بعض ملامح الغرور الاسرائيلي أن تتصور اسرائيل أنها تستطيع تمرير مخططات تآمرية على الأطراف العربية للوقيعة بين الدول العربية وبصفة خاصة تنمية وتطوير حالة من العداء للسلطة الفلسطينية.
وتروج اسرائيل منذ مدة لما يسمى بخطة الفصل في قطاع غزة والتي تستهدف إزالة مستوطنات في القطاع والانسحاب منه في نهاية الأمر، غير أن الخطة تفترض دوراً مصرياً يتمثل في أن تقوم مصر بالحفاظ على الأمن في الشريط الحدودي من رفح.
ولم تكتف مصر فقط برفض الفكرة الخبيثة بل أوضحت ما يكمن وراءها من مؤامرة حيث وصف الرئيس المصري حسني مبارك الخدعة بقوله: (إنه فخ نصب لنا لنجد أنفسنا في مواجهة مع الفلسطينيين).
ويتعين على اسرائيل أن تنتبه الى أن حالة الغرور التي تتلبسها، بسبب ما تحوزه من تفوق عسكري، لا تعني أنها يمكن أن تكون أكثر ذكاءً من الآخرين، أو أنها تستطيع بسهولة دفع العرب الى مواجهة بعضهم البعض من أجل أن تستفيد هي ومن أجل صرف الأنظار عن جرائمها اليومية وتلك التاريخية.
لقد جاء الرد المصري مقحماً لاسرائيل، ولن تكون مصر عوناً لاسرائيل بينما حكومة شارون تسعى لضرب السلطة الفلسطينية بكل أجهزتها بما في ذلك الجهاز الأمني العسكري الذي يتولى الأمن في رفح، وصولاً الى احداث خلخلة في كامل تركيبة السلطة الفلسطينية.
ولن يفيد اسرائيل أن تتجاوز الحقائق على الأرض وعليها أن تعرف ان السلام المفترض هو سلام مع الفلسطينيين وان الفلسطينيين هم هؤلاء الموجودون الآن في الضفة وغزة وأنهم هم الذين ينبغي التعامل معهم.
|