الباسور نسيج رخو غني بالأوعية الدموية الدقيقة الوريدية والشريانية المتشابكة، المتوضعة داخل فتحة الشرج، والمغطاة بنسيج سطحي حساس للألم في الجزء الأسفل لفتحة الشرج، والفاقد لحس الألم في الجزء الأعلى، أما القناة الشرجية نفسها فتحاط بطبقتين من العضلات الحلقية لإحكام إغلاق الفتحة خارج أوقات التبرز.
تعتبر الأنسجة الباسورية الطبيعية وسيلة إضافية في إغلاق فتحة الشرج، فهي تعمل كصمامات هيدروليكية داعمة لعمل العضلات الحلقية.
توجد عند البشر غالبا ثلاث وسادات باسورية في مواضع محددة، اثنتان في اليمين وواحدة في اليسار، وهي تتبع مواقع ثلاثة شرايين تدعى الشرايين الباسورية المتوسطة.
تتحول البنية الطبيعية السابقة إلى حالة مرضية عندما تصاب البواسير بالتضخم, فتتوسع الأوردة الدقيقة بسبب ركودة في الدوران الدموي, فتتمدد وتصبح هشة وقابلة للنزف، وتشغل البواسير حيزاً أكبر فتصبح ظاهرة خارج الشرج (بواسير خارجية)، وبسبب هبوطها خارج الشرج، يصبح الدوران الدموي فيها أسوأ, وهكذا تكتمل الدورة المعيبة vicious circle لتزداد الأعراض حدة: ألماً, نزيفاً، إفرازات، حكة.
في بعض الأحيان نجد أن التغيرات المرضية تصيب واحدة أو اثنتين من الوسائد الباسورية الثلاثية.
تقوم العملية الجراحية على استئصال الأنسجة الباسورية المتمددة كاملاً ولغاية عنقها الذي يضم الشريان المغذي، ويربط عنق الباسور ويقص في مكان عال نسبياً لضمان استئصال كامل الأنسجة الباسورية.
لعلاج الأشكال الخفيفة للبواسير, يعتمد على بعض الأدوية والحمية الغذائية الغنية بالألياف, أو بحقن البواسير بمواد مخثرة أو بربطها بالحلقات المطاطية.
لا تقوم عملية التدبيس الدائري باستئصال البواسير، خلافاً للعملية الجراحية التقليدية, وإنما تعتمد على استئصال الجزء من الغشاء المخاطي الذي يعلو البواسير بما يحتويه من أوعية مغذية لها, ويقوم الجهاز بخياطة أوتوماتيكية لأطراف القطع.
خلال الأسابيع التالية للجراحة, ستقع الغرز تدريجيا مع البراز.
ما هي عملية التدبيس وما ميزاتها؟
قام الجراح لونغو بابتكار هذه الطريقة عام 1993، ولاقت رواجاً سريعاً من قبل المرضى والجراحين لمميزاتها, وتعتمد على رفع البواسير الهابطة وتثبيتها في مكانها الأصلي داخل القناة الشرجية, وقطع الأوعية المغذية لها وذلك بواسطة جهاز خاص كما هو موضح في الصور.
إن الطريقة الجديدة تتميز بانعدام الألم تقريباً, لأنه لا توجد جروح في المنطقة الحساسة من الشرج, وبسرعة الخروج من المستشفى وذلك خلال يوم من العملية, كما أن العودة السريعة للحياة الطبيعية والعمل تتم خلال عدة أيام، وهذا أمر مهم في عالم اليوم ذو الوقع السريع.
كما زالت الحاجة لإجراء العناية اليومية المتكررة لمنطقة العملية التي كانت تجرى بالطريقة التقليدية.
ما هي المضاعفات المحتملة للعملية؟
يحتمل الشعور بإحساس ضاغط أو بحس حرق في المقعد لساعات أو أيام، أو الإلحاح في التبرز أو بعض الآلام، كما يمكن حدوث انتفاخ في الشرج أحيانا. هذه الأعراض تزول عادة خلال أيام.
قد يحدث نادرا جرح للعضلات القابضة للشرج مما يتطلب إصلاحاً جراحيا لها.
من المحتمل حدوث صعوبة في التبول بعد الجراحة, وأحيانا نضطر لوضع قسطرة لإخراج البول.
من الطبيعي ملاحظة بعض القطرات من الدم بعد العملية, ونادرا ما يحدث نزيف دموي شديد قد يتطلب تدخلاً لإيقافه.
قد يعاني المريض أحياناً من فقد القدرة على إمساك البراز لفترة أسابيع إثر العملية.
المضاعفات الأخرى التي قد تحدث في أي عمل جراحي آخر,كالحساسية لبعض الأدوية أو الجلطة الوريدية وغيرها, نادرة الحدوث جداً.
لقد لاقت هذه الطريقة استحسان المرضى لمميزاتها وأصبحت الطريقة المثلى للعلاج في العديد من المراكز الطبية العالمية, ونحن نعالج حوالي 90% من المرضى بهذه الطريقة وبنجاح ملحوظ.
د. محمد فؤاد الأحدب*
* استشاري الجراحة العامة والمناظير
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|