عزّزوا التوجه الأوروبي نحو اليمين إثر فوز المحافظين في خمس من دول القارة
الديموقراطيون الجدد يعدون بأولمبياد آمنة بعد فوزهم في الانتخابات اليونانية

  * أثينا أ ف ب:
وعد كوستاس كرامنليس زعيم حزب الديموقراطية الجديدة الذي فاز بالانتخابات التشريعية في اليونان مواطنيه بانطلاقة جديدة وبأن تكون الألعاب الأولمبية في آب - اغسطس المقبل (الأكثر أماناً والأفضل) في العالم، كما وعد بان تخوض اوروبا ككل معركة من أجل تسوية المشكلة القبرصية.
وقد فاز المحافظون في حزب الديموقراطية الجديدة المعارض في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في اليونان لينهوا حكم الاشتراكيين الذين انتقلوا إلى المعارضة بعد عشر سنوات في السلطة.
واعترف زعيم الحزب الاشتراكي (باسوك) جورج باباندريو ان حزب (الديموقراطية الجديدة فاز)، معبراً لخصمه المحافظ كوستاس كرامنليس عن تمنياته بالنجاح بما فيه خير وبذلك انتقل الحزب الاشتراكي إلى المعارضة بعد حوالي عشرين عاماً شبه متواصلة في السلطة، من بينها ثلاث ولايات متتالية منذ 1993.
وتفيد النتائج الرسمية الجزئية التي تشمل أكثر من 96% من مكاتب الاقتراع ان حزب الديموقراطية الجديدة فاز بـ 45.5% من الأصوات مقابل 40.58% للحزب الاشتراكي.
وحصل الحزب الشيوعي الذي يعد أحد أكثر التنظيمات الاوروبية تشدداً، على 5.81% من الأصوات والحزب اليساري على 3.21%، متجاوزا بذلك العتبة المطلوبة لشغل مقاعد في البرلمان.
وحصل الحزب اليميني المتطرف على 2.17% من الأصوات.
وكان الحزب الاشتراكي اليوناني فاز في الانتخابات السابقة التي جرت في العام 2000 بفارق ضئيل جديد على الحزب الاشتراكي (43.79% مقابل 42.73%).وبذلك سيصبح كوستاس كرامنليس (47 عاماً) نجل شقيق رجل الدولة اليوناني المعروف قسطنطين كرامنليس، أصغر رئيس للحكومة اليونانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945.
وسيكون على حكومته التي أكد انها ستتسم (بالليونة وتضم نواة من الكوادر الشابة) المشاركة فوراً في المفاوضات الجارية حول قبرص واستكمال الاشغال استعدادا لدورة الألعاب الاولمبية في الصيف المقبل، التي تعاني من تأخير كبير.
يذكر ان كرامنليس لم يتخذ مواقف معارضة بشكل كبير لسياسة الاشتراكيين حول هاتين القضيتين اللتين كانتا شبه غائبتين عن الحملة التي تركزت خصوصا على شخصيتي رئيسي الحزبين المتنافسين.
وفي تصريحاته الأولى بعد إعلان فوزه، وعد كرامنليس اليونانيين بانطلاقة جديدة ووعد بان تكون دورة الألعاب الأولمبية التي ستجرى في اليونان الصيف المقبل (الأكثر أماناً والأفضل) في العالم.
وحول قبرص، وعد (بخوض المعركة للتوصل الى تسوية عادلة وقابلة للتطبيق وأوروبية).
من جهته، أعلن باباندريو ان الحزب الاشتراكي سيواصل في المعارضة، العمل من أجل (حل عادل وقابل للاستمرار في قبرص) التي قال انها (قضية ترتدي أهمية كبرى دخلت في مرحلة صعبة جدا).
يذكر ان مفاوضات تجري حاليا من أجل إعادة توحيد جزيرة قبرص ليتاح للجزيرة بشطريها الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في الأول من ايار - مايو المقبل.
وأضاف باباندريو (سنواصل أيضا دعم المشروع الكبير الذي تمثله الألعاب الأولمبية).
وقد تمكن حزب الديموقراطية الجديدة من عملية اصلاح سياسي قام بها كرامنليس منذ توليه رئاسة الحزب في 1997.
وقال محللون ان الحزب الذي سعى بنجاح إلى عدم إثارة ردود فعل من جانب الناخبين معادية لليمين الذي قد يذكر بالحرب الأهلية والنظام الديكتاتوري، تمكن من تحقيق فوز بفارق كبير في نهاية الحملة على الرغم من سيل الوعود التي قطعها الحزب الاشتراكي خصوصا في ما يتعلق بالمتقاعدين والمزارعين.
وترسخ هذه النتيجة اتجاه اوروبا إلى اليمين الذي يأتي فوزه في اليونان بعد النمسا والدنمارك واسبانيا وفرنسا وايطاليا، الدول التي يحكمها محافظون.
ولم يتمكن باباندريو الذي ينتمي إلى اسرة من السياسيين ايضا، من إقناع الناخبين بانه يجسد تجدد الحزب الاشتراكي الذي تولى رئاسته في كانون الثاني - يناير الماضي خلفاً لكوستاس سيميتيس.