Monday 12th January,200411428العددالأثنين 20 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الديمقراطية ديكور سياسي أم أداة للبناء؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يكثر الحديث في منطقتنا العربية وفي العديد من الدول النامية عن الاصلاح والتغيير، ويحصر الكثير منهم عمليات الاصلاح باحلال الديمقراطية، وحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات والممارسات والقيم التي أصحبت عناوين لمجتمعات معينة، وهي بالتحديد المجتمعات الغربية، ومع أن الديمقراطية وحقوق الإنسان يظلان هدفين ومسعيين تعمل من أجلهما العديد من الشعوب، إلا أنهما ليسا الهم الوحيد والمقدم على باقي الهموم.
كما ان الاستعداد والتهيئة الاجتماعية ومدى قدرة شعب ما أو مجتمع معين على معايشة هذا النهج يختلف من شعب لآخر، وإذا كانت الديمقراطية قد ترسخت في بعض المجتمعات الغربية وأصبحت نهجاً لا يمكن ان تحيد عنه، وممارستها وتطبيقها يعدان امراً ميسوراً لامتلاك تلك المجتمعات للبنية الأساسية الاجتماعية والسياسية والسلوكية، ولهذا فإن تداول المصطلحات والحديث عنها دون وعي ودون معرفة مدى القدرة على تطبيق هذا النهج أو ذاك، فالديمقطراية مثلها مثل باقي القيم الأخرى لابُدَّ أن تستند الى بنية أساسية تساعد على تطبيق النهج والمسلك السياسي والاجتماعي المراد تطبيقه.
وكذلك لا يمكن ان نضمن التطبيق الأمثل لها، ما لم تسبقها هيئات ومؤسسات ومنظمات العمل المدني، فهذه الوحدات التي عادة ما تقنن وتفعل آليات العمل الديمقراطي، وكيفية ممارسة العملية الديمقراطية ما بين شرائح المجتمع الواحد، انطلاقاً من روابط مهنية أو فكرية، أو اجتماعية ثم تتوسع لتنصهر في بوتقة واحدة للمجتمع ككل سعياً للتحول الديمقراطي.
وبهذا فإن القفز والمطالبة بالاصلاحات الديمقراطية دون امتلاك وتفعيل آليات ومهمات منظمات المجتمع المدني، تعد مجرد صورة شكلية، ونوع من الديكور السياسي الذي يصبح أداة هدم لا أداة تطور.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved