التقاعد المبكر يختلف عن التقاعد النظامي الإلزامي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت في العدد رقم 11391 في صفحة عزيزتي الجزيرة مقالاً بعنوان «ريم ووفاء تدافعان عن التقاعد المبكر للمرأة» للأختين ريم الحسيناني ووفاء السحينان تعقيباً على مقالي في صفحة الرأي بعنوان «رأي في تقاعد الموظفات والمدرسات» واستغربت هذا الرد بما يحمله من كلمات قاسية وعبارات صارخة واتهامات باطلة يختتم برباط الظلم. والسبب في ذلك يعود إلى الفهم الخاطئ لمعنى مقالي. وإليكم عبارة من مقالي أقول فيها:
لذا أناشد المسؤولين بأن تكون الخدمة المطلوبة للتقاعد المبكر للمرأة خمس عشرة سنة حسب موافقة الجهة الحكومية المسؤولة وعشرين سنة حسب رغبتها بطلب التقاعد المبكر، أما الراتب التقاعدي فهو متروك للمسؤولين ويحق للمرأة مواصلة العمل و الاستمرارية بالخدمة مثلها مثل الرجل.
السؤال الأول: هل أنا في هذا المقال أطالب بإحالة المرأة إلى التقاعد النظامي الإلزامي. مبكراً؟
الجواب: لا لا لا لا لا. فهل من فاهم؟
السؤال الثاني: ما هو الفرق بين التقاعد المبكر والتقاعد النظامي الإلزامي؟
الجواب: التقاعد المبكر يكون على حسب رغبة الموظف بترك الخدمة ولكن بشرط أن يخدم عشرين سنة بموافقة الجهة الحكومية التي يخدم فيها أو خدمة خمس وعشرين سنة فلا يرجع إلى موافقة الجهة الحكومية وهذا بشرط أن يكون طلب التقاعد بناء على رغبة الموظف. وإذا لم يخدم الموظف هذه الخدمة المطلوبة فلا يحق له راتباً تقاعدياً. بل يتم تصفيه حقوقه. ونحن نعرف جميعاً بأن الراتب التقاعدي أفضل بكثير من تصفية الحقوق؟ لذا نستفيد من هذا الكلام أن كل ما كانت الخدمة المطلوبة قصيرة للتقاعد المبكر فهي من صالح الموظف؟ وهذا ما كتبت أناشد فيه. ولست أطالب بإحالة المرأة بسن نظامي مبكراً؟ وهذا ما أرفضه؟ فكلمة مبكر مخيفة في التقاعد وتفهم غلط؟ التقاعد النظامي الإلزامي «هو إحالة الموظف على التقاعد إلزامياً إذا بلغ سن الستين من عمره.
وهذا هو الفرق بين التقاعد المبكر والتقاعد النظامي الإلزامي. جاء في الرد من الأختين على مقالي بفهم مقصدي ومرادي وهدفي خطأ. وأنا لست أطالب بإحالة المرأة إلى التقاعد الإلزامي النظامي مبكراً.
بل أطالب أن تكون خدمتها مثل خدمة الرجل إلا إذا طلبت هي بالتقاعد المبكر واستلام راتب تقاعدي لأنه أفضل من تصفية الحقوق. فحبذا تخفيف السنوات المطلوبة التي بها يحق لها راتباً تقاعدياً. وما طلبته هو تقليل الخدمة بخمس سنوات فقط عن النظام الحالي. لذا أنا كتبت في صالح الموظفة والمدرسة. ولا يختلف اثنان على فهم ما كتبت إلا من يفهم مقالي خطأ. لأن كلمة التقاعد المبكر تحدث هزة في المشاعر وتغييراً في الأفكار وخاصة النساء؟ ابنتي مديرة مدرسة وتتمنى أن تكون الخدمة للتقاعد المبكر سنوات قليلة حتى تستلم راتباً تقاعدياً؟ فالراتب التقاعدي يستمر حتى الممات ومن ثم يأتي دور الورثة بالقسمة والتقسيم. أما تصفية الحقوق فهو مبلغ ضئيل بالنسبة للراتب التقاعدي.
التقاعد نعمة من نعم الله علينا وفضل كبير من حكومتنا الرشيدة أعزها الله وأدام مجدها ونصرها على كل حاقد وحاسد حكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي، أمن وأمان وعز ومعزة وراحة بال. فالمواطن والحمد ينعم بخيرات بلاده ويفتخر كل فرد بأنه «سعودي». نسأل الله أن يديم هذا الأمن في بلادنا قاصيها ودانيها وأن يجعل كيد الكائدين وحسد الحاسدين والمخربين والإرهابيين في نحورهم. ولكن شعار النصر ولله الحمد والمنة واضح والدليل القاطع ان هؤلاء الإرهابيين بدأوا يتساقطون واحداً تلو الآخر وهذا دليل على قوة الأمن في بلدنا الحبيب الغالي المملكة العربية السعودية.
رسالة
يا ريم ويا وفاء هذا ما أحببت إيضاحه وكفى عسى أن أكون موفقاً في الرد عليكما.
وأسأل الله لكما عمراً طويلاً وحياة سعيدة وأن لا يتم إحالتكما على التقاعد إلا بالتقاعد النظامي الإلزامي بعد بلوغكما سن الستين عاماً.
طرق مختلفة
عندما أردت كتابة الرد على الأختين وجدت أمامي طرقاً مختلفة في كيفية الرد ومن ضمن هذه الطرق الطريق الذي نهجتاه في الرد على مقالي ولكنني تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم «رفقاً بالقوارير» فسلكت هذا الطريق الذي ينهجه ردي على المقال.
شكر
أشكر هاتين الفتاتين المتحدتين في مقال واحد فالاتحاد قوة ومزيداً من النقد الأدبي عبر عزيزتي الجزيرة.