Sunday 18th January,200411434العددالأحد 26 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إليك يا أطيب القلب إليك يا أطيب القلب
فوزية محمد الشمري

تمضي بنا الأيام في معترك الحياة كأننا في صفوف متناهيات السرعة تتدحرج في لفائف ترهاتها لتحجب عن أعيننا مجرد الرؤية الصحيحة، فترانا سائرين تكاد الشكوك تعصف بنا وكأننا لم نعد نعرف شيئا مما يجري حولنا ليعترينا الصمت! تتدافع الأقدار منسابة ونحن نساير ركبها الغاشم متأثرين تائهين لم نعرف كيف ولماذا ومع من ولمن وهل هي الحقيقة؟
علامات استفهام كثيرة متناثرة حتى لكأننا نجدها في أدراج ملابسنا الداخلية قابعة هناك تستصرخ حيرتنا الثكلى بغياب الصدق الذي لا نكاد ندري هل سيطول أم أنه على وشك الوصول؟
نعيش مع أناس نؤمن بأنهم أصدق الناس وأوفاهم! نستعين بهم، نصارحهم، نصدق الحديث، لنتفاجأ بكونهم أول الواقفين في طريق مسيرتنا إلى الواقع والصدق والحقيقة، والأهم من كل ذلك العائق الوحيد لنا في طريق السعادة!!
في خضم كل ذلك تجدنا بعيدين كل البعد عن أناس تحول بيننا وبينهم المسافات والحواجز والرحلات وأزمة الحجوزات وربما جوازات السفر والتأشيرات وأشياء أخرى لا نعلم ماهيتها إلا أننا متأكدون بكامل الثقة أنهم إلى جوارنا يسكنون افئدتنا، يستعمرون انسيابات ومفارق الطرق المتعرجة في جنبات فكرنا الصغير المحدود، يتخطون ثكنات الآبار العابقة بالمصداقية في زوايا قلبنا الموجوع بآلام فراقهم المرير، ونلاحظ من وقت لآخر أنهم وبكل وفاء واثبات متيقن المعلومية أنهم إلى جانبنا في أشد الأوقات وأصعب الظروف وأشد الازمات حتى التي تكون بالنسبة لنا قمة الإحراج والتحرج..... أنه أطيب قلب.... ألا توافقونني بأن ذلك القلب الصغير الذي يتخطى حواجز البعد والمحسوبية والمسافات العالقة في باحات الطرق السريعة أنه أطيب قلب...
إلى صاحب أطيب قلب في عالمي الصغير، إليك ابعث رسالتي المتواضعة الصادقة بكل ما فيها من كلمات وحروف ومعانٍ حتى في اشاراتها وعلامات استفهامها الكثيرة، إليك يا صاحب أطيب قلب ابعث امتناني الكبير لشخصك السامي وتقديري العظيم العاجز عن التعبير لكل مشاعر الصدق والمحبة والوفاء وأنت تعلم أنني لا أملك سوى هذه الكلمات المتواضعة لأعبر لك ولكل من ينكر وجود أصحاب القلوب الطيبة في عالمنا الواسع المواكب للتغيرات المستجدة والمستحدثة بكل شيطانية ودهاء، بأنني أعلم أنك هنا إلى جانبي بعد الله سبحانه رغم أنك أبعد ما تكون عني، لكنك هنا داخل فؤادي تبعث النور في أرجاء روحي الرحبة المتهدمة الأرجاء وتحيي عزيمة صبري المتهالك ولتزرع في مساحات الخوف والحيرة العالقة في مسطحات فكري المتوهج لتنبت سنابل من أمل نادر الوجود عندما يتفتح على ابتسامات بداية يومي المتفائل بوجودك يطرح ورد «جوري» له ألوان العطاء وفصائل الإبداع وبذور السعادة بكل معطياتها ونتائجها المبهرة.. لنستبعد كل حدود المستحيل ولنؤمن بشيء واحد بسيط سهل له استثمارات مدوية في عالم الصمت إنه وجود أطيب قلب ووجود حقيقي ملموس فقط لنعترف به،
الله لا يحرمنا ولا يحرم المسلمين منك يا صاحب أطيب قلب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved