تهيئة الأرضية لبناء السلام تستلزم قدراً كبيراً من الثقة بين مختلف الأطراف، وفي هذا المقام، فإن المطلوب من الطرف الذي يتوسط أكثر مما هو مطلوب من الأطراف الأخرى التي تحتكم إليه.
وثمة تحركات متواضعة الآن للتحرك نحو السلام ولا تقدم سوى القليل من الأمل بإمكانية إحداث أي نوع من الاختراق باتجاه الانتقال إلى مرحلة جادة.
وتجري هذه التحركات على خلفية غير مشجعة وفي أجواء غير مواتية مثل موافقة الرئيس الأمريكي على قانون معاقبة سوريا وهو قانون كان أقرَّه الكونجرس قبل شهر من الآن غير أن الرئيس الأمريكي رفض في ذلك الوقت التوقيع عليه إلى أن أعطاه الكونجرس سلطة واسعة للتحكم في تطبيق هذه العقوبات.
ويشكل توقيع بوش على القانون مؤشراً على امتلاكه هذا «السلاح» ليناور به، على الرغم من أن هذه العقوبات غير مؤثرة على الصعيد الاقتصادي إذ إن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز الـ300 مليون دولار..
ومع ذلك فإن هناك أثراً سياسياً لا يمكن إنكاره ويتمثل بصفة خاصة في البناء على دواعٍ واهية لمعاقبة دولة أخرى وفي منطقة فيها الدولة الأكثر اعتداءً على الآخرين، وهي إسرائيل، تجد نفسها مطلقة اليد تفعل ما تشاء وتعربد كيفما يحلو لها وتقتل الناس يومياً وتصادر أراضيهم وتدمر منازلهم ومع ذلك فلا أحد يتحدث عن معاقبة إسرائيل.
ومع كل ذلك تصرُّ الولايات المتحدة على أن تلعب دور الوسيط رغم أنها منحازة تماماً للمعسكر الإسرائيلي الأمر الذي يجعل من السلام مهمة مستحيلة.
|