في مثل هذا اليوم من عام 1993، أقام الاتحاد الأوروبي علاقات ديبلوماسية مع جنوب افريقيا، ليضع بذلك اللمسة الأخيرة على سياسة جديدة من التعاون بعد سنوات من العزلة. بعد استئصال التمييز العنصري وتدشين حكومة وحدة وطنية منتخبة بشكل ديمقراطي، تغيرت العلاقات الخارجية لجنوب افريقيا بشكل مذهل، انتهت العزلة الديبلوماسية للبلاد، وتطورت العلاقات القائمة مع دول ومنظمات دولية أخرى، أعادت جنوب افريقيا تأسيس علاقات ديبلوماسية وتجارية مع دول عديدة، وبصفة خاصة في افريقيا، وأقامت علاقات جديدة مع عدد من الدول التي تشددت في مقاطعتها، من نحو الهند، الباكستان، البحرين، بنغلاديش، ماليزيا، الأردن، ليبيا وكوبا، دعت عدة منظمات اقليمية ودولية جنوب افريقيا للمشاركة، أو إعادة تفعيل عضويتها، في منظمات من نحو منظمة الوحدة الافريقية، مجموعة التنمية الجنوب افريقية، والأمم المتحدة، إضافة لذلك، ساهمت جنوب افريقيا في الأنشطة الثنائية الرياضية، الأكاديمية، والعلمية، للمرة الأولى خلال عقود، تطورت العلاقات مع دول الاتحاد السوفييتي السابق، اوروبا الشرقية، واوروبا الوسطى، أصبح لجنوب افريقيا علاقات ديبلوماسية كاملة مع 39 دولة في عام 1990، وارتفع ذلك الرقم إلى 69 في عام 1993، وإلى147 على الأقل في عام 1995.
إن ركائز السياسة الخارجية المستقبلية لجنوب افريقيا جرى التعبير عنها من قبل مانديلا في أواخر 1993، في مقال تم نشره في «شئون خارجية»، تضمنت هذه المبادىء ترقية حقوق الإنسان والديمقراطية، احترام العدالة والقانون الدولي في العلاقات بين الدول، تحقيق السلام من خلال «آليات تتجنب العنف مقبولة دوليا، بما فيها أنظمة فعالة للحد من التسلح»، دمج المخاوف والاهتمامات الافريقية في خيارات السياسة الخارجية، والتنمية الاقتصادية القائمة على «التعاون ضمن عالم متكامل»، وقد شجب مانديلا الهيمنة الاقتصادية السابقة لجنوب افريقيا على المنطقة وما قامت به عن عمد لتهديد الاستقرار في الدول المجاورة، بدلا عن ذلك، دعا مانديلا إلى «التعاون على المستوى الاقليمي في مشروعات الإعمار، البنى التحتية، وتنمية الموارد ... في كل قطاع ومجال».
أخيرا، دعا مانديلا بشدة لتكامل جنوب افريقيا مع الشبكات التجارية العالمية، تم تطبيق هذه المبادىء الخاصة بالسياسة الخارجية حتى قبل تنصيب مانديلا.
|