* الرياض - واس:
القى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مساء امس محاضرة بعنوان (مسؤولية رجل الأمن) وذلك في قاعة المحاضرات بنادي ضباط قوى الأمن بالرياض. وفي بداية المحاضرة ألقى معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم كلمة رحب فيها بسماحته والحضور.
وأوضح أن تنظيم مثل هذه المحاضرات يأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الامنية ورئيس مجلس ادارة نادي ضباط قوى الامن. واعرب عن شكره لسماحته على تلبية الدعوة بإلقاء هذه المحاضرة لما فيها من هدي تعاليم الاسلام في مكافحة التطرف والارهاب ومسئولية الانسان المسلم عن السلام ومنهج الاسلام في مكافحة الارهاب.
وقد استهل سماحته المحاضرة بتقديم الشكر للقائمين على هذا المنتدى المبارك في هذا النادي الثقافي راجيا من الله أن يكون له أثره الفعال في التدريب والتوجيه.
وقال سماحته (إخوتي الأفاضل إن الله جل وعلا يقول في كتابه العزيز {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} في هذه الآية يبين ربنا جل وعلا ما بين أهل الإيمان من روابط وثيقة وصلات قوية متينة قائمة على الإيمان بالله ورسوله وتنفيذ شرعه وإننا أيها المؤمنون يجب أن يكون بعضنا ولياً لبعض ولاية قلبية فيها المحبة والمودة وولاية تخرج إلى الفعل بالتعاون والتساعد وشد البعض إزر البعض). وأضاف يقول (أيها الاخوة كما نعلم من الضرورة أن انسانا ما أو مجتمعا ما لا يستطيع الفرد منه أن يقوم بجميع الأعباء والواجبات بل المجتمع في تعاونه وتعاون أفراده وقيام كل فرد بمسؤوليته والتقاء الجميع على الهدف الأسمى حب الخير والصلاح للأمة والمجتمع المسلم).
وأكد ان المسلم أو طبيعة الانسان مدني بطبعه يحب الاجتماع والتآلف ويمقت العزلة والوحدة والانفراد.. مفيداً ان لقاءات المؤمنين لقاءات خير وتعاون يقول الله جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} وقال تعالى {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} اذا فطبيعة المؤمنين وخلقهم الكريم تعامل وتساعد وشد البعض لأيدي البعض والسعي الدؤوب لما يصلح الأمة ويرفع من شأنها ويقيها مكائد الأعداء وشرور المجرمين.
ووجه سماحة مفتي عام المملكة حديثه لرجال الأمن قائلا (رجال الامن مدنيين وعسكريين رؤوساء ومرؤوسين أقول لكم اني ارجو من الله لكم التوفيق في مهمتكم ومهمتكم مهمة عظمى ومسؤوليتكم مسؤولية عظيمة جليلة القدر وواجبكم تقوى الله في سركم وعلانيتكم وواجبكم القيام بهذه المهمة قاصدين وجه الله قبل كل شيء والسعي فيما يسعد الأمة ويصلح حالها).
وأضاف قائلاً: إن الأمن ضرورة لصلاح الدين والدنيا فبالأمن يعبد الرب جل وعلا وبالأمن تستقيم الحياة وبالأمن يسعى التاجر في تجارته وبالأمن تعمر المصانع وبالأمن تقام المزارع وبالأمن يتوجه الجميع بما يصلح به دينهم ودنياهم.. إذا فالأمن ضرورة لحياتهم وصلاح دينهم واستقامة حالهم وصلاح دنياهم وانتظام أمورهم كلها لأجل ذا نرى في كتاب الله إشادة بالأمن وتنويها بالأمن وتذكيرا بنعمة الأمن وحثا للأمة على الأسباب التي تحقق لهم الأمن وتنجيهم من ضده..
إن خليل الرحمن إبراهيم أبو الأنبياء بعده لما شيد بيت الله الحرام وأقامه بأمر الله له دعا لأهله بتلكم الدعوات الخالدة قال {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} كما أخبر الله عنه {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
ودعا سماحته للتوقف قليلا وتأمل قوله تعالى {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} وقال (إنها دعوات مرتبط بعضها ببعض فالأمن دعي به قبل الرزق لماذا لأنه بالأمن يتحقق الرزق ويحصل الرزق ويكدح الكادح ويعمل العامل لكن بالخوف والعياذ بالله تتعطل المصالح تتعطل المنافع تتعكر الحياة تذهب لذتها ويجري الخوف والرعب بالأمة {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}. ولفت سماحته النظر إلى أن الله يمتن بالأمن على سكان بيته الحرام مذكرا لهم تلك النعمة التي يتمتعون بها وقد حرمها غيرهم من مجاوريهم من قبائل العرب انئذاك قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}.. لنقف قليلا عند قوله {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} إذا نعمة الأمن ذكر بها العرب في جاهليتهم فالعرب في أول إسلامهم قيل لهم {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} وإذا نظرنا إلى مجتمعنا هذا وأمنه واستقراره وكون كثير من عالمنا في رعب وخوف حيث تقض الحوادث مضاجعهم إذ أصبحوا ينتظرون ماذا يحمل المساء وإذ أمسوا ينتظرون ماذا يحمله الصباح خوف ورعب وسفك دماء ونهب أموال وانتهاك أعراض فعياذا بالله من سوء الحال. وأضاف سماحته قائلا (يقول الله جل وعلا {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا} نعم إننا في هذه البلاد مكن لنا هذا كله ونرعى تلك النعم كلها فالحمد لله فله الفضل والمنة).
|