رغم خروجه كالعادة وللمرة السادسة من الدور الاول لنهائيات كأس العالم للشباب لكرة القدم الا ان منتخبنا لقي الكثير من عبارات الثناء والاعجاب على طريقة الطبيب الذي خرج يزف البشرى «العملية نجحت لكن المريض مات»!!
شبابنا ما قصروا!
نجومنا قدموا مستويات شرفت الكرة السعودية!
الحظ خذلنا وحرمنا التأهل!
يكفينا مكسب الوجوه الشابة!
منتخبنا يؤكد صلابة قاعدة الكرة السعودية!
الخبراء يشيدون بمستوى المنتخب السعودي!
لكن «الزبدة» لماذا استمر خروج منتخبنا في النهائيات من أول لمسة!
هذا السؤال نكرر طرحه ونلح في طلب الاجابة عنه بعيداً عن الحظ فالمسألة مسألة فكر كروي يحتاج الى تنمية وتطوير ليقود اللاعب داخل الملعب نحو اللعب الايجابي والتصرف السليم بالكرة الذي يلغي وهم الحظ ويصنع الانتصارات!
النصر في الاردن!
هاتفني صديقي النصراوي وخسر قيمة مكالمة دولية للاردن حيث اتواجد هذه الايام في رحلة عمل مع زملائي بوزارة التعليم العالي لينقل لي خبر خسارة النصر من الطائي بالاهداف الثلاثة مؤكداً انها كادت تكون هزيمة ساحقة!
قلت يعني في نفس الوقت الذي فاز فيه الهلال على الزوراء بثلاثة فريقكم خسر من الطائي بثلاثة «كويس» ما فاز الهلال بستة!
طلب مني ان لا اعلق على الخسارة وان اهتم بعملي الذي سافرت من اجله لكنني اقنعته رغم صعوبة اقناع النصراوي بأن الكتابة عن النصر من الاردن ربما توجد ليس عند بعض القراء «العجلين» فيتوقع ان النصر فائز ببطولة وهو الآن يمثلنا خارجيا في الاردن ثم ان الحديث عن الخسارة عادي ما دام انكم ترونها كبوة مثل كبوة ريال مدريد لكنني كنت اتمنى لو انكم قلدتم الفريق الكبير بغير الهزائم فالهزيمة لاتحتاج الى تقليد او مجهود فقط افتح بابك ونم!
والنصراويون بالمناسبة لاتهزهم النتائج مهما كبرت ولديهم قدرة فائقة على «امتصاص» الصدمات ربما لانها صارت جزءاً من تاريخ الفريق وربما ان هذا ايضا هو ما وفر للفريق استقرارا ادارياً لا مثيل له واتاح الفرصة لعدد من انصاف اللاعبين لتمثيل الفريق كأساسيين ونجوم!
كان الى جانبي مجموعة من زملائي هلاليين اجتمعنا ربما بالصدفة او ربما هو انعكاس لشعبية الازرق لم يكشفوا عن مشاعر ملحوظة عندما عرفوا النتيجة لقناعتهم بأن هزائم النصر الكبيرة صارت عادية في المواسم العشرة الاخيرة باستثناء احدهم الذي قال انه شعر بالدفء رغم اننا هنا نعمل جاهدين على مواجهة «الزكمة والانفلونزا» التي هاجمتنا بسبب البرد القارس والتصدي لها بسلاح «الزنجبيل»!!
وبعيداً عن الخسارة النصراوية فقد لفت نظري في الاردن العشق الجماهيري لكرة القدم رغم ان المنتخب الاردني وحتى الآن لم يسجل لنفسه حضوراً لافتاً على مستوى الكرة العربية لكن ربما ان التطور الذي تشهده الكرة الاردنية على مستوى المنتخب هو الذي اشعل الحماس في قلوب الجماهير على النحو الذي شاهدناه في مباراة الاهلي السعودي مع الوحدات الاردني.
ربما ايضا ان اختيار الاردن كبلد محايد لاستضافة بعض المباريات التي تأتي ضمن البطولات العربية والآسيوية ساهم في زيادة عشق الاردنيين لكرة القدم و الاقبال على حضور مبارياتها مهما كانت حالة الطقس!!
هل يتفق الاهلي والهلال؟!
كنت اشاهد مباراة الوحدات الاردني مع الزوراء العراقي برفقة احد الصحفيين الرياضيين الاردنيين الذي سألني عن مدى امكانية اتفاق الاهلي والهلال ليخدم كل منهما الاخر على حساب الوحدات و الزوراء!
قلت الاقرب ان يعطل كل منهما الآخر!
استغرب الرد وتساءل عن العلاقات بين الاندية السعودية!!
قلت ان مبدأ الاتفاق غير وارد وحدثته عن طبيعة العلاقات بين الاندية وكيف يعصف بها التنافس الذي يكون خارج التغطية احياناً كثيرة!!
وزدته من الشعر بيتاً ورويت له قصة الفريق السعودي الذي استضاف احدى البطولات العربية بمشاركة فريق سعودي آخر ومحاولات الفريق المستضيف تعطيل هذا الفريق والاحتجاج عليه وتشجيع منافسيه ضده رغم مساهمته الفاعلة في انجاح البطولة فنياً ودعمه لخزينة الفريق المستضيف مالياً بفضل جماهيريته وشعبيته وقيامه بمهمة التشريف بعد خروج المستضيف!!
الفلوس تغير النفوس يا تلفزيوننا!!
خسر التلفزيون السعودي خدمات كثير من المعلقين والمراسلين الفنيين الذين غادروه الى القنوات الفضائية التي تغريهم بمقابل مادي ضعف ما يدفعه لهم التلفزيون السعودي!!
والقناة الرياضية التي ارادها التلفزيون ان تكون منافساً للفضائيات لا يمكن ان تكون كذلك في ظل الامكانات المالية المحدودة التي تغيبها عن الاحداث العالمية وتحرمها من استقطاب الاسماء التي لها شعبيتها في اوساط كرة القدم المحلية والعربية.
ومع ضيق ذات اليد لم تستطع القناة الرياضية ان تقنع المشاهدين ولولا برنامج صافرة والمواجهة لما كان لها تواجد يذكر او يلفت النظر وسط مجتمعنا الرياضي الذي كان ينتظر ولادة هذه القناة على احر من الجمر!
المنافسة في ميدان الاعلام قوية ومكلفة و اذا كنا نأمل في قناة رياضية يتردد صداها في كل مكان لابد من دعمها بالقدرات المؤهلة و المحافظة على ما لديها من مثل تلك القدرات وتمويلها مالياً بما يمكنها لأن تكون دائماً في قلب الاحداث الرياضية!!
|