارك في هذه القيادة الرشيدة.
ولفت معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الأنظار إلى أن فكرة المعرض هي فكرة تعريفية للناس جمعياً، ومهمة للجمهور والزوار، لأن كثيراً من الناس يود أن يكون داعية إلى الله، فيحمل معه رسالة، أو شريطاً، أو كتاباً، وسيجد في هذا المعرض بغيته، لأن هذه المعارض متخصصة، حيث يوجد بها العديد من الكتب، والبرامج الدعوية، بمختلف اللغات كالإنجليزية، والفرنسية، ولغات دول جنوب شرق آسيا، وإفريقيا، فمن يريد الدعوة عبر شيء معين يجده في هذا المعرض، وأيضاً في المعارض الأخرى المقبلة - بإذن الله -.
وعرف معاليه معنى شعار المعرض (كن داعياً) بأنه إبلاغ الناس أن بإمكانهم أن يكونوا دعاة إلى الله، إذا نقلوا الدعوة إلى الله بمختلف الوسائل كالكتاب، والشريط، والنشرة، والمطوية، وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) والأقراص المدمجة، ونحوها.
وأفاد معاليه - في نهاية تصريحه - بأن هناك نشاطات دعوية عديدة مصاحبة لفعاليات المعرض يشارك فيها لفيف من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وطلبة العلم، مثل: المحاضرات، والندوات، بالإضافة إلى أنه سيتم - بمشيئة الله - تنظيم برنامج دعوي على شكل دورة في الدعوة إلى الله، حيث يمنح الحاضرون شهادة حضور، سائلاً الله تعالى أن تتحقق الأهداف والغايات التي من أجلها أقيمت هذه المعارض الدعوية.
|