مشاريع (السعودة) مشاريع تستحق الإشادة.. ورغم أنها تسير بطريقة هادئة ومتئدة.. إلا أنها حققت نجاحات كبيرة.. وفتحت مجالات واسعة.. أمام الشباب السعودي لإثبات نفسه.. والعطاء في ميادين مختلفة.. كان الأجنبي يحتلها ويستثمرها لصالحه في ظل غياب أبناء الوطن لسنوات طويلة.. حتى وصلت تحويلات هؤلاء الأجانب سنوياً.. إلى عشرات المليارات.. من دم هذا البلد
** لقد تمت سعودة عدد من المحلات والميادين المختلفة.. ابتداءً من أسواق الخضار.. وانتهاءً بأسواق الذهب.. ورغم ما واجه ذلك من صعوبات وعوائق.. حاول البعض زرعها والتسويق لها.. إلا أن إرادة المسؤول وتصميمه.. جعلا هذه الادعاءات تتبخر ولا تصمد أمام الإرادة.. وأمام الحقيقة.. وأمام التصميم..
** لقد حققت السعودة في ميدان مثل ميدان أسواق الخضار مكاسب شتى.. أقلها.. أننا استرحنا من مشاكل ومشاغبات هؤلاء الأجانب.. ودخولهم في معارك وخصومات ومنافسة غير شريفة مع البائع السعودي.. لدرجة أن بعضهم.. يبيع بضاعته بخسارة عدة أشهر.. من أجل أن يطفش المواطن السعودي و(يُطَيِّره) من جواره.
** لقد صاحب هذه الإجراءات (سعودة المحلات) عقبات حاول البعض الدعاية لها.. لكنها فشلت.. ولم يبق إلا الصحيح.. ونحن اليوم.. نعايش بعض العقبات في سوق الذهب.. والتي حاول البعض الآخر إيجادها.. والتسويق لها.. ولكن مصيرها - بإذن الله - سيكون مصير سابقتها..
** ولكن.. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. هؤلاء العمال الذين يعدون بالآلاف.. وقد سُرِّحوا من أسواق الخضار وأسواق الذهب.. هل رحلوا؟
** أين ذهبوا؟
** هل تابع كفلاؤهم عملية ترحيلهم.. لأن الحاجة إليهم قد انتهت.. ولم يعد لها أدنى حاجة.. بل تحولوا إلى عبء كبير ومشاكل من كل صنف؟
** يقال.. إن هؤلاء العمال.. يسعون في الشوارع والميادين.. يبحثون عن عمل بديل.. وكل شركة.. وكل مؤسسة.. وكل بقالة.. وكل محل.. يستقبل يومياً.. العشرات منهم.. يبحثون عن (شغل) ونسبة الكفيل معروفة مضمونة.. حتى لو يستدينها.. المهم.. أن (يطنش )عن قضية ترحيله.. ويسمح له بالتسكع والبحث عن عمل ومجال آخر.
**إذا كنا سنسعود.. ونسمح ببقاء هؤلاء في البلد.. فلن نستفيد شيئاً سوى أننا نصلح مع جهة.. ونفسد مع جهات أخرى..أقلها..أن هؤلاء.. قد يتحولون إلى لصوص.. أو ينتقلون إلى مجال آخر غير منضبط.. متى وجدوا أنفسهم لعدة اشهر بدون عمل.. فالبطالة والعطالة.. تعلمان أشياء مزعجة للغاية.. أسوأ من وجودهم في أعمالهم واحتلال موقع السعودي..
** لماذا لا يحضر كفلاء هؤلاء العمال.. وبالذات المثبتين على وظائف باعة.. ويؤخذ عليهم التعهد الحازم.. بمغادرة هؤلاء البلاد خلال مدة محددة.. ويتم عمل تسهيلات لسفرهم.. والتعاون مع الكفيل ومساعدته لترحيلهم مشكورين إلى بلادهم.
** إن المشكلة المعاشة الآن.. أن هذه المحلات بالفعل.. سعودت.. وبالفعل.. وجد السعودي مجالاً آخر للعمل.. وكل المشاكل والعقبات ستحل.. ما عدا مشكلة وجود هؤلاء في البلاد بدون عمل.. أو هم يبحثون عن عمل آخر يزاحمون السعودي فيه.. وربما طرد أكثر من سعودي من عمله في مجال آخر بسبب مزاحمة هؤلاء.
** إن وجود قانون أو نظام لترحيلهم.. هو بدرجة أهمية شغور وظائفهم ومكانهم في العمل.. لأنهم متى بقوا في البلاد.. فإنهم سيصيرون محل إزعاج وصداع مستمر.. قد يتجاوز ذلك إلى قضايا أمنية خطيرة.. آو مشاكل من نوع آخر نحن في غنى عنه.. فلا بد من التحرك السريع لترحيل هؤلاء إلى بلدانهم.. وإلا.. (كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا وكأنك يا بو زيد ما غزيت).
** إننا يجب أن نسأل أنفسنا.. أين ذهب هؤلاء العمال.. الذين يعدون بالآلاف؟ وماذا استفدنا من السعودة.. ما دام هؤلاء العمال يسرحون ويمرحون ويزاحمون ويسرقون.. ولا أحد يسألهم.. أين الإقامة؟ وأين تعملون؟
|