Sunday 18th January,200411434العددالأحد 26 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
الوصاية
أميمة الخميس

كل يدعي وصلا بليلى... وليلى لا تقر لهم بذاكا
لنكتشف فجأة أن الجميع بات يتحدث في المرأة.. جميع الأطراف والشرائح والعينات.. وسط المدينة وضواحيها وأطرافها والطوابق العليا وتلك السفلى.. إضافة إلى الذين لا يمتلكون طوابق عليا بتاتا.. الجميع فرح بهذا الاكتشاف الذي سقط مؤخراً عبر مركبة قادمة من المريخ.
المفارقة هنا أن الجميع يتحدث عنها وهي ما برحت في مواقعها القديمة حيث مقاعد الجمهور المهذب الصامت، المنتظر ما سيقره الأوصياء عليها...
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة.. ما دار منها في فلك وفي قطب..
تقود السيارة أم لا تقود؟ ابتدأ التراشق بقائمة التهم المعروفة التي توظف في مثل هذه المناسبات، وما برحت هي خارج الموضوع، فقط تجعل من هذا الحوار لبانا لزياراتها تتقاسمه وصديقاتها، تلعب رياضة أم لا تلعب؟ يناقش الموضوع في مجمع الذكور، ويتشادون ويتجاذبون (ويتماعطون) الحديث وتتكوم في المجلس أكوام من الورق وهدر المراسلات والمكاتبات، وهي تتأمل ما سيهبط عليها كقدر أو لربما فاجعة.
هل تلاحظون ردود فعل النساء في الأسواق أو الأماكن العامة؟؟ عندما يتعرض لها متطفل أو يترصد بها أحد الرعاع؟؟ حيث ترتعد خوفا وفرقا وتسارع إلى الفرار والتواري؟ على الرغم من أنها تستطيع (في معظم الأحيان) أن تسيطر على المواقف وأن تردع المعتدي وتوقفه عند حده بكلمات قليلة وصارمة، لكنها تجهل هنا أن الحق معها، وتبقى مكتفة بلا إرادة أو ثقة بالنفس وقدرة على الفعل والإنجاز. إنها تنتظر النتائج أن تسقط عليها وهي خلو من الإرادة. إنها تنتظر آخر يقوم بالمهمة!!
وهذا بالتحديد ما نستطيع قراءته في المشهد المحلي في الوقت الحاضر والجميع يتكلم عنها ويناقش ويحلل ويصدر الكتب ويدبج المقالات ويرصف المحاضرات ويوزع أشرطة الكاسيت بينما تبقى هي هناك بعيدة نائية مستلبة، تفتقد حلمها الخاص مشروعها المنبثق عن إرادتها .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved