Monday 12th January,200411428العددالأثنين 20 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

متعب بن عبدالله.. ومهرجانٌ مشعٌ كالنجوم! متعب بن عبدالله.. ومهرجانٌ مشعٌ كالنجوم!
ناهد بنت أنور التادفي/ عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

والحديث ذو شجون دائماً عندما يكون عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يُقام في القرية التراثية بالجنادرية والذي درج على تنظيمه الحرس الوطني كل عام، وما دام المهرجان قد بلغ تمام كماله في عرسه التاسع عشر فإن من الواجب على كل ذي بصيرة أن يدلي بدلوه تقييما وتقويماً حتى يصل الناس جميعاً إلى الغاية المنشودة وهي ترسيخ تراث الآباء والأجداد في عقول ووجدان الأجيال الماثلة واللاحقة خوفا من موجة الطوفان ومياه التغريب العرمرم التي جرفت كثيراً من شباب اليوم ورمت بهم في أوديةٍ سحيقةٍ لا لون ولا طعم ولا رائحة لها ولا لأولئك الذين دخلوها بل صاروا مسخا مشوهاً فلا هم التزموا بتعاليم دينهم السمحة وسلكوا صراطاً مستقيماً يهنأون به في الدنيا والآخرة ولا هم دانوا بديانة غير الإسلام، لكنهم أخذوا من ملة الإسلام الإثبات فقط في شهادة الميلاد وتركوا وراء ظهورهم كل شيء الأمر الذي أوصل الأمة جمعاء لهذا الوضع المأساوي الذي يُحزن الأعداء قبل الأصدقاء، لذا وأمام الأهوال التي تعصف بأمتنا سعت الجنادرية وحسب ما يقوله القائمون على أمرها لتأصيل الفكر الإسلامي وتكريس هوية الأمة الحضارية كما حرصت على توثيق عرى العلاقة الحميمة بين الإنسان وتراثه وعقيدته وذلك من خلال الندوات العلمية التي استقطبت لها أبرز المفكرين والعلماء في العالمين العربي والإسلامي من أجل إبراز حضارة وإنجازات هذه الأمة العريقة ومن أجل عكس تراث وإبداع الإنسان العربي ليرفد به الحضارات الإنسانية الأخرى عملاً بمبدأ تلاقح الأفكار والثقافات العالمية كما دعت الجنادرية لتعزيز لغة الحوار بين الشعوب وإشاعة ثقافة التسامح والبعد عن النظرة الاقليمية الضيقة وإعلاء مبدأ العقلانية والانفتاح على الآخر وتقريب وجهات النظر بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي في حوار حضارات لا يصادم بعضها بعضا.
إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بات عملاً مضيئاً في سماء هذا الوطن الذي يزخر بمنجزاته وثقافاته يحظى بكل اهتمام من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي يؤكد مدى حرص هذه البلاد على التمسك بأصالتها العربية وتاريخها الحضاري وهو دليل على ما يناله موروث هذه الأمة من رعاية كريمة من سمو ولي العهد الأمين الذي أدرك أهمية الحفاظ على هذا التراث النفيس فجعل له مثل هذه الاحتفالية الرائعة التي تبرز حضارة هذا البلد وتسلط الضوء على ما يضمه من ثقافة وتراث يضرب بجذوره في عمق هذا الوطن وتاريخه، فالمهرجان بما يبرزه من مقومات وموروثات شعبية وتاريخية يربط الأجيال القادمة بالماضي العريق ويعرف الأجيال الحاضرة بحضارة هذه البلاد ليكون همزة وصل بين أصالة الماضي وبين نهضة وازدهار الحاضر إضافة لحرصه على الوحدة الوطنية حيث تعد مشاركة العديد من مناطق المملكة صورة وطنية جميلة تعكس توحد وتماسك أبناء هذا الوطن المعطاء.
والجنادرية كعمل ثقافي وحضاري كبير في الوطن العربي تعد جسرا وممرا سالكاً لشعوب العالم لتتعرف على حضارة المملكة العربية السعودية التي أسسها بفكر استثنائي سليل الفوارس صقر الجزيرة ورب الأسرة الكريمة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ذاك الطراز الفريد من الملوك والحكام والأشخاص والناس أجمعين والذي أتى من بعده أبناؤه البررة فوطدوا أركان الدولة الشامخة فنهضت الدولة بإدارتهم وحنكتهم وعقولهم الرصينة ومنها كانت تلكم النقلة الحضارية الكبرى التي يعجز الواصفون عن رصدها، وقد تمكنت شعوب العالم ومن خلال احتفال الجنادرية السنوي من رؤية النهضة التنموية الشاملة التي تمت بالمملكة كما اطلعوا على التراث السعودي الضارب بعمق راسخ في تاريخ الحضارة الإنسانية وهذا أسهم في نقل صورة واقعية راسخة عن هذه البلاد تاريخاً وحضارة وأصالة عريقة.
