حذر الأخ الكريم أحمد بن عبدالله العرفج من فتنة استشرت في الآونة الأخيرة وسببت تلك الأحداث الأليمة ألا وهي التكفير لمن لا يستحق ذلك في مقاله الذي نشر في صفحة «الرأي» في صحيفتنا «الجزيرة» يوم الأربعاء 16/10/1424هـ.
وتعقيباً على ذلك «المبنى» و«المعنى» أحب أن أؤكد على ما لفت إليه الأخ النظر ألا وهو قوله: «.. وعندما يقرر هؤلاء الأعلام وغيرهم خطورة هذه المسألة فلا يعني تمييعها وإغلاق باب الردة بالحكم بإيمان من ظهر كفره بالدليل والبرهان..» إن هذه الكلمة هي الحق الذي كاد ينسى ويجب قوله.
فإثر هذه الأحداث كثر التحذير من التكفير وهو بلا ريب حق وصدق ولكن الوجه الآخر لهذه «العملة» المقيتة لا ذكر له ألا وهو «الإرجاء» عدم تكفير من يستحق التكفير ومن ثم بدأ «البعض» بالتشكيك بثوابت ديننا القويم والمناقشة السقيمة لتعاليمه الحنيفة في جرأة بغيضة على ديننا واستهزاء مقيت بحدود الدين { قٍلً أّبٌاللَّهٌ وّآيّاتٌهٌ وّرّسٍولٌهٌ كٍنتٍمً تّسًتّهًزٌءٍونّ لا تّعًتّذٌرٍوا قّدً كّفّرًتٍمً بّعًدّ إيمّانٌكٍمً }. وأصبحت لفظة «تكفيري» جاهزة للتنفير من تكفير المستهزئين الذين كفرهم الله في كتابه.
وباسم محاربة فكر التكفير ظهر الفكر المضاد «الإرجاء» وهما طرفا نقيض في المعنى ولكن يجتمعان في الحكم اللذين يناقضان عقيدتنا الوسط فالإيمان: «اعتقاد وقول وعمل» لا يكفي أحدها عن الآخر فالتصديق لا يعد إيماناً. قال ابن تيمية رحمه الله محذراً من خطر الإرجاء: «وضلال المرجئة صار سببا لخطأ عظيم في العقائد والأعمال» فليس كل «التكفير» اعتداء ولكن قد يكون حقاً كتكفير الكافر الذي أثبت الله كفره قال تعالى: {لّقّدً كّفّرّ الّذٌينّ قّالٍوا إنَّ اللّهّ ثّالٌثٍ ثّلاثّةُ..} وهم النصارى وقال جل وعلا: {لّمً يّكٍنٌ الّذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً أّهًلٌ الكٌتّابٌ} وهم: اليهود والنصارى.
فلماذا هذا «التمييع» لقضايا الدين وأحكامه الكبرى؟! فلنقل للكافر: كافراً وللمسلم: مسلماً حتى يثبت عكس ذلك وأخيراً اشكر الأخ الكريم على تناوله القيم لهذه القضية القديمة الجديدة التي تمس عقيدتنا وتهمنا.
نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه سميع مجيب.
فضل بن عبدالله الفضل
معلم لغة إنجليزية/ م الشيخ البليهي / بريدة
|