Sunday 14th december,2003 11399العدد الأحد 20 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وجهة نظر وجهة نظر
نادي الحزم وأصحاب الشركات القابضة
عبدالله الصالح الرشيد

عاصرت قبل أربعين عاماً بدايات تأسيس نادي الحزم الرياضي بالرس.. كان ذلك على أيدي بعض الشباب المتحمس الطموح أكثرهم من المعلمين.. كانوا آنذاك يقتطعون جزءاً من رواتبهم الشهرية لتغطية احتياجات النادي الأساسية والضرورية مع رصد بعض الجوائز والمكافآت الرمزية للاعبين وفق الإمكانات المتاحة المتواضعة في ذلك الوقت، ولم يقف الحماس والإخلاص إلى هذا الحد من قبل المؤسسين بل دأبوا بكل عزيمة إلى ترسيخ كيانه وإقامة بنيانه وتفعيل وتنويع أنشطته تمثل ذلك أولاً بالحصول على أرض مناسبة كبيرة بموقع ممتاز والقيام بتسويرها بالجهود الذاتية لتحتضن فيما بعد كافة منشآت النادي بمختلف الألعاب الرياضية..
وفي ذروة الطفرة المادية التي مرت ببلادنا قبل ربع قرن تقريباً حظي النادي كغيره من الأندية الأخرى بإقامة مدرجات ومنشآت رياضية حديثة، ومع التنافس الرياضي المتجدد في أنحاء الوطن كان للنادي مشاركات فعالة وملموسة ونجاح ملحوظ حيث وصل إلى درجة الممتاز في كرة اليد والدرجة الأولى في كرة القدم ولا يزال.
وبما أن تطوير أي ناد أو أي منشأة حضارية وترفيهية والوصول بها إلى المستوى المنشود يحتاج مع مرور الأيام إلى دعم مادي مؤثر ومؤازرة فاعلة متواصلة فإن مستوى الدعم في السنتين الأخيرتين لهذا النادي العريق - نقولها بكل صراحة - لم يكن ليتناسب على الأقل مع الحد الأدنى من الآمال والطموحات الأمر الذي يشكل عائقاً في قدرة النادي وخاصة في كرة القدم من التقدم والمنافسة كما كان في السابق حيث ظل يراوح مكانه ويتذبذب في عطائه ويخشى عليه من الترنح والهبوط.. لذا كله فإن الواجب ومشاعر الوطنية الصادقة المعبرة تدعونا إلى مناشدة محبي النادي ومشجعيه من أبناء الرس الأوفياء وخصوصاً القادرين الموسرين الكرماء بأن يهبوا هبة رجل واحد بعزيمة وثابة جادة سخية لإنقاذ نادي محافظتهم من وضعه الحاضر ولا نقول المحتضر، حتى يقف على قدميه والاحتفاظ بتوازنه وهذا لا يكون إلا بدعم مادي ملموس عاجل ممن تعلق عليهم الآمال لنحفز العاملين بالنادي على العطاء والتقدم.
وإننا إذ ندعو ونطالب بدعم ومؤازرة إدارة النادي ومساندتها مادياً لتضطلع بمسؤولياتها وتحقق الطموحات المنتظرة منها تجاه نادي الحزم وأبناء الحزم فإنا في نفس الوقت نطالب أعضاء الإدارة الحالية وجميع العاملين معهم بعدم الابتعاد عن ناديهم ونشاطاته وضرورة الوقوف بجانبه مهما كانت الظروف والأحوال والتكيف مع الواقع حتى تتحسن الأمور لأن ابتعادهم عنه والتنصل من المسؤوليات تحت ذريعة الضائقة المالية لن تزيد النادي إلا تدهوراً خاصة إذا ما عرفنا أن أسلافهم الذين أسسوا النادي وأداروه ومن جاء بعدهم من الرؤساء على مدى نصف قرن مضى كانوا متطوعين للعمل في النادي مجاناً ولفترات طويلة ولم تزدهم العثرات والمثبطات التي مرت بالنادي إلا ثباتاً وعزيمة ولولا ذلك لما وصل إلى هذا المستوى، ولكم التحقق من ذلك حيث ان أكثرهم لازال حياً يرزق.
ومن هنا نعود إلى بيت القصيد ولب الموضوع وهو عن تقاعس وتردد بعض أعضاء الشرف وخصوصاً الموسرين منهم عن دعم نشاطات النادي من فضول أموالهم، وفاء لمسقط رأسهم ورأس آبائهم وأجدادهم، دعماً فعالاً يتناسب مع مكانتهم الاجتماعية والمادية حيث ان الكثير منهم يملك الشركات القابضة المتعددة الأغراض التي تحقق وتصل أرباحها السنوية مئات الملايين، وكذلك أصحاب المجموعات التجارية الكبيرة المحظوظة بالمشاريع السخية والتأمينات المباشرة والمناقصات المغرية المتجددة اللهم إلا إذا كان البعض منهم يعتقد في قرارة نفسه ويفسر أهداف ومدلول المجموعات التجارية والشركات القابضة بأنها التي تقبض ولا تعطي وتتناسى ضريبة المواطنة وهو ما يثبته واقع الحال.
وما لنا نذهب بعيداً فإن مما يحز في النفس ويبعث المرارة ويثير الاستغراب أن قلة ممن يطلق عليهم - أعضاء الشرف - من أبناء المحافظة وبعضهم من الشخصيات اللامعة وأصحاب الجاه والثروة الطائلة قد خيبوا الآمال والظنون حيث لا تبدو مظاهر مساهمة البعض منهم إلا بتصدر الاجتماعات والتصريحات المنمقة الرنانة تتصدرها غالباً صورهم الملونة من عهد الشباب، أما الذين لهم حضور لافت في الدعم الحقيقي حسب علمي فهم نخبة واعية من أبناء الحزم - المحافظة والنادي - يأتي في مقدمتهم وطليعتهم صاحب المواقف المشهورة أبو مشهور عساف سيف العساف الذي أوصل النادي بدعمه ومؤازرته إلى مصاف الدرجة الأولي بكرة القدم قبل أن يتفرغ لإدارة كرة القدم بنادي النصر السعودي ولازال حتى الآن من الذين تعلق عليهم الآمال باستمرار للدعم والتشجيع.
والرجل الثاني ونعني به رجل الأعمال المعروف الشاب خالد البلطان فلهذا المواطن في الآونة الأخيرة بعض التبرعات التي ساعدت النادي على تحسين بعض ظروفه المادية الصعبة بما يتعلق بمكافآت اللاعبين وتشجيعهم على التواصل والعطاء.. وله مساهمات اجتماعية أخرى..
والثالث في ميدان المساهمة ولن يكون الأخير بإذن الله هو عضو شرف النادي المتحمس الذي لم تنقطع صلته به وتواصله معه في أي لحظة وحتى الآن ونعني به الأستاذ فهد المالك هذا الإنسان الخلوق الذي يعطي بسلوكه ووطنيته الصورة المثالية الصادقة التي كان عليها والده - رحمه الله - في محبته وحرصه على كل ما ينهض بسمعة ومكانة هذه المدينة الغالية..
وأخيراً وليس آخراً يجب أن لا ننسى أن هذا النادي هو للجميع وصورته المشرفة وسمعته تسعد وتهم كل من في قلبه وجوارحه أدنى احساس من الوطنية الصادقة.. والمساهمة المادية مهما كان مقدارها سوف تخدمه في مشواره خاصة وأنه بعد عامين تقريباً سوف يستكمل نصف قرن على تأسيسه.
آملين أن تمر هذه الذكرى وهو في أوج تقدمه.. والله من وراء القصد..

ص.ب: 27097 الرياض: 11417 فاكس: 4786864 - الرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved