عندما يكون السجن مظلماً كالليل وجهاته الأربع مغلفة بالسواد فإن بصيص النور يظل أملاً مهما صغر.. يظل حلماً يحيل السجين إلى فراشة رشيقة، لا يعيقها شيء في ذهابها إلى تلك (الكوة) المضيئة.
وعندما تكون تلك (الكوة) قابلة لنفاذ الرأس بأكمله، فإنها بوابة الحياة للسجين حينئذ، تمكِّنه من أن يستعيد إنسانيته، وتبقى الفراشة في خياله فراشة لا تجيد إلا التشبث في الهواء فيما الإنسان يتشبث بالأمل ويصنع منه أجمل عتبات الانتظار.السجين الذي خرج رأسه للحياة من (كوة) الأمل لا تمانع أكتافه من دفع بقية الطوب الملتف حولها، فالأكتاف التي أثقلها الظلام هي الأكتاف ذاتها التي تحمل الأمل، وبين الظلام والأمل (كوة) مشرقة تدفعنا للاقتراب منها، وكلما نقترب منها تزداد اتساعاً فنقترب منها فتكبر، إنها تحفِّزنا لأن نتحرك من مكاننا!!!!
ونظل نسبر أكتاف الأمل، ماذا يمكن أن تفعل للذين يملكون الأمل!!
ماذا يمكن أن يفعل السجين الذي وجد نفسه ملتصقاً بالقضبان سوى جرعة أمل تجعله يعيش لليوم التالي، وهكذا يكرر الجرعة ثلاث مرات في اليوم عندها سيجد نفسه قد تعافى من السجن الداخلي ويبقى بصيص النور القادم من بعيد، كأجمل رحلة ينتظرها الحبيب ليرى محبوبته خارج الأسوار.
|