Friday 9th January,200411425العددالجمعة 17 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سيان عندي أن يُعَافى أو يُصَبْ سيان عندي أن يُعَافى أو يُصَبْ

بعض الناس توليه المعروف وتغدق من أفضالك عليه اغراقاً. أقله الشفقة عليه والسعي لنفعه والوقوف الى جانبه لسد احتياجاته، ثم يبدو لك إليه حاجة لا تمس جيبه ولا جهده البدني وإنما هو مطلب معنوي يناصر به حقا لك وهو على علم ودراية بأحقيتك له، فلا تجد منه عونا ولو ببنت «شفة» ينبسُ بها لنصرة حقك المضاع وإذا ما لمته على ذلك يغضب من لومك له ويناصبك العداء ويجعل معروفك الذي أسبغته عليه أشبه ما يكون بالصيَّب الذي إذا أصاب أرضا سبخاً وسبسباً من الرمل الذي ينقصه عنصر الدماثة. لا ينبت فيه الكلأ الذي يجعل أديمه أخضر تستطاب رؤيته. ولكون هذه الصورة تكثر بين الأقرباء في مجتمعنا وتتأصل في النفوس تأصلا يبلغ معه استفحال القطيعة بين الأقرباء ويأخذ مدى بعيداً ينافي الأدب والسلوك وذلك مثل الذي يكون قلبه أشد قسوة من الصخر كأن يمتنع عن مصافحة قريبه ويرفض أن يمد يده مسلماً عليه.
ولقد حاولت ترجمة مشاعر من تألم مِن هذا السلوك العدائي كردة فعل لما تلقَّاه من جحود لمعروف كان قد بذله في قريب له فلما أصبح القريب طريح الفراش لم يفرح بمرضه ولم يستأ له فتصورت لسان حال ذلك المظلوم يقول:


سيان عندي إن يعافى أو يصب
لأنه أساء في الماضي الأدب
أسديت معروفاً إليه فانبرى
الى الجحود دون أن يبدي السبب
سيان عندي نفعه أو ضرّه
لأنه من خاطري قد انشطب
أضعتُ حبي فيه ضيعة السماء
متى تصيب سبخاً قد التهب
فلا له يوماً دعوتُ بالشفا
ولا عليه قد دعوتُ بالوصب
فالسلب والايجاب فيه مستوى
ولم يعد للود فيه محتلب
قد مس الضرع يوماً كفُهُ
فلم يعد منه الحليب في صبب
وحكم ربي صائر من بيننا
يوم اللقاء حين لا تجدي الخطب
يوم به الجلحاء تُعطى حقها
من القرناء عن عدلٍ لها وجب
سبحانه قد قال: لا تظالموا
وكونوا فيَّ إخوانا كما يجب
لكن نفس صاحبي لها هوى
يقودها الى مراتع الريب
فنسأل الله معافاة بها
نصيب أمراً موجبا حق النسب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved