إن قلة النمو عند الأطفال وخاصة في السنوات الخمس الأولى من العمر هي من أهم المشاكل الصحية التي تقلق الآباء والأمهات فإذا توقفت زيادة وزن الطفل عند معدلها الطبيعي أو بدأ الوزن يقل تدريجياً فهذا دليل واضح على توقف نمو الطفل.
وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى فحص دقيق وعلاج سريع حتى يسترد صحته ويقوي جسمه.
وقد وجد أن حوالي 10% من الأطفال الذين يعيشون في الفقر يعانون من مشكلة نقص النمو وكذلك الأطفال الذين يولدون بوزن أقل من الطبيعي.
ما هي أسباب نقص النمو؟
أولاً: خطأ في التغذية وهذا إما:
1- قلة في الغذاء .
2- أوعدم إعطاء الغذاء المناسب.
ففي حالة الطفل الرضيع فقد يكون حليب الأم غير كافٍ أو أن الأم لا تعطي طفلها الثدي خوفاً من سوء الهضم أو لاعتقادها أن حليبها غير صالح.
وفي حالة الطفل الذي يرضع بحليب خارجي فقد تكون كمية الحليب قليلة وغير كافية أو يكون الحليب مخففاً بكمية كبيرة من الماء وهذا يؤدي إلى كثرة بكاء الطفل وقلة نومه وقد يكون عنده إمساك أيضا.
والعلاج في هذه الحالات هو تصحيح كمية ونوعية الحليب وعند بلوغ الطفل الشهرالرابع فيجب على الأم إضافة بعض المأكولات كالنشاء أو العصير الطازج وفي حالة الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن السنة فإن قلة الغذاء تؤثر تأثيراً بالغاً على نموهم وعلى وزنهم وقوة أجسامهم وكذلك على نموهم العقلي والعاطفي.
ثانياً: الأمراض العضوية:
قد يكون الطفل مصاباً بأحد الأمراض المعدية مثل النزلة المعوية المزمنة أو الدوسفتاريا أو البلهارسيا أو السل الرئوي أو غير ذلك من الأمراض المعدية التي تضعف الجسم وتقلل من نموه وقد يكون الطفل يعاني من التهابات بمجرى البول أو فشل كلوي أو بعض أمراض القلب أو سوء هضم وامتصاص بالأمعاء أو نقص بالغدة الدرقية أو نقص بهرمون النمو وعلاج هذه الحالات يعتمد على اكتشاف المرض وإعطاء الطفل الأدوية المناسبة والغذاء الصحي المناسب.
ثالثاً: الأمراض الوراثية:
إذا كان الطفل مصاباً بمرض وراثي أو خلقي مثل فجوة في الشفتين أو في سقف الحلق أو ضيق في الجهاز الهضمي أو مرض قلب وراثي فإن صحة الطفل تتأثر ونموه يقل وكثير من هذه الحالات يمكن علاجها مبكراً بعد الولادة.
كيف يمكن معرفة السبب؟
1- الفحص السريري الدقيق للطفل.
2- إجراء بعض الفحوصات العملية مثل تحليل البول والبراز وصورة دم كاملة ووظائف الكلية والكبد.
ما هو العلاج؟
يعتمد العلاج أساساً على معرفة سبب نقص النمو فإذا كان السبب هو سوء التغذية فإن تصحيح كمية ونوعية الغذاء والحليب يؤدي إلى نمو الطفل طبيعياً وإذا كان السبب نقص النمو هو إصابة الطفل بإحدى الأمراض العضوية فإن علاج هذا المرض يكون كافياً لاسترداد الطفل صحته وعافيته.
ما هي طرق تحسين تغذية الطفل؟
1- الاعتماد على الرضاعة سواء كانت طبيعية أو صناعية (حليب بودرة) في الشهور الأربعة الأولى من العمر مع مراعاة الاهتمام بتغذية الأم أثناء الرضاعة.
2- الاستمرار في الرضاعة بعد الشهر الرابع مع إضافة بعض الأغذية كعصير الفواكه الطازجة والنشويات ثم إضافة البيض واللحوم ومستخرجات الألبان كلما كبر الطفل.
3- وقاية الطفل من الأمراض المعدية وذلك عن طريق إعطاء الطفل التطعيمات المناسبة في أوقاتها المحددة وكذلك يجب اتباع الطرق الصحية السليمة عند إعداد الحليب والغذاء للطفل حتى لا يصاب بالنزلات المعوية.
4- تثقيف الأمهات على الغذاء الصحي السليم والمناسب لعمر الطفل وإرشادهن إلى الطرق الصحية لتحضير حليب وغذاء الطفل.
د. أحمد طنطاوي*
* استشاري طب الأطفال
مستشفى المركز التخصصي الطبي |