هناك البعض ممَّن يعملون في محيط الإدارة، أو ممَّن يتعاملون مع الغير خارج دائرة العلاقات العامة الإدارية، وفي حياتهم الاجتماعية يغفلون في هذا المحيط أو ذاك الجانب الإنساني في التعامل الإنساني، وقد يتأثر بأمور عدة؛ منها السن أو أمور أخرى!!
إن أنبل الرجال هو ذلك الذي يتعامل مع الصفات الجيدة فيمن يقابلهم أو يتعامل معهم، ليس في محيطه الإداري بل في كافة علاقاته الإنسانية الأخرى داخل العمل أو خارجه!
واضعاً نصب عينيه أن هؤلاء الذين سخروا للعمل معه تحت إمرته إنما هم بشر مثله، ولديهم أحاسيسهم وانفعالاتهم النفسية كما لديه، والتي تؤثر عليهم مهما زاد بهم السن أو قلَّت لديهم المؤهلات!
وقد نلاحظ أن بعض المشرفين الإداريين يستنفد طاقاته ووقته وقواه في سبيل معرفة حقيقة أبسط الأشياء وقشورها، دون التركيز على ما يهم الإدارة بشكل عام، وما يحقق الاستقرار النفسي للموظف.
كما أن البعض يحاول القفز دائماً إلى الاستنتاجات ووضع الافتراضات والحلول دون أن تكون هناك معرفة مسبقة من الموظف المختص، وما يحيط به من ظروف، وما يمرُّ به من انفعالات سلبية أو إيجابية قد تكون في صالح أو ضد العمل؛ حيث يتخذ القرار الإداري لكونه يحمل صلاحية إصداره، ولكونه يقع على هرم السلم الإداري في إدارته، دون أن يناقش ويعرف المشاكل والمسببات والظروف الملاصقة للموضوع.
أي من المفروض وقبل اتخاذ أي قرار إداري يتعلق بتقصير موظف ما، هو مقابلة الموظف والتحدث معه لا مع الآخرين الذين يروون عنه التقصير أو الخطأ وهو بريء منه.
إنها دعوة للاهتمام بالجانب الإنساني في العملية الإدارية؛ حتى نضمن الوصول إلى أعلى معدل من الإنتاج، وإرضاء أكبر قدر من العاملين.
بصمة:
قال أحدهم يوماً: هناك أناس يناقشون ليفهموا، وأناس يفهمون ليناقشوا، وأكثرنا يناقش لمجرَّد المناقشة فقط!!
|