ولما كانت هناك الأركان والأوتاد الثابتة التي تضمن النجاح المنقطع النظير لهذه التظاهرة الثقافية التراثية السنوية فإن عين المرء لا تخطئ أبداً ركناً ثابتاً صارت تقوم على كتفيه جل الأعمال الثقال والتي بدونها لا يمكن أن تتحقق هذه النجاحات المتوالية للجنادرية وهي تتخطى عقدين إلا عاما واحدا من الزمان لذا فإن المراقبين والمتابعين عن كثب لسيرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخطوا أهم محطات الجنادرية ونقطة انطلاقتها المهمة في كل عام حيث تتوقف عقارب الساعة ومؤشرات ضبط الوقت كلها حين يأتي الحدث السنوي الكبير أمام شخصية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان حيث تقف التعابير دوما حائرة في وصف حالة استغراق سموه الاستثنائية في وقت التجهيز والاستعداد والاستقبال للمهرجان العالمي الضخم فكم من أرتال من الملفات في انتظار سموه ريثما يطلع عليها ويقلب صفحاتها المليئة بالأفكار والقرارات.
والتوصيات وكم من صفحات عديدة على الشبكة كذلك تأبى المغادرة حتى يلقي عليها سموه الكريم نظرة فاحصة قبل أن تنتشر في بقاع الدنيا وكم من اجتماعات تعقد وتنفض من داخل مكتبه الذي تحول إلى خلية نحل عامرة بالنشاط والحيوية وكلها تنتظر الترجمة الحقيقية إلى واقع ملموس إبان أيام انطلاق المهرجان بدأ من سباق الهجن الكبير ومروراً بليلة الافتتاح والأوبريت الذي أصبح يمثل لسموه محور ارتكاز نجاح الجنادرية ثم تأتي المتابعة اليومية لأيام المهرجان والوقوف على كل كبيرة وصغيرة تذليلاً للعقبات التي تعترض مسيرة المهرجان ومتابعة البرامج والندوات وأنشطة المسرح السعودي الذي أخذ في التطور بشكل مذهل مبشرا بأن «أبو الفنون» أخذ موقعه الذي يليق به في المملكة وكل ذلك بفضل ما توفر له من مناخ طيب في الجنادرية، والجميع يثمن لسمو الأمير متعب بن عبدالله وقوفه الشخصي على أجنحة المناطق الغنية بالتراث والمليئة بالوطنية والمغمسة في تاريخ الأجداد والأصالة العربية النابعة من عمق أعماق مأوى العروبة وجذور أرض العدنانيين والقحطانيين وكبرى القبائل في أمة العرب صاحبة الشرف الباذخ.
ولأن حروفي ستقف عاجزة عن تعابير التهاني والمدح والإطراء فسأمتطي التماسات الأعذار والسطور الخجولة للكتابة عن شخصكم يا سمو الأمير متعب بن عبدالله حيث نهنئ أنفسنا أولاً بالنجاح الباهر الذي حاز عليه المهرجان الذي لم يعد وقفا على سموكم ولا حكراً على بسالة جنودكم بل هو زيادة وخير على خير الحرس الوطني وخير الدولة الرشيدة، لذا أبعث بكلمة حق أقولها خالصة مخلصة بعيد نجاح المهرجان و تألقه بفضل حسن إدارتك ونبوغك كيف لا وأنت قد ارتديت التراث ورضعت الوطنية وتدثرت بالإباء والفروسية في ظل دولة شامخة اعتادت صون حضارتها وحفظ تراثها منذ عهد جدكم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومرورا بعهد آبائك الميامين النشامى من بعده فها أنتم يا سيدي الأمير متعب تترسمون خطاهم لتكونوا امتداداً يانعاً لأرض حضنت أجدادكم فصحراؤكم ليست لسواكم أنتم أبناء بحرها وبرها وأنتم رعاة رملها وسمائها وفيها يعيش الجميع تحت ظلكم، وها هم المخلصون يدعون لك بمزيد من النجاح والتألق وكل مهرجان وأنتم بخير.

الرياض -فاكس: 014803452


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved