Sunday 18th January,200411434العددالأحد 26 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التحفظات زادت من صعوبة المهمة.. والهدوء والابتسامة انعكسا على شخصيته التحفظات زادت من صعوبة المهمة.. والهدوء والابتسامة انعكسا على شخصيته
المطلق خرج بمباراة القمة من إخفاق كان يتوقعه المتربصون بالتحكيم السعودي
« الجزيرة » تقدم تحليلاً فنياً كاملاً للأداء التحكيمي في لقاء الهلال والنصر

* تحليل - سامي اليوسف:
تقول الحكمة الرياضية «أفضل الحكام.. أقلهم أخطاءً».. ومن هذا المنطلق أرى أن الحكم الدولي «الجديد» علي المطلق أفضل حكم سعودي بعد ان أزفت ساعة الرحيل للحكمين الدوليين القديرين عمر المهنا وعبدالرحمن الزيد.. سعدت بنيله الشارة الدولية وبقرار تكليفه لإدارة ديربي العاصمة أو قمة الوسطى بين النصر والهلال للمرة الثالثة على التوالي..
كان في معاونته المساعد الدولي المونديالي علي الطريفي والمساعد الدولي الجديد محمد حامد الغامدي وكلاهما من خيرة الحكام المساعدين.
الطاقم التحكيمي لمباراة الديربي نجح في إدارتها والخروج بها من اخفاق كان يتوقعه المتربصون بالتحكيم السعودي وذلكم ما أسعدني حقاً.. فالمطلق لم يرتكب أخطاء فادحة تؤثر على سير المباراة أو نتيجتها كما فعل غيره من أشباه الحكام الذين ابتليت بهم الصافرة السعودية.
فيما يلي سوف أتعرض لأبرز الملاحظات أو القرارات التي اتخذها المطلق على مدار الشوطين.. ومن ثم الوصول إلى الرأي النهائي والتقييم بالدرجات لأداء الحكم..
صعوبة المباراة
بادئ ذي بدء.. لابد من التنويه إلى الصعوبة والأهمية التي تكتنف لقاءات الفريقين بحكم الطابع التنافسي التقليدي ومما زاد الأمور صعوبة قرار تغيير حكم المباراة من الدولي خليل جلال إلى الدولي حديث العهد بالشارة الدولية علي المطلق نتيجة تحفظات نصراوية.. كما ان اللقاء يأتي الأول للفريقين عقب مرحلة التوقف الطويلة للدوري لإقامة بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد تحت 23 سنة.. ولمشاركة المنتخب في كأس دورة الخليج السادسة عشرة التي اختتمت مؤخراً بالكويت.. وكون اللقاء يعد بمثابة الانطلاقة للفائز منهما والدخول في نفق الحسابات ومراجعة الأوراق للخاسر.
والنصر تعاقد مع مدرب ولاعب جديدين من رومانيا ستكون البداية لهما عبر منعطف الهلال الذي يعاني مدربه الهولندي آدديموس ضغوطاً جماهيرية لأسباب عدة لسنا بصدد التطرق إليها.
كل هذه العوامل زادت من درجة الصعوبة للمباراة من وجهة نظر تحكيمية قبل انطلاقتها مما يصعب المهمة للطاقم التحكيمي خاصة حكم الساحة.
انقلاب
مع اطلاق حكم المباراة علي المطلق لصافرة البداية ومرور الدقائق الأولى تبخرت عوامل الصعوبة الواحدة تلو الأخرى.. وأصبحت الكرة في مرمى الحكم الذي بيده مقاليد السيطرة الفعلية.. فاللاعبون تفرغوا للعب الكرة وامتاع الجماهير بعيداً عن الاعتراض أو الألعاب الخشنة المتعمدة وتعطيل اللعب وأبدوا تعاوناً ملحوظاً مع الطاقم التحكيمي للمباراة مما سهل مهمة المطلق ورفاقه.. ليتخلص رجال التحكيم الثلاثة من الضغوط وترتفع درجة التركيز.
ومما سهل البداية للحكم المطلق هدوؤه.. غير المفتعل.. وابتسامته التي لم تفارقه طيلة فترات الشوطين.. مما انعكس على شخصيته وأدائه داخل الملعب.
الشوط الأول
* في العشرين دقيقة الأولى (تداخل) الحكم المطلق مع اللعب مرتين بشكل واضح.. بعدها بدقيقتين اتخذ أبرز قراراته السليمة بإنذار لاعب وسط الهلال عمر الغامدي لإعاقته تقدم اللاعب النصراوي ابراهيم ماطر وكان ذلك (دق.22).
* (دق.25).. احتسب خطأ للاعب نصراوي عند خط المنتصف ضد مهاجم الهلال العاجي تراوري صحيح وقابل الأخير قرار الحكم باعتراض لم يعره المطلق اهتمامه ربما لتعامله بروح القانون.. وهذا اعتبره تصرفا جيدا من الحكم.
* بعدها أشار مساعد الحكم الثاني محمد حامد إلى وجود خطأ لمصلحة لاعب وسط الهلال الخثران عند خط المرمى بالقرب من منطقة الجزاء الهلالية ضد مدافع النصر الحلوي يحتسب بموجبه الحكم المطلق خطأ لمصلحة الهلال على الرغم من ان اللعبة تعد تنافساً مشروعاً على الكرة كسبه ببراعة الحلوي.. وهذا خطأ من المساعد.
* يرتكب عبدالرحمن البيشي مخالفة في وسط الملعب ضد لاعب هلالي شبيهة بسيناريو الخطأ الذي ارتكبه الغامدي ضد ماطر ونال بموجبه بطاقة صفراء.. وفي لعبة البيشي يكتفي الحكم المطلق باحتساب الخطأ دونما إنذار للبيشي..!
* (دق 30) خطأ لمصلحة لاعب الوسط الهلالي أحمد الدوخي ضد مدافع النصر عبدالعزيز الجنوبي.. قرار سليم من المطلق لكنه استعجل بمنح الجنوبي البطاقة الصفراء.. فاللعبة لم تكن تستوجب الإنذار على الاطلاق.
* (دق31) الهدف النصراوي الأول سجله ابراهيم ماطر من كرة عكسية سريعة وكان أثناء تنفيذ الخطأ الهلالي من قبل نواف التمياط وتمرير الكرة التي قطعها الدفاع النصراوي ثمة شكك في تعرض لاعب هلالي للدفع من قبل مدافع نصراوي على مشارف منطقة الجزاء النصراوية.. لكن الهدف النصراوي سليم ولا غبار عليه.. فما حدث بين اللاعبين «الهلالي+النصراوي» لايعدو كونه تنافسا على الكرة كسبه الأخير لمصلحته.
* (دق43) المساعد الدولي الأول علي الطريفي يرفع رايته معلناً عن وجود حالة تسلل على المهاجم الهلالي سيسيه.. مع ان الإعادة البطيئة للعبة أوضحت ان سيسيه انطلق بعد لعب الكرة أو خروجها من قدم اللاعب الهلالي.
* منح الحكم المطلق وقتاً بدل ضائع قوامه «دقيقتان» وأعلن ذلك من إشارة من يده إلى الحكم الرابع قبل ان تنهي الدقيقة ال(45) وأثناء سقوط الحارس النصراوي.. وفي هذا نوع من الاستعجال.. فكان يلزمه التريث لحين التأكد من سلامة الحارس وعدم حاجته للعلاج واحتساب مزيد من الوقت بدل الضائع ومن ثم الإعلان عن مدة الوقت المحتسب كبدل ضائع.. مع ان الوقت يفترض ان يكون «ثلاث» دقائق.
* نخلص من استعراض أبرز لملاحظات في الشوط الأول.. مايلي:
- تداخل الحكم في لعبتين.
- عدم انذاره لعبدالرحمن البيشي.
- استعجاله في إنذار عبدالعزيز الجنوبي.
- الوقت بدل الضائع يفترض ان يكون (3) دقائق.
- عليه ألا يعلن عن الوقت بدل الضائع أثناء سقوط أحد اللاعبين أو علاجه خاصة إذا كان هذا اللاعب حارس المرمى الذي يتطلب علاجه داخل أرضية الملعب.
- خطأ المساعد الثاني في احتساب خطأ ضد الحلوي.
- (الشك) في سلامة موقف سيسيه في حالة التسلل التي رفع عليها المساعد الأول.
الشوط الثاني
* (دق19) لم يحتسب المساعد الأول خطأ كان بالقرب منه لمصلحة مهاجم النصر عبدالرحمن البيشي.. وذلك يقودنا إلى تساؤل هل منح الحكم الدولي المطلق مساعديه الضوء الأخضر في احتساب الأخطاء التي تقع بالقرب منهما أم لا؟!.. والإجابة ستكون بالإيجاب عطفاً على قرارات الشوط الأول التي شارك في بعضها الطريفي وحامد..
* (دق 22) يحتسب الحكم خطأ ضد تراوري لمصلحة عبدالعزيز الجنوبي ويزيد على قراره بإنذار الأول بالبطاقة الصفراء لاعتراضه.. وبرأيي أن تراوري برع في استخلاص الكرة من بين أقدام الجنوبي باحترافية تحسب له.. ولم يرتكب مخالفة في ذلك.. فالخطأ كان قراراً غير سليم.. كما أن اعتراض تراوري لم يكن بالصورة التي اعترض بها في شوط المباراة الأول ولم يمنحه عليها المطلق بطاقة صفراء..!
* (دق 24) خطأ احتسبه الحكم المطلق وسط احتجاج لاعبي النصر على سعد الزهراني لمصلحة أحمد الحربي وكان قراراً سليماً.
* (دق25) يرتكب البيشي خطأ ضد الدوخي يحتسبه عليه المطلق لمصلحة الهلال وكان القرار ينقصه البطاقة الصفراء للبيشي التي لم يخرجها الحكم..!
* (دق 28).. ضربةحرة مباشرة لمصلحة الهلال بالقرب من منطقة الجزاء النصراوية واحتجاج من لاعبي النصر.. وكان قرارا سليما وتعاملا جيدا من حكم المباراة.. وقد تصدى سامي الجابر للكرة وأبعدها شريفي بصعوبة إلى الركنية.
* (دق 31).. يرفع لاعبو الهلال أيديهم مطالبين باحتساب ركلة جزاء بعد ان اصطدمت الكرة بيد المدافع النصراوي الخثران.. لكن الحكم أمر بمواصلة اللعب لأن الكرة هي التي اصطدمت بيد اللاعب واستند في قراره على وضوح زاوية الرؤية لديه وقربه من موقع الكرة واللاعبين.
* أغفل المساعد الثاني تنبيه حكم الساحة لارتكاب المدافع الهلالي أحمد الدوخي مخالفة اللعب العنيف التي تستوجب الطرد مباشرة بعد دخوله العنيف بالقدم مع المدافع النصراوي صالح الداوود.. وهذه الحالة لا يسأل عنها الحكم المطلق لبعده ولعدم وضوح زاوية الرؤية لديه.. واللعبة كانت واضحة تماماً للحكم المساعد حامد الذي اكتفى بالإشارة إلى ركلة زاوية لمصلحة الهلال.
* (دق41) بطاقة صفراء للاعب النصر نشأت أكرم لمخاشنته والقرار صحيح...
* (دق42).. وخلال فترة توقف اللعب لعلاج الحارس النصراوي شريفي على أثر تسديدة سيسيه القوية للكرة في بطنه.. يتكرر المشهد لإداري النصر بالوقوف عند خط التماس أمام المنطقة الفنية للاحتياطي النصراوي.. دونما تدخل من الحكم الرابع للتنبيه بأنه يحق لشخص واحد فقط في نفس الوقت نقل التعليمات التكتيكية وعليه أن يعود إلى مكانه حالاً بعد اعطائه لتلك التعليمات لكن ما شاهدناه أن إداريين بالإضافة إلى المدرب يقفون على خط التماس يعطون التوجيهات..!!
وهذه المسألة من صميم مهام الحكم الرابع..!!
* (دق45).. يقدم المهاجم الهلالي تراوري بلعب الكرة على طريقة «الباك ورد» داخل منطقة الجزاء النصراوية مع دخول أحد المدافعين النصراويين برأسه في لعبة تعد خطرة وإيذاء للخصم.. لا يتخذ إزاءها الحكم المطلق قرارا.. ويكتفي بخروج الكرة إلى ضربة مرمى للنصر.. مع أن القرار المفترض اتخاذه احتساب ضربة حرة غير مباشرة ضد اللاعب المهاجم.
* احتسب الحكم الدولي علي المطلق «5دقائق» كوقت بدل ضائع للشوط الثاني عطفا على الهدفين واجراء التبديلات وتوقف اللعب للعلاج وهذا وقت مناسب برأيي.
* خلال فترة الوقت بدل الضائع كان يفترض منح مدافع النصر حمد الخثران البطاقة الصفراء لتأخيره استئناف اللعب غير مرة.
* نخلص من استعراض أبرز الملاحظات في الشوط الثاني.. الى مايلي:
- انذار تراوري كان نتيجة قرار بنّاء على تقدير خاطئ.
- عدم إنذار لاعب النصر عبدالرحمن البيشي..!
- لا وجود لركلة جزاء للهلال..
- أحمد الدوخي كان يستحق البطاقة الحمراء.
- عدم إنذار المدافع النصراوي حمد الخثران.
- إغفال الحكم الرابع لدوره بالتنبيه على احتياطي النصر من الإداريين بعدم الوقوف عند خط التماس..!
خلاصة
نستطيع الجزم بأن الحكم الدولي علي المطلق أدار ديربي العاصمة بنجاح واقتدار يحسب له.. وبخاصة يسجل لمصلحة لجنة الحكام والتحكيم السعودي الذي يمر بمرحلة دقيقة هذا الموسم تحديداً.. مع ازدياد حدة الانتقاد من كل الاتجاهات.. ونؤكد ان تقييمنا لنجاح الحكم قد استند على عدة عوامل.. أبرزها. لياقته الجيدة، اتخاذه لمواقع جيدة أتاحت له زوايا رؤية واضحة مكنته من اتخاذ قرارات سليمة، تعاونه مع مساعديه، منحه لمساعديه الصلاحية في مشاركته لاتخاذ القرار باحتساب الأخطاء التي تقع بالقرب من منطقتهم، نجاحه في مبدأ إتاحة الفرصة، السيطرة على المباراة، احتسابه الدقيق للوقت بدل الضائع على مدار الشوطين، ويؤخذ عليه: استعجاله حيناً وتأخره حيناً آخر في إبراز البطاقات الصفراء.. فقد استعجل بانذار الجنوبي وتراوري.. ولم ينذر البيشي مرتين ولم يطرد الدوخي..
أما بالنسبة للمساعدين.. فلقد تفوق المساعد الدولي الأول علي الطريفي بفضل خبرته ومتابعته الدقيقة.. بينما أخطأ المساعد الدولي الثاني محمد حامد الغامدي في رفع رايته على الكرة المشتركة بين حلوي والخثران على أنها خطأ.. وفي الثانية عدم تنبيه الحكم على حالة اللعب العنيف التي ارتكبها الدوخي ضد الداوود.
خاتمة
أخيراً.. أتمنى ألا يتأثر عطاء الحكم الدولي الناجح خليل جلال بقرار إبعاده عن إدارة ديربي العاصمة لاسيما وأنه قرار غير عادل ويمس شخصية لجنة الحكام وسياستها وهذا ليس تقليلاً من شأن حكمنا الدولي «الجديد على القائمة الدولية» علي المطلق على الإطلاق فلقد برع في ايصال المباراة إلى بر النجاح.. وندعو له مع زملائه الحكام الآخرين بالمزيد من النجاح والتوفيق وأتمنى الا يركن إلى نجاحاته بل يعتبرها مع شارة الدولية التي يزين بها صدره حافزاً أكبر نحو المزيد من النجاحات والتطور لأننا نعوّل عليه الكثير...


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